يحتفل العالم في الأول من أيار من كل عام في عيد الطبقة العاملة، امتناناً وتثميناً لإنجازات العمال، ودورهم في بناء اقتصاد البلد وتطويره نحو الأفضل، ويرمز أيضا لنضالات العمال المستمرة من اجل تحسين ظروف العمل، وتوفير ضمان اجتماعي عادل في ظل ظروف إنسانية آمنه.
وهنا يبرز دور المرأة العاملة في البناء والتقدم، ولابد من الإشارة والإشادة بدور المرأة العراقية العاملة، سواء في الريف او المدينة، والتي لعبت دورًا حيويًا على مر السنين في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، بالرغم من التحديات والصعوبات التي تواجهها.
وحسب الإحصائيات الاقتصادية في الريف فإن النساء يشكلن نسبة كبيرة من العاملات في الزراعة، خاصة في زراعة المحاصيل المختلفة والحصاد ومعامل الطابوق، وتربية ورعاية الحيوانات، والعمل في المهن والحرف اليدوية والتقليدية منها النسيج وصناعة المنتجات اليدوية مثل الخزف، والتطريز والخياطة وغيرها وهذه الأشغال غالباً ما تنجز بالبيوت أو المعامل الصغيرة، عليه هناك حاجة لتشجيع صناعة هذه المنتجات من قبل الدولة ومؤسساتها لأنها تحافظ على تراث البلد واستمراريته.
ويعد عمل المرأة العراقية متعبا ومزدوجا، فهي تعمل وتدير الأعمال المنزلية، وتتحمل مسؤولية الأسرة، وتربية الأطفال وهذا العمل مجاني، لا يقل أهمية عن الأعمال التي تقوم بها حيث مسؤوليتها بإعداد جيل المستقبل ليأخذوا طريقهم بالعمل في بناء الوطن على أسس سليمة، مما يثقل كاهل النساء.
كما تواجه المرأة العراقية مصاعب وتحديات عديدة منها قلة الفرص التعليمية، وعدم حصولها على التدريب المهني الذي يأهلها للإبداع والإنتاج، كما تعيش معظم النساء وضعا اجتماعيا معقدا يكمن في عدم سماح أغلب العوائل لبناتهم بالعمل بالوصول لأهدافهن، وهو نوع من التخوّف لدى الأهل من تحرر المرأة الاقتصادي واعتمادها على نفسها، وهذا لا يروق لبعض العوائل، وخاصةً بعض الرجال لكي تبقى تحت رحمتهم ووصايتهم والتحكّم في حياتها.
ما تحتاجه المرأة العاملة اليوم هو سن قوانين عادلة تدعمها وتحميها من التمييز والتحرش الذي تتعرض له أغلب النساء في العمل، والحصول على قروض مالية لفتح مشاريع صغيرة، وتوفير حضانة أطفال في أماكن العمل لتخفيف عبء كبير عنها.
إذا توفرت هذه العوامل سواء في الريف أو المدينة، سوف تسهم المرأة مع أخيها الرجل بشكلٍ كبير في بناء مجتمع متعاف ومتطور.
طريق الشعب