(الفاشنستات) .. تسقيط ممنهج
بقلم : منى سعيد
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

مثلما تروج لماركات الملابس أو الأكسسوارات أو لكيفية شرب القهوة مثلا ، استغلت إحدى ( الفاشنستات) وسائل التواصل الاجتماعي للترويج  عن شخص يعتزم الترشيح  للبرلمان العراقي ..

ترى كيف بلغت قضايانا السياسية المُلحَّة لهذا الوضع من االتردي؟! وهل تمثل تلك الفتاة نساءنا؟ بل وما علاقتنا بها أصلا؟!

لا يتعدى الأمر سوى تسقيط ممنهج لقضايانا تسعى له جهات متنفذة ضمن سلسلة من إجراءات قمعية لدور المرأة اجتماعيا وسياسيا واقتصاديا.

أثير هذا الموضوع وغيره في جلسة  قيمة من العصف الذهني عقدت أخيرا بعنوان ( الطاولة النسوية المستديرة الأولى : واقع وآفاق وتحديات الحركة النسوية في العراق) على قاعة جمعية الأمل في بغداد، ضمت عددا من الباحثات والناشطات قدمن في يوم حافل عددا من البحوث المتخصصة.

شخصت الندوة حركتنا النسوية الحالية بقلة فاعليتها في المجتمع المدني ، وإن لابد أن تصبح لها رسالة واضحة وقوية قبل التدهور و الرجوع لنقطة الصفر ، فالمسألة وجودية بحتة خصوصا بعدما ترشح في الإعلام عن ما لا يقل عن ثلاث حالات قتل للنساء يوميا ..

وأوضحن الباحثات بأننا مهددات بوجودنا وبإبعادنا من العملية السياسية ، فضلا عن السعي للفصل بين الجنسين في كل المرافق الحياتية ومنها الجامعات.

وبيَّن بأننا  لم نزل متشظيات ، ولا سقف لنا للتحرك ، وأن التغيير لابد أن يحدث من الداخل في مجتمع متدين في العموم يأخذ من الدين أغلب تفصيلات حياته، ويركز على منع النساء من العمل بالمجال الديني ، على الرغم من لا دليل ديني واضح يمنع النساء من منح الفتوى ، بل حتى المحاميات لم يستطعن مواكبة رجال الدين في كيفية التحكم بأمور النساء رغم دراستهن وتفقهن بأصول الشريعة ، وسعيهن لتغيير الواقع.

وأشرت الندوة تأخرنا كعراقيات مقارنة بنساء الوطن العربي اللاتي تتشابه ظروفهن دينيا معنا ، لا نشكل واقعا مؤثرا ولم نُسوَّق إعلاميا مثل الدكتورة نوال السعداوي في مصر وفاطمة المغنيسي في تونس. و ليس لنا مؤتمر وطني عام نناقش فيه قضايانا علنا، و كثير من النشاطات النسوية تجرى بطرق مخفية متسترة خشية المحاربة وحتى القتل.

وعلى الرغم من عدم بخسنا لجهود النساء وحركتهم منذ 2003 حتى اليوم لكن هذا النشاط لم يبلغ المستوى الفكري والسياسي ولم نزل نفتقد لخط فلسفي منتظم. فالمشروع النسوي يعني رؤية فكرية متكاملة للمجتمع لها استراتيجيتها بما يعبر عن هويتها الثقافية.

وأشرت الندوة أهم التحديات التي تواجهنا منها : النظام الشمولي وسياسته المعادية للنشاط النسوي، الحروب وآثرها ، العنف الطائفي، البنية الذكورية للمجتمع ، العشائرية والعادات والتقاليد البالية. فضلا عن شيطنة المصطلحات للحركة النسوية مثلما حدث لمصطلح " الجندر" ، وإلى انعدام المؤسسات الحكومية التي تدافع عن المرأة ، وهنا لابد من التساؤل " ترى ماهو انجاز المجلس الأعلى للمرأة؟" .

كما شددت الندوة على ضرورة التمسك بقانون الأحوال الشخصية وعدم إقرار تعديلاته الأخيرة ، مع التأكيد على المشاركة السياسية للمرأة وإقرار قانون محاربة العنف ضد النساء، مع تشخيص الضعف الفكري لدى كثير من النساء نتيجة انعدام نظام تعليمي جيد، وشيوع الطائفية واحتكار السلطة في وضع ديمقراطية عرجاء.

  كتب بتأريخ :  الخميس 22-05-2025     عدد القراء :  54       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced