الوكالة الدولية للطاقة الذرية والاعتداء على الدول الأعضاء
بقلم : د. كاظم المقدادي
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

(1 – 2)

من المؤكد ثمة الكثير من الناس لا يعرفوا شيئاً عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية: تأريخ تأسيسها، هيكلها، مقرها الرئيس، عدد العاملين فيها، مهامها الأساسية،الخ.ولم يسمعوا بمنجزاتها..

ولعل الكثيرين لم يسمعوا بالإتهامات الخطيرة التي وجهتها إيران مؤخراً للوكالة المذكورة، بتورط عاملين فيها بالتجسس عليها لصالح الموساد الإسرائيلي.وهي من حرضت إسرائيل على شن عدوانها الأخير على إيران، المستمر لحد اليوم.، وتتفاقم تداعياته الخطيرة.

والمثير للإستغراب والريبة هو تجاهل الإتهامات المذكورة للوكالة، رغم خطورتها دولياً، من قبل مديرها العام، ومجلس المحافظين فيها، ومن قبل مجلس الأمن الدولي، والوكالات الدولية الأخرى ذات العلاقة.وصمت حكومات الدول الأعضاء في الوكالة الدولية على هذه الأتهامات الخطيرة..

مقالنا هذا بقسمين يهدف الى تسليط الضوء،ولو بإختصار،على أبرز حيثيات الأحداث ذات العلاقة..

تعريف مكثف

تأسست الوكالة الدولية للطاقة الذرية في حزيران 1957 كمنظمة دولية غير حكومية مستقلة، تعمل تحت إشراف الأمم المتحدة،وغرضها الأساسي: تشجيع الاستخدامات السلمية للطاقة النووية، والمساعدة عند الطوارئ في المنشاَت النووية، ومراقبة حظر إنتشار الأسلحة النووية، والحد من التسلح النووي.وفي هذا الإطار هى منوطة بأعمال الرقابة والتفتيش والتحقق في الدول التي لديها منشآت نووية.

يقع مقرها الرئيسي في مدينة فيينا بالنمسا، ويوجد لها مكاتب إقليمية في جنيف ونيويورك وكندا وطوكيو. ويبلغ عدد فريق أمانة الوكالة 2200 فردأ من متعددي التخصصات المهنية، بالأضافة الى موظفى دعم من أكثر من 90 بلدًا. كما يشمل الجهاز الإدارى للوكالة منظومة متكاملة من الموظفين كمنظمي مؤتمرات،وخبراء كمبيوتر، وكتاب، وناشرين، ومحررين، ومترجمين، وخبراء اتصالات، وخبراء ماليين.

للوكالة مدير عام، وأمانة عامة، ومجلس محافظين، ومؤتمرعام. يضم مجلس المحافظين 35 عضوا، يتم اختيارهم وفق العدد والآلية الآتية: 13 عضوا يتم اختيارهم من قبل مجلس المحافظين وتكون عضويتهم لمدة سنة، و11 عضوا يتم انتخابهم كل عام من قبل المؤتمر العام، وتكون عضويتهم لمدة سنتين، وفق التوزيع الجغرافى الآتي: 5 من أمريكا اللاتينية و4 من أوروبا الغربية و3 من شرق أوروبا و4 من أفريقيا و2 من الشرق الأوسط وجنوب آسيا و1 من جنوب شرق آسيا والمحيط الهادى و1 من الشرق الأقصى و1 (بالتناوب) من الشرق الأوسط وجنوب آسيا، أو جنوب شرق آسيا والمحيط الهادى أو أفريقيا.

تحدد برامج وميزانيات الوكالة من خلال هيئات صنع القرار بها والتي تتشكل من المدير العام، ومن 35 عضوًا من مجلس المحافظين، والمؤتمر العام المؤلف من جميع الدول الأعضاء في الوكالة.

تمويل أنشطة الوكالة يأتي من مصادر عديدة، إلا ان الحصة الأكبر تعود للولايات المتحددة الأمريكية، والدول الأوربية.وبحكم ذلك، فان هذه الدول هي من تختار المدير العام للوكالة، ولها الأغلبية في مجلس المحافظين.وبالتالي الهيمنة على أمانة الوكالة مجمل أنشطتها، بخلاف ما ينص عليه نظامها الداخلي..

مهمات محددة

يوجد حالياً 439 مفاعلًا نوويًا للأغراض السلمية قيد التشغيل في أنحاء العالم، مستخدمة بشكل أساسي لتوليد الكهرباء، وتساهم بنسبة 10% من إجمالي إنتاج الكهرباء العالمي. وهناك حوالي 50 مفاعلًا نوويًا قيد الإنشاء.

في ضوء ذلك، فان مهمات الوكالة الدولية محددة بكل وضوح، وهي: العمل على حث وتشجيع الدول على الاستخدامات السلمية للعلوم والتكنولوجيا النووية. مراقبة المنشآت النووية وما يتصل بها بموجب اتفاقيات الوقاية النووية مع أكثر من 140 دولة عضوة. ضمان الأمن والسلامة النووية. تقديم المساعدة إلمطلوبة والعاجلة عند طلبها من قبل دولة عضو فيها حائزة للمادة المشعة أو الجهاز المشع أو المرفق النووي. ومراقبة حظر إنتشار الأسلحة النووية، والإسهام في إستدامة السلم والأمن الدوليين.

وفي هذا المضمار تُوكلُ للوكالة مهام محددة بموجب الاتفاقية الدولية لقمع أعمال الإرهاب النووي،الخ..

كمنظمة دولية مستقلة ذات صلة بمنظومة الأمم المتحدة فإن علاقة الوكالة الدولية للطاقة الذرية مع الأمم المتحدة علاقة مُنظمة من خلال اتفاقية خاصة، من بنودها أن تقدم الوكالة الدولية تقريرا سنويا إلى الجمعية العامة للامم المتحدة، وكذلك، عند الاقتضاء، إلى مجلس الأمن، حول عدم امتثال دولة لالتزاماتها المتعلقة بالإجراءات الوقائية، فضلا عن القضايا المتعلقة بالسلام والأمن الدوليين.

وفي إطار معاهدة 1968 لحظر انتشار الأسلحة النووية تجري الوكالة الدولية للطاقة الذرية عمليات تفتيش موقعي لضمان استخدام المواد النووية للأغراض السلمية فقط.ويعتبر إنشاء مناطق خالية من الأسلحة النووية هو نهج إقليمي لتعزيز المعايير العالمية المتعلقة بعدم الانتشار النووي، ونزع السلاح، وتوحيد الجهود الدولية من أجل السلام والأمن الدوليين.وتنص المادة السابعة من معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية على ما يلي: "لا يوجد في هذه المعاهدة ما يمس حق أي مجموعة من الدول في إبرام معاهدات إقليمية من أجل ضمان عدم وجود أسلحة نووية في أراضيها".

ومن أهم الجهود الدولية هي تلك المعاهدات الخاصة في المناطق الخالية من الأسلحة النووية..

إنجازات

لاشك ان الوكالة الدولية قد خدمت شعوب الدول الأعضاء، في إطار مهامها الأساسية المذكورة، ولعبت دوراً ملحوظأ في التقدم بتخطيط الطاقة للأغراض السلمية، وتشجيع عملية المعلومات والخبرات ذات الصلة، وتدريب الخبراء والمختصين في هذا المجال، وفي تعزيز الاستخدامات السلمية للطاقة النووية في مجالات الطب والزراعة والطاقة، وغيرها.وضمان السلامة والأمن النوويين، وحماية البيئة العالمية وعناصرها..

.. وإخفاقات

لقد شهدت المسيرة الطويلة للوكالة الدولية حصول إنحرفات عن مبادئها ومهماتها الأساسية، بفعل فعل عاملين فيها غير مسموح به، وجعلوها تتورط، مرات، في إعمال مخالفة، فاقمت من التوترات الدولية، وساهمت في شن الحرب على دول، مثل العراق وسوريا وإيران، خلافاً لمهمة الحفاظ علي السلم والأمن الدوليين.

في العراق

كانت الوكالة الدولية مسؤولة عن ملفه النووي، وبإشرافها تم القضاء تماماً على برنامجه النووي. إلا انها شاركت في مزاعم " إستئناف العراق العمل سراً لأنتاج أسلحة نووية " بالرغم من قيام المفتشين الدوليين للوكالة وللأنموفيك،بعمليات الرصد والتفتيش والتحقق المستمر في أرجاء العراق.وكانت تقاريرهم الدورية، واَخرها في شباط واَذار 2003، تؤكد "عدم العثور على أي دليل أو مؤشر معقول على إحياء برنامج للأسلحة النووية في العراق".. فساهمت الوكالة بضرب العراق وغزوه وإحتلاله من خلال سكوتها وعدم نفيها لتلك المزاعم،أو لتقديمها سراً – كما إتهمها خبراء دوليون:" وثائق" و"أدلة" مزيفة للإدارة الأمريكية..

في سوريا

تكرر الأمر مع سوريا، عندما زعمت هيئة الطاقة الذرية الإسرائيلية: "ان النظام السوري بنى بمساعدة إيران منشأة نووية في دير الزور مخصصة لأنتاج البلوتونيوم ". وتحرت الوكالة الدولية المكان وقدمت "أدلة" تؤكد المزاعم المذكورة، التي لفقها مساعد المدير العام للوكالة (نسيت أسمه).وفي وقتها كشف التزوير كبير خبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية د. يسري أبو شادي، وأخبر مدير عام الوكالة بذلك، إلا ان الأخير(د.محمد البرادعي) تجاهل الموضوع، فقدم إستقالته من الوكالة الدولية فوراً.

والمهم في هذه الحادثة: تأكدت صحة ما قدمه أبو شادي عقب ضرب الموقع السوري، فلم يعثروا على مفاعل ولا أية منشأة نووية.. تصريحات أبو شادي في هذا المضمار موجودة على شبكة الأنترنيت.

لقد نفى المدير العام للوكالة الدولية البرادعي كل الإتهامات، في الحالتين(العراق وسوريا)، إلا أن المشككين بنفيه، وهم أحياء، واصلوا إتهاماتهم، وأكدوا ان الوكالة كانت تزود الأمريكان بتقارير أقل ما يقال عنها أنها ليست محايدة، وساهمت بتدمير العراق وسوريا.. ولليوم ما زالت الإتهامات قائمة..

  كتب بتأريخ :  الثلاثاء 24-06-2025     عدد القراء :  57       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced