النساء المعيلات.. عاملات بلا أجور ولا ضمانات
بقلم : انتصار الميالي
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

تعيل أسرتها منذ عقود، أي مذ اختارت التضحية وتحمل المسؤولية من أجل والدتها المقْعدة ووالدها الذي تقاعد قبل عقد من الزمان، وكلاهما غير قادرين على الاعتناء بأنفسهما، جراء الأمراض المزمنة التي أخذت نصيبها من حياتهما. اعتكفت على مساعدتهم دون مقابل، ولم تفكر بأن العمر يمضي وهي لا تمتلك دخلاً أو ضماناً حكومياً، يحميها وسط مجتمع لا يرحم ولا تسمع فيه سوى عبارة (فاتها القطار)، في حين ان جميع شقيقاتها وأشقائها نجحوا في بناء حياة خاصة بهم!

عانت المرأة في بلادنا، وماتزال تعاني من ظروف غاية في القسوة، نظراً لارتفاع نسب الفقر وانتشار الحروب والأزمات الاجتماعية والاقتصادية المستمرة وأحداث العنف، حيث فقدت الكثيرات أزواجهن وأبناءهن وأسرهن، وبقيّن وحيدات، مما يجعلنا أمام أزمة تعصف بالمجتمع، وتترك آثاراً سلبية على المرأة خصوصا والأسرة والمجتمع بشكل عام، وتلحق بالوضع النفسي للنساء أضراراً كبيرة، لكونهن أكثر العناصر الاجتماعية المعرضة للأذى، وهذا من شأنه أن يشكل خطراً جدياً على الكيان النفسي والبناء الذاتي للمرأة، كما ينعكس خطره على المجتمع بأسره.

عمل النساء المعيلات السبب الأساس في بقاء الملايين من الأسر الفقيرة على قيد الحياة، رغم الظروف الاجتماعية والسياسية والصور النمطية السائدة التي تجعلهن رهينات للفقر والاستغلال المادي والمعنوي، ورغم ان ملايين النساء أخذن أدوار الرجال، ويتحملن أعباء مضاعفة في سبيل إعالة أسرهن وتوفير متطلبات أبنائهن، أو أولياء امورهن وحتى أنفسهن.

ورغم الوعود الحكومية ووجود قانون للضمان والرعاية الاجتماعية لحماية المرأة، إلا أن الفقر المدقع مازال يحاصر النساء أكثر من الرجال، بسبب التمييز الممنهج ضدهن وانحسار فرصهن في سوق العمل بسبب عدم مواصلة الدراسة وقلة المهارات، وصعوبة حصولهن على احتياجاتهن الأساسية وتهميش دورهن في الأسرة والمجتمع.

تعيش النساء المعّيلات في دوامة من المشقة والعزلة والقلق بعدما أرغمن على تحمل مسؤولية عائلاتهن بمفردهن، بالمقابل يجب الاعتراف بتضحياتهن الكبيرة المقدمة للأسرة وللمجتمع من الناحية الاجتماعية والاقتصادية والانسانية، ومنحهن التقدير والاعتزاز لصمودهن وثباتهن في مواجهة أزمات الحياة وإزالة نظرات الترحم والإشفاق والتنمر، ومن أهم القضايا التي يجب أن نتبناها إنشاء برنامج طموح يضمن عددا من المشروعات لخدمة المرأة المعيلة، بالإضافة إلى القيام بدراسة متعمقة عن المرأة المعيلة وأوضاعها المختلفة.

والسعي الحثيث لتعليمهن المهارات الاقتصادية اللائقة للعمل، كذلك منحهن الضمان والحماية وشمولهن بالقروض المادية واتاحة فرص العمل وتعزيز مشاركتهن في النشاطات الاجتماعية وتخليصهن من الشعور بقلة القيمة وجعل نظرة المجتمع لهن نظرة سليمة.

المصدر: طريق الشعب

  كتب بتأريخ :  الأربعاء 02-07-2025     عدد القراء :  75       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced