محاربة الفساد في العراق أصبح من المعضلات المستفحلة بل وغير قابلة للعلاج في ظل نظام فاسد واحزاب وحركات ذات جمهور قطيعي وذات بنية فاسدة تحلل الحرام وتحرم الحلال بما تقتضيه مصالحهم في نهب المال العام وعلى طريقة المال الذي ليست له مالك فحلال استباحته وسرقته حيث عدم الأعتراف بالدولة باعتبارها المالك الوحيد للثروات الوطنية ومن هنا فأن الأستشراس في سرقة ثروات العراق يأخذ طابعا شرعيا ومغلفا بفتاوى السراق الكبار.
اما الدعوة لممارسة طقوس عاشوراء في مظاهرها التي يختلف عليها بين قيادات النخب الشيعية وبين الشيعة الشعبية او العوام من الشيعة فأن ذلك لا يفضي إلى محاربة الفساد او اغاظة الفاسدين وتذكيرهم بفسادهم فأن ذلك لا يغيظهم قيد شعرة حيث توغلهم في الفساد لن يترك فسحة لتأنيب الضمير فهم عديمي الضمير.
عدا ذلك أن ممارسة التطبير لألحاق الأذى بالجسد والذات الشيعية فهو سلوك رفضه اغلب قيادات الشيعة الدينية وحرموه او تحفظوا عنه واعتبرها الكثير من عقلاء الشيعة انه لا صلة لها بشيعة العراق بل جاء عثمانيا ثم صفويا بل ومن ديانات أقدم وتسرب إلى البيئة الشيعية العراقية.
اما اتخاذ هذه الطقوس للضغط على السلطات الفاسدة في العراق فهو لا يشكل أي هاجس للضغط بعد أن تشبعت منظومة الحكم بالفساد وسرقة المال العام واهدار الثروات الوطنية، فهل شق الرؤوس والحاق الأذى بالنفس سيخلق حالة من تأنيب الضمير لدى احزاب الفساد لأعادة النظر بفسادها؟ أني اشك في ذلك !!!.
لأن محاربة الفساد يحتاج إلى جرأة وقضاء عادل وحكومة على مستوى من المسؤولية وبرلمان نزيه، فهل شق الرؤوس والتطبير سيستنهض ما تبقى من قيم واخلاق لدى الطبقة الحاكمة، أن ذلك تصريف للأزمات في غير مكانها المناسب، وهل يجدي التطبير شيئا في ظل نظام سياسي فاسد اهدر من المال ما يقارب الأكثر من 1500 مليار دولار منذ العام 2003 وألى اليوم !!!.