الألزهايمر المجتمعي وصفة للتخلف!!!
بقلم : احسان جواد كاظم
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

على الضد من كل انتخابات برلمانية او رئاسية في دول العالم، حيث الإثارة والتشويق… وجوه جديدة وصراع رؤى وأفكار ومقارعة الحجة بالحجة وطرح برامج جديدة تداعب مشاعر ورغبات " ليست بالضرورة صادقة " الجمهور.

بينما عندنا غير ذلك، عدا تهميش وحصار كل وطني ليس من دائرة تحاصصهم وشبكة فسادهم، فإن الخطاب الطائفي الإقصائي يعلو فحيحه عند كل ماراثون انتخابي من مرشحين طاعنين في الطائفية التي تسري في عروقهم، وهي سلاحهم النافذ في استغفال البسطاء وسذج المريدين… لاجترار التجربة الفاشلة عينها التي قادت إلى الانسداد السياسي وعقم حكوماتهم المتتابعة عن تقديم أبسط المتطلبات اليومية للمواطن العراقي.

نعرفهم عن ظهر قلب ونعرف أفعالهم… جربناهم، فمنهم من يحتمي بدفْ الشريعة او يتعلق بأذيال المرجع الديني او الاستقواء بدولة اجنبية… يتبنى خطاباً ترهيبياً لإخضاعنا وأحياناً ترغيبياً لتخدير ريبتنا…

مثلهم مثل مرشح معمم من الذين عندما تراه حتى تظن أن ذئباً مرً أمامك، ” تحومر " عيون حمايته لمجرد الاقتراب منه….

أصبح التغرير بالمواطن بالورع المداهن الذي يتلبسه بعض مرشحي الأحزاب الإسلامية، عسيراً، لذا فقد وسموا بالرويبضة، تجد أبرز من يمثلهم ذلك الوجه الودود للبطش او المرشح المتباهي بولائه إلى الأخرق المثير للضحك. حتى أصبحت سلوكياتهم وسقطاتهم مصدراً ثرياً لقفشات صانعي المحتوى ومتابعي مواقع التواصل الاجتماعي للتنفيس عن الاحتقان الداخلي الذي أورثوه للمواطن، فاختار أن يقتص منهم دون أن يستطيعوا عقابه!

وبينما تصاب نخبنا السياسية الحاكمة بدوار غنم أو حالة الزهايمر سياسي مع كل حملة انتخابية تجعل أغلب المتنافسين عندنا تتبنى برامج مكررة مجربة، لم يُعرف لها نجاحاً، لأنهم لم يضعوها موضع التحقيق، أصلاً… تحمّل المواطن عواقب خطل سياساتهم وكل فواجعها. يعولون فيها على الألزهايمر المجتمعي الذي تغذيه الخرافات والروزخونيات وشحن الحقد الطائفي.

وحيثما يصعب علاج الألزهايمر الطبيعي العضوي فإن علاج الصدمة هو الحل الناجع للألزهايمر المجتمعي، كما أظن، للتحرر من عبودية قوى وأفكار اصبحت اكسباير. صدمة تنمو وتترعرع في رحم المعاناة ومظاهر الألم، يرعوها من غرسوها من المتنفذين في واقع مسيطر عليه بقوة السلاح وسطوة المقدس في المواطن، بسرديات قديمة خيالية، ليس لها منطق، او بسياسات ووعود وعهود لم يجر الوفاء بها.

ولأنهم فصّلوا القانون الانتخابي على مقاسهم وعطلّوا تنفيذ قانون الأحزاب وشرطه بحرمة مشاركة أحزاب تمتلك أذرع مسلحة وعدم استغلال المال العام والمال السياسي في الحملة الانتخابية. وبإدارة وتحكيم لجنة انتخابية تحاصصية خاضعة لها، يتلبسهم يقين بالفوز، لا سيما مع عدم وجود عتبة انتخابية، يجب تخطيها للدخول إلى قبة مجلس النواب.

وكان من دواعي سرورهم في المرة السابقة ان سحب السيد مقتدى الصدر نوابه الثلاثة والسبعين الفائزين, و" ظل البيت لمطيرة وطارت بيه فرد طيرة ". كما يقول المثل العراقي ليستفردوا بالأمور، لكنهم رغم ذلك خابوا في مساعيهم.

ومن الجدير بالذكر أن النواب الصدريين مع النواب الآخرين من كل المرشحين، مجتمعين، حازوا على 20% فقط من مجموع الذين يحق لهم الاقتراع، والباقي 80% من المواطنين لم يعطوا تفويضهم للمتحاصصين بالأساس، في الانتخابات الماضية.

ولو تمعنت عزيزي القاريْ في تكتيكات أحزاب السلطة لكسب المصوتين لصالحها تجدها قديمة، معروفة لدى المواطن، كما لدى الجهات القضائية واللجنة المشرفة على الانتخابات:

الأولى - ما قبل كل انتخابات، يُعلن عن تصاعد الخلافات والمخاصمات حد حدوث انشقاقات وانسحابات. وتشتت قواهم في منابر حزبية مختلفة، بأسماء مبتكرة بيافطات مدنية، تترشح منفردة، ولكن مضمون خطابهم العقائدي الطائفي بقي هو ذاته. حيث تستخدم ذات الوسائل التي اعتادت عليها لضمان الفوز: الرشوة والخداع والغش وشراء الذمم وتوزيع البطانيات والمدافئ شتاء، أو المراوح الهوائية والثلاجات صيفاً، بينما الكهرباء التي عجزوا عن توفيرها للمواطن تبقى في حكم المؤجل في سجل انجازاتهم، مع عدم استبعاد وسائل الترهيب.

المرحلة الثانية - الاستثمار بالمال السياسي المسروق بشراء البطاقات الشخصية استغلالاً لحاجة بعض المواطنين، بأبخس الأثمان لتسجيل المقترع ومن ثمة إخضاعه للالتزام بانتخاب مرشحيهم أو ترهيب من عينّوهم في دوائر الدولة أو المؤسسات العسكرية ومنتسبي فصائلها المسلحة أو بطاقات فضائيين.. والصرف الباذخ على الدعاية الانتخابية.

ولا يخلو الأمر من انتشار قوى مسلحة قرب المراكز الانتخابية، مما يعكس الظلال الايرانية الكثيفة في كل انتخابات جرت بينما تبدو الظلال الأمريكية باهتة، وهو ما تؤكده النتائج الانتخابية.

المرحلة الثالثة - فرز الأصوات وتزوير النتائج، وإعادة، من ثمة، تشكيل ائتلافات من ذات الوجوه الكالحة التي لفظها المواطنون ونفس البرامج الطائفية الفاشلة التي عممت التخلف والانقسام والفساد ونفس مواقف نقض الوعود السابق ذاته.

وبينما يكون ألزهايمر سياسيو الطغمة الحاكمة في تنفيذ وعودها والوفاء بعهودها مبيتاً مقصوداً، فهي تعول، بالمقابل، على تكريس الألزهايمر الشعبي والتخدير الاجتماعي، من أجل التشبث بالسلطة والامتيازات، بالادعاء بسعيها للبدء من أول وجديد، ونسيان ما كان من وعود وعهود غير متحققة قطعوها لهم مرشحي أحزاب السلطة المتحاصصة، باسم المذهب، لينزلق الناخب الساذج ويسقط في نفس الفخ ويعيد انتخاب أعدائه.

دعنا من تخراف بعض السياسيين بأنهم ممثلو شعب، حيث أصبح المواطن لا يصدقهم، بعد تعطيل دور البرلمان، في الدورة الحالية، وغياباتهم المستمرة بدواعي سخيفة، ليس للمواطن نفع منها مثل أداء فريضة الحج او العمرة المتكررة في كل عام والإيفادات، وركن القوانين الضرورية للمصلحة العامة وإرساء أسس دولة رصينة، لذا بات الشعب يكرههم لكنه حائر، ليس له قرار… مازال يحتاج لصدمة وعي تسبقها أزمة اقتصادية تلوح في الأفق، ستضيف شرائح جديدة، كانت تظن، قبل حين، أنها فوق الأزمات لدورها التخادمي مع القوى الحاكمة، مما تجعله يستيقظ تحت وطأة حرماناته !

وكان نائب برلماني سابق، في لقاء تلفزيوني، من موقع انتقاده لهزال العملية الانتخابية، قد راهن على ضمان فوز نائب أخرس بالدورة القادمة، لو توفر مليوني دولار فقط!!!

في اشارة منه إلى المال السياسي الذي يعمل الهوايل.

وبعيداً عن الرهان أعلاه فانه كان لدى الاخوان المسلمين في مصر قبل الانتخابات هناك، الثقة والوقاحة المطلقة، أثناء فترة صعودهم، بتصريح أحد مشايخهم : " لو رشحنا حمار هيفوز " !!

ولكن نفس الشعب المصري الذي استهان بفطنته هذا المسخ، جعل عاليهم سافلهم في ثورته الشعبية العارمة… ثورة الوعي ما بعد الصدمة.

وبينما يصعب علاج الألزهايمر الطبيعي العضوي فإن علاج الصدمة هو الحل الناجع للألزهايمر المجتمعي للتحرر من عبودية قوى وأفكار اصبحت اكسباير. صدمة تنمو وتترعرع في رحم المعاناة ومظاهر الألم التي غرسوها في وسط واقع مسيطر عليه بقوة السلاح وسطوة المقدس، بسرديات قديمة خيالية، ليس لها منطق، او بسياسات ووعود وعهود لم يجر الوفاء بها.

هذه الصدمة التي تقدح نار الوعي والثورة لأجل التغيير، قادمة لا محالة.

" إنًا من المجرمين لمنتقمون " !!!

  كتب بتأريخ :  الثلاثاء 08-07-2025     عدد القراء :  30       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced