تؤثر التغيرات المناخية على النساء بشكل غير متناسب، حيث يعانين من آثار صحية واجتماعية واقتصادية أكثر حدة من الرجال، ويشكل عدم المساواة بين الجنسين عاملًا رئيسيًا في هذا التأثير، حيث تتحمل النساء غالبًا مسؤولية أكبر في إدارة الموارد الطبيعية، مثل المياه والأراضي، التي تتأثر بشدة بتغير المناخ.
وتُظهر التغيرات المناخية مخاطر على صحة النساء والفتيات وحديثي الولادة كالأمراض المرتبطة بالحرارة، مثل الكوليرا والسل الرئوي والتيفوئيد وفقر الدم، كما تزيد من صعوبة الحصول على المياه النظيفة والرعاية الصحية، مما يؤثر سلبًا على صحة الأم والطفل.
وللتغير المناخي تأثير على الأمن الغذائي أذ تعتمد النساء بشكل كبير على الموارد الطبيعية في الكسب، وتؤثر التغيرات المناخية على إنتاج المحاصيل والثروة الحيوانية، مما يهدد الأمن الغذائي للمرأة وأسرتها، كما تزيد من النزوح والهجرة، مما يعرضهن لخطر متزايد كالعنف والاتجار بالبشر وزواج الأطفال، علما أن أكثر المحافظات في نسب الأسر المهاجرة هي البصرة والناصرية وميسان بسبب قلة المياه والتلوث والملوحة، حيث وصل إلى (2058 )عائلة عام 2021 بحسب إحصائية المنظمة الدولية للهجرة، بالإضافة لتفاقم الفقر خاصة بين النساء اللاتي يعملن في الزراعة والقطاعات التي تعتمد على الموارد الطبيعية، مما يؤدي للعنف ضد المرأة في أوقات الكوارث، حيث تفقد النساء سبل عيشهن ويزداد تعرضهن للاعتداء الجسدي والجنسي.
دولة مثل العراق عليها أن تضع خططاً طارئة وأطرًا للعدالة مشفوعة بالموارد الكافية والاستجابة الشاملة، بهدف تحقيق المساواة بين الجنسين في العمل المناخي، من خلال الاعتراف بدور المرأة ومشاركتها الفعالة في صنع القرار، كونهن عاملا أساسيا في قيادة العمل المناخي على مستوى المجتمعات المحلية، وقادرات على الصمود من خلال تبني ممارسات زراعية مستدامة، وإدارة الموارد الطبيعية بكفاءة، والمشاركة في جهود التخفيف والتكيف، وإعادة توزيع الموارد والفرص، وجبر الأضرار التي لحقت بالنساء نتيجة لتغير المناخ.
وبما ان النساء العراقيات يمتلكن معرفة وخبرة واسعة في مجال الموارد الطبيعية والزراعة والحرف، ويعتبرن قيمة مضافة استثنائية للعمل المناخي المحلي والإقليمي وحتى العالمي، ولديهن مهارات في التواصل والتنسيق مع الآخرين، وبناء الشبكات الاجتماعية والنسائية، يمكن الاستفادة من هذه الإمكانيات في وضع وتنفيذ استراتيجيات فعالة للتكيف مع تغير المناخ، عبر دعم الابتكارات والحرف لتمكين المرأة في مجال ريادة الأعمال الخضراء ليساهمن في تطوير حلول مبتكرة لمواجهة التغيرات المناخية.
المصدر: طريق الشعب