ماذا يجري في سوريا؟
بقلم : د. عامر صالح
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

فرح الناس بسقوط النظام الدكتاتوري ولكن على مايبدو تنتظر الشعب السوري حقبة من البكاء لا تعرف مدياته وآلامه وقد يؤدي إلى تفكك سوريا وانعزالها مجددا عن العالم الخارجي وخاصة عندما يفشل " النظام الجديد " في إدارة التنوع العرقي والديني والمذهبي والثقافي .

وخاصة عندما تكون السلطات الحاكمة من لون واحد ولا يرى في الآخر شريكا بل عدوا يجب الخلاص منه ولا يتمنى المرء أن يشرعن القتل مجددا في هذا البلد الذي انهكته الحروب الأهلية والعزلة الإقليمية والدولية. لا يمكن أن تنعم سوريا بالاستقرار والأمن والأمان إلا بحل معضلة الحكم ولا يمكن أن يكون الحكم رشيدا عندما يستند إلى مذهب واحد أو ثقافة اقصائية تجد في تصفية الآخر واجبا مقدسا.

ان التخلص من الأرث والثقافة البغيضة للفصائل المسلحة التي إدارت الصراع مع نظام الأسد على أسس مذهبية وليست انسانيةهو المدخل الوحيد الذي يضمن وحدة سوريا أرضا وشعبا والعودة إلى الشعب بأعتباره مصدر السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية اما عدا ذلك فأن حكم الفصائل المسلحة يهدد مستقبل سوريا ويجعلها ساحة صراع داخلية واقليمية.

واذا كان نظام الأسد فرط بالجولان وفشل في بناء نظام ديمقراطي بفعل سياساته القمعية فأن النظام الحالي قد يفرط بكل سوريا على خلفية طاحونة الحروب الأهلية القادمة واستعصاء أزمة الحكم.

في هذه البيئة العدائية للمكونات الدينية والمذهبية والثقافيّة تجد إسرائيل ضالتها في تغذية تلك الصراعات والتمادي في قضم وضم أجزاء من الأراضي السورية وتدمير القدرات الدفاعية للشعب السوري وقد بدأت ذلك جليا منذ اللحظات الأولى بعد إسقاط النظام السابق وتحفز على الصراعات الداخلية بواجهات حماية الأقليات الأثنية والدينية.

أن صمام الأمان لبقاء الدولة السورية قوية قدر الإمكان في الدفاع عن مقدراتها وشعبها المتنوع بأنتمائه الديني والثقافي والأثني هو في رسم ملامح حكم عادل بعيدا عن ثقافة المليشيات والتوجه جديا لبناء دولة المواطنة واعادة بناء الجيش على أسس من المهنية وعقيدة الدفاع عن الوطن اولا وحماية اراضيه من الأعتداءات الخارجية بمختلف اجندتها وان ذلك وحده الكفيل بحماية مكونات الشعب السوري من التعرض لمختلف الأنتهاكات وان أجندة الخارج ستخرس عندما ترى سوريا بلد معافى يستمد قوته من تنوع مكوناته بعيدا عن التدخلات الخارجية.

النصر للشعب السوري في بناء نظام ديمقراطي

يضمن للجميع حقهم في الوجود والعيش الكريم.

  كتب بتأريخ :  الجمعة 18-07-2025     عدد القراء :  63       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

المهرجان العربي والكلداني
 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced