! مرثية للكلمات المنتهكة والمعاني المقلوبة على قفاها
بقلم : مهدي قاسم
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

كلما كُثر الكلام حوالينا و صخب ضاجا بهرائه الفادح و خوائه الأجوف ، كلما أصبحنا تواقين للارتداد إلى أعماق دواخلنا ، كما نجوم البحر إلى قوقعتها الصلدة لتُصغي إلى هدير البحر و صفير الرياح ..

لنقفل كل منفذ إلى الخارج بطوق الصمت ..

لم يُعد الكلام بعد شفيعا ، ولا واسيا ، ولا منقذا أو سندا ..

كما كان … ومثلما كان قبلا ..

فالكلام لم يُعد اكثر من كلام يهذي في قعره الفاغر ..

حاله في ذلك حال صدى خافت من تساقط رصاصات فارغة خادشة للأذان .

ربما الكلمات نفسها اصبحت منتهكة لحد اللعنة ..

بينما المعاني باتت مُفرغة من مضامينها ، بل مقلوبة على بطانتها المهترئة عكسا ومعكوسا ..

فلم يحدث في تاريخ البشرية أن فُقدت الثقة بسمو الكلام ونبله و صدقه مثلما الآن :

إذ غالبا ما يتحدث القاتل المُستَتِر عن الإنسانية و العدالة !

و اللص السياسي الصلف عن النزاهة والأمانة

و الدّجال المنافق عن الاستقامة و طريق الخير

و المضلل الكذّاب عن الصدق

و التابع و العميل والخائن عن الوطنية

و الناهب السارق لقمة اليتيم والأرملة بلا معيل عن الشفقة و الصدقة والرحمة

………………….

لذا تجدنا نحن حراس الكلام الأوفياء نرتد إلى جوانية دواخلنا و نقفلها بطوق الصمت و جدران السكينة المحكمة..

لتنجو كلماتنا من هذا الوباء السادر الطافح ، لتبقى نقية بجوهرها الناصع كما كانت .. ..

أي أهلا للثقة ..

سندا لليائس ..

المنهارة عكازة لمَن فقد آخر قواه ..

و كتفا لمَن يوشك على الانهيار ..

  كتب بتأريخ :  الأحد 17-08-2025     عدد القراء :  42       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced