مصباح علاء الدين
بقلم : علي حسين
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

في معارك المصالح، يستعرض القوي عضلاته، اما الخاسر فان فيديوهات الهزيمة والاذلال تلاحقه، فيما الضحايا سيسدل عليهم الستار ما ان ينتهي مجلس العزاء، وثمة خاسر واحد، ايا كان المنتصر او المهزوم، انه المواطن الذي دائما ما يخرج خاسرا من معركة التنمية والعدالة الاجتماعية، فالمتقاتلون لا يهمهم كيف يعيش المواطن، المهم ان لا يقترب احد من الكرسي، ولعل معركة بافل طالباني مع ابن عمه لاهور شيخ جنكي لم تكن معركة من اجل التنمية والازدهار ومعالجة مشاكل المواطنين، لكنها معركة من اجل الكرسي، ولهذا شاهدنا احتفال القوات الامنية في السليمانية بعد الانتصار على لاهور شيخ جنكي وهم يستعرضون اسرى من مواطنيهم. انها انتصارات ابشع من الهزيمة.

في الايام الماضية عاشت مواقع التواصل الاجتماعي مع معركة بافل وجنكي، وقبلها كانت هناك معارك راح ضحيتها ابرياء، ولا اريد ان اعيد عليك حديث الدكتورة المغدورة بان زياد، فيما لف ستار النسيان قضية الشاب "الوديع" نور زهير الذي "لفلف" مبالغ بسيطة لم تتجاوز الثلاثة مليار دولار، وكانت اللجان الحكومية قد اخبرتنا ان المبلغ سيعود الى خزنة الدولة، وأتمنى عليك عزيز القارئ أن لا تسخر مني، فأنا أنقل إليك ما قاله لنا قبل ثلاثة اعوام قاضي النزاهة وبالحرف الواحد: "المتهم نور زهير لديه عقارات واستثمارات تفوق المبلغ الإجمالي للأموال المسروقة، ومن المستبعد هروبه خارج البلد بعد خروجه بكفالة مالية قياساً بحجم استثماراته وعقاراته".. فلماذا ياسادة ياكرام تطالبون بإنزال أقصى العقوبات بالملياردير نور زهير؟، فالرجل مواطن صالح، وهو مستعد أن يقسم بالأيمان المغلظة أنه لم يسرق، ولم يتحايل على الدولة، فقط استدان مبلغاً من أموال الشعب، وسيعيده إن شاء الله قريباً "وتوته توته ستنتهي الحدوتة".

فقط في هذه البلاد تجد مسؤولاً تسبب بمقتل مئات الشباب المحتجين، يظهر كل يوم في التلفزيون يوجه النصائح، ويلتقي بكبار رجال الدولة، وفي العراق بلد العجائب تجد محتالاً يتمتع بأقصى درجات الراحة في السجن، ويستطيع أن يتصل بالفضائيات ليقدم دروساً في النزاهة، في الوقت نفسه يُسجن استاذ جامعي، فقط لأنه تجرأ وازعج احد ابطال العملية الديمقراطية في العراق.

في بلاد الرافدين بعض الأشياء لا نهاية لها. خصوصاً معارك الكراسي، والنهب المنظم لاموال البلاد، ولذلك كانت حكاية علي بابا والأربعين حرامي التي اخترعتها لنا "المرحومة" شهرزاد، حكاية عراقية خالصة، تتجدد في كل موسم، حيث مسلسلات الخديعة والشعارات الزائفة وسرقة أحلام الناس، ليظهر لنا المئات من نور زهير. كنا نأمل أن نجد مصباح علاء الدين في "أدْراج مكاتب" ساسة التغيير، فوجدنا بدلاً منه اسلحة وقاذفات ودبابات مهمتها افساح المجال لبطل الفيلم.

  كتب بتأريخ :  الأحد 24-08-2025     عدد القراء :  42       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced