من يسيء للعراق؟
بقلم : علي حسين
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

ماذا تسمي شاعر شعبي، يحمل الجنسية العراقية، ويتقاضى اموالا من خلال قصائد ومهاويل يمتدح فيها السياسيين والمسؤولين في العراق، يقف وسط مجموعة من الناس ليعلن بكل اريحية " انعل ابوكم لا بو الوطن " ثم يردفها بعبارة " انعل ابو الوطنية " وقبل هذا اخبرنا احد الخطباء ومن على منبر ديني ان العراق لا يعني له شيئاً، والخطيب يتقاضى اموالا طائلة ويتنقل بسيارة حديثة، ويعيش في مدينة تعاني من نقص في المياه وغياب للكهرباء وارتفاع البطالة في بلد يصدر ملايين البراميل من النفط يوميا، كل هذه امور لا تهم الخطيب، وما دام يعيش برفاهية وينعم باموال النفط، فليذهب الجميع ومعهم الوطن الى الجحيم.

امام مثل هذه النماذج، فاننا بحاجة الى وصف في القاموس افضل من كلمة "كاره للعراق"، لماذا؟ لأن هذا الشاعر ومعه الشيخ لم يدركا جيدا أن عليهما ان يذهبا اولا الى احدى المكتبات ويقرأ كل منهم تاريخ بلاد الرافدين. ولكن لاننا نعيش في ظل جمهورية "كارهي العراق" لم نعد نضع فوارق بين الوطنية والعمالة.

ماذا تشعر عزيزي القارئ وأنت تشاهد في الفضائيات محللين سياسيين يتقاضون رواتب من مؤسسات حكومية يطالبون بإلغاء الجيش، وعندما يسأل المذيع احدهم : لماذا لا تريدون الجيش؟، يجيب المحلل باريحية لانه ليس جيشاً عقائدياً، وماذا تقول لمجلس نواب يرفع شعار " الطائفية أولا ". أنا شعرت بغثيان، فما يزال بعض النواب ومعهم بعض الخطباء يصرون على ان يفرضوا سطوتهم على المواطن. ولهذا عزيزي القارئ ستحتار مثلي ولا يمكنك أن تعرف من هو الوطني في العراق ؟ ومع من، ولا لماذا؟ ولا إلى متى؟ في أميركا ودول اوروبا " الكافرة " تتم محاسبة اكبر مسؤول عندما يتلفظ بكلمة جارحة بحق بلاده. وقد قرأنا في الاخبار قبل ايام ان المحكمة الدستورية في تايلند اصدرت حكماً بإعفاء رئيسة الوزراء " بايتونغتارن شيناواترا " من منصبها، والسبب ياسادة انها سخرت في مكالمة هاتفية من أحد قادة جيشها.

للأسف، يريدون منا ان نعيش في جزيرة معزولة لا علاقة لنا بما يجري في العالم، ومن ثم لا يجوز مقارنتنا ببلدان اخرى، فنحن مشغولوا البال باقرار قوانين تفكك النسيج الاجتماعي، فلا يمكن العيش بامان ما دامت المراة حاضنة لطفلخا ، اما ان تعاني البصرة من شحة الماء والعديد من مدن االعراق تعيش نكبات بيئية وخدمية واقتصاية، في ظل أحزاب وتجمعات تسخر من مفردة الوطنية وتعتبرها عارا، ومن كلمة "المدنية" وتعتبرها مؤامرة.

  كتب بتأريخ :  الأربعاء 03-09-2025     عدد القراء :  54       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced