ظل يتساءل كل من اعز عليه مصير العراق واستمر باحثاً عن نهاية سباق النار التي ابتلي بها ظلماً. لقد اشرأبت الاعناق وتسمرت الانظار يغمرها اللهف لمعرفة نتيجة نطاح يجري فوق اكداس جثــث ترمى بـ " الكوترة " ، وعلى حد التعبير الشعبي ـ كوم بفلس ـ لارواح تدفع الى اتون لهيب ليس لها علاقة به، بمعنى وقود لا سعر له كاحراش الحقول الضارة .. لقد كثرت في الاونة الاخيرة مظاهر الشرار الناجم عن ذلك الترقب المأزوم وما زالت.. نشير عن ما قيل وقال حول غد العراق القريب الذي امسى ساحة منازلة بين الغرباء، ولكن من الذي اجاز بل اباح لمن هب ودب ان يضع الشعب على فوهة البركان.. ومثل ما تعتمت افاق نتيجة الصراع، غابت ايضاً حقيقة وطنية هوية الفاعل الداخلي، الذي يعلن دون وجل عن هويته الغريبة ويصارع غرباء ايضاً، لذا يستقيم السؤال الوطني لماذا " يدبجون " فوق سطوحنا ؟!.
تتجسم المخاطر وتتوالى الانباء عن قرب انفجار لا يسمى سوى كونه عدوانا بالغ الشراسة. صحيح ان العراق ليس طرفاً في النزاع ولكن يراد له ان يكون في وطيسه دون مخيّر طبعاً.. فعوامل الشراكة في القتال تفرض على الشعب العراقي من خلال اجباره على تبني فواعل الحرب !!.. اي " التحركش " مع ممنوعات طرف معين لصالح الطرف الآخر، ليكون حال البلد حال ذلك البريء الذي ـ يتلطخ بدم المقاتيل ـ ، مثلاً يرغم العراق على شراء الغاز وغيره من احد اطراف النزاع، مما ان يشكل تحدياً لاشرس طرف عدواني منفلت دون مبرر يذكر.. فباي اجل ينحني العراق ليصطف بجانب احد الاطراف المتقاتلة، ومن هو المخوّل شعبياً ليتجرأ على سحب البلد الى ىسكة الهلاك .؟..لايوجد ما يغصب او يدفع الى الانحدار والتمرغ بحضيض نزاع الاخرين. ينبغي الالتفات الى مواقف العراق وباقي الدول العربية كيف يشاهدون فرم الشعب الفلسطيني الشقيق باشرس آلة حرب الكيان الصهيوني ، ولم يحرك احد ساكناً ملتحفين بصمت القبور المعيب.. فلماذا يراد منا ان نتماها مع شهوة قتال الاخرين الاجانب..؟
العراق ملك شعبه فقط لاتمتلكه سطلة ولا فئة ولا مذهب ولا حزب ولا جماعة مسلحة. فقد جربتمع شعبنا دكتاتوريات سابقة. يا ترى الى اين آلت مصائرها، فهل من متعظ من الذين يعتقدون انهم امتلكوا البلد، وباتوا سماسرة بيعه ( على اخضر ) اي باسلوب بعض المزارعين الذين يبيعون حاصل حقولهم قبل موسم جنيها وبارخص الاثمان، مجبرون تحت طائلة ضغط الدائنين او سواهم.. نتحدث بهذه الجزئية لاننا لمسناها لدى بعض القوى المتنفذة المتحاصصة حتى بادنى رمق، فكيف لا يبيعون البلد وهم قد غدوا يمارسون السمسرة السياسية في كل مناحي الحياة دون واعز من ضمير. وكلما واجهوا الصمت تمادوا بغيهم على نحو اسوأ.. اذن لا بيع ولا شراء في مناخ الاعتزاز بتربة الوطن، الذي يريده ابناؤه ويناضلون ويضحون من اجله على غرار شهداء انتفاضة تشرين الباسلة.. فلمن ستقرع الاجراس في عراقنا المأ زوم ..؟