النيبال وصولات عبد المهدي
بقلم : علي حسين
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

غريبة وعجيبة أخبار هذه الدنيا ، فبينما تنشر صحافة العالم صوراً لاحتجاجات النيبال التي اجبرت رئيس الوزراء على الاستقالة بعد مقتل 70 شخصا وليس 700 شاب كما حدث في بلاد الرافدين التي لا يزال يتجول فيها السيد عادل عبد المهدي يقدم نصائحه في الحكم الرشيد ، آنذاك عام 2019 قرر النائب الحالي مصطفى سند مع مجموعة من المستشارين ان يقيم مهرجاناً للتضامن مع رئيس الوزراء مع لافتة تقول : "ستبقى أفكارك نبراسا ينير طريقنا" مع إضافة جملة ظريفة وخفيفة "شكرا بحجم الوطن"، وماذا عن الـ700 عراقي الذين سقطوا في ساحات الاحتجاج؟.. إنه أمر بسيط لا يثير الاهتمام . ونقرأ في الأخبار أيضاً أن المحتجين في النيبال اضرموا النار في البرلمان وفي بيت رئيس الوزراء ، ونشاهد في الأخبار أيضا نواب عراقيين يشتمون تظاهرات تشرين ويصفون الضحايا بالعملاء والجوكرية .

منذ أن جلس عادل عبد المهدي على كرسي رئاسة الوزراء وحتى لحظة مغادرته لم يكن يريد أن يعترف بأنّ هذا الشعب يملك شجاعة الاحتجاج، فهو يريد منه أن يكون تابعاً، مثل مسؤولينا الذين يتبعون لبلدان الشرق والغرب، لكنهم رغم ذلك يوزّعون "الأجندات الأجنبية" على المتظاهرين، فيما يحاول "جهابذتهم" تلقيننا دروساً في فنون الوطنية.

في هذه البلاد يريدونك أن لا تسأل.. وأن لا تحاول أن تعرف.. وأن لا تصدق الأخبار والتقارير المطروحة حول تورط هذا وتواطؤ هؤلاء، ولا يريدون تقديم إجابات لأسئلتك، يصادرون حقك في معرفة الحقيقة بدواع الحفاظ على الأمن، وبشماعة "بعبع" البعث.

يقولون لك إن الخروج على الحكومة والنظام السياسي انقلاب على الشرعية الدستورية .. ولا يدركون أن الشعوب لا تنقلب، بل هي تثور وتنتفض، وأن تظاهراتها وتحركاتها هي الشرعية وما عداها مجرد زيف.

يتهمونك بالشغب والتمرد على النظام.. وينسون أن هذا النظام فقد شرعيته السياسية، عجز عن أن يكون نظاما عادلا لكل العراقيين، نظام خرّب الوطن وأجج الطائفية.. وأصر على أن يجعل من البرلمان والحكومة مصنعا للأكاذيب والانتهازية واللصوصية.

خروج الشعب لا يمكن تسميته بانقلاب، لأنه محاولة لتعديل الأمور، وإسقاط الحكومة والانتخابات المبكرة بقانون انتخاب جديد مطلب شرعي، يتوافق مع شرعية أي نظام ديمقراطي أو دستوري، وفيه حل آمن لجميع العراقيين.

لاحِظ جنابك الكريم أن من بين أبرز أخبارنا أن مثنى السامرائي تحول إلى فيلسوف يريد أن ينافس المرحوم ماركس في نظرية فائض القيمة ، كان قد صمم ان كل فائض من وزارة التربية والصناعة ومن مشاريع محافظة صلاح الدين يجب ان يدخل جيبه .

يلتقي الساسة الذين يحبّون أوطانهم على مشترك واحد، رفاهية الشعوب وطيّ صفحة الدمار والخراب والوقوف بوجه الفساد، لكن في بلاد الرافدين هناك رجال اعتقدوا أنهم إذا حملوا إلى الناس التغيير، فحقَّ لهم استبداله بالسيطرة على مؤسسات الدولة وثرواتها وقتل ابنائها.

  كتب بتأريخ :  الإثنين 15-09-2025     عدد القراء :  27       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced