زوبعة الانتخابات البرلمانية .. تلوث رياح التغيير في العراق
بقلم : علي عرمش شوكت
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

غالباً ما تهب الزوابع الطبيعية في مواسمها وتحديداً عندما يصادر الجفاف رطوبة المناخ، وهذه القاعدة الموضوعية ليست بالغريبة عن الاجواء السياسية . شاهدنا اليوم هذا التلوث الخانق في الجو السياسي العراقي، حيث يعيش البلد مارثون سباق الانتخابات البرلمانية، الذي يرتدي طابع التجيّش والتشويش سيما وان البلد تنبعث منه روائح البارود الصاروخي وتتحكم فيه الاحزاب المسلحة، التي تعيش مفارقة خرقاء حيث تتعاكس مع السلطات الحاكمة مع انها هي التي تشكلها، بمعنى من المعاني تتصارع ذاتياً. ولكي لا يطغي الالتباس القائم في هذه الجزئية ضرورة عدم اغفال ما يودوش الاسماع ذلك الذي متجلياً  بانشطار " اطاري " طافح. الذي لم تتمكن ستراتيجيته المضي ببوتقة ـ مذهبية  واحدة ـ لان السياسة مصالح، وليست لها مذهب معين غير الاستحواذ والغاء الاخر طالما وجد المال وفيراً واصيبت القوانين بالكسوف الطويل.

ضمن هذا المناخ العاصف يعول كل طرف مشارك في العملية الانتخابية على ترجيح مشروعه، اذ يرى المتربع على سدة الحكم تكريس وجوده، ولهذا يعمد على اثارة الضجيج واستخدام سبل العزل والتسقيط لكل من يزاحمهه على مغانم الحكم دون اي اعتبار لحياة المواطنين، وتتنوع اسلحته كزوابع الاثارة الطائفية وبعبع التخويف من ـ شبح البعث المندثرـ الذي طواه الزمن. وضياع " حاكمية الشيعة " بغية تشكيل الدرع الواقي كما يظنون من رياح التغيير.. التي لن يكتب لها النجاح الا بوحدة القوى الوطنية المخلصة التي لا زالت عالقة في الطريق !.. بيد ان ما يعتمل هو مخصوص لنصب مصدات تحول دون اي زحزحة لكابوس المكونات والمحاصصة المفتعل، حيث انه يعد انشط فايروس لتمزيق ارادة ووحدة الشعب العراقي.

وفي ذات السياق تنط حملة لشيطنة تاريخ السيد السوداني رئيس مجلس الوزراء كابرز عناصر مكونات غبار الزوبعة، التي تشكل هي الاخرى بعضاً من تعتيم الرؤية ازاء تقدم مسار التغيير المنشود، حيث يرتقي هذا المستوى من الصراع قدراً بالغاً من فقدان صواب بوصلة الساحة السياسية، وليس هذا فحسب بل تدخل حملة اخرى اضرب من سابقتها والمتمثلة بالمقاطعة، التي يقود حملتها " التيار الوطني الشيعي" . فهي الاخرى يصعب تخطيها والشعب منشغل بصدد البحث عن تلمس طريق التغيير.. ومن  ابرز المآخذ عليها كونها لها بداية ولكن ليس لها نهاية واضحة.. اذ يتخلل مسارها بعض الملامح الايحائية التي تشي باحتمال المشاركة المموهة مشروطة بازاحة شخوص اطارية غير قابلة للازالة بيسر، مع كونها تستحق الابعاد لفشلها وفسادها، وبالواقع فالمطالبة كانها تبني عثرات على ناصية الطريق، مما يثار سؤالاً زاهقاً مفاده " وماذا بعد المقاطعة  ؟؟ ".

إن كل ما تقدم من مطالعتنا عن مجريات الوضع في مناخ الانتخابات كان في الأمور الداخلية، ولكن ماهي الافق والنوافذ التي يمكن ان نطل منها على رياح التغييرالخارجية الاكثر خطورة وشراسة وفتكاً، التي يحوم شبحهها فوق سماء العراق.. فلا هاجس يؤخذ له بالحسبان كونه يشكل اصعب مؤثر في عملية التغيير اذا ما فُعلت عوامله التي هي واردة في ما يخيم من اجواء ملبدة بغيوم الحرب، هذه الاداة الساخنة القادرة على فعل مُغتصب معلوم جرمه لكسر ارادة  شعوب المنطقة، وفي العراق كذلك، الذي غدا يُسحب عنوة ضمن طوفان ( الشرق الاوسط الجديد ) فهل يوجد امل ملموس للتغييرفي ظل هكذا عوامل معرقلة بل مخلفة لواقع مرير؟ .. فضلاً عن عقدة جديرة بالحذر هي الاخرى لا تبشر بخير كما يقال تلك التي تتجسد بعدم نزاهة الانتخابات وقوانينها ..لا مجال لدخول بازارها الملغّم، عذراً ربما ندخله لاحقاً.  

  كتب بتأريخ :  الثلاثاء 30-09-2025     عدد القراء :  81       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced