الانتخابات المقبلة والدعاية الانتخابية مثار اهتمام الصحف البغدادية-الأخبار

الانتخابات المقبلة والدعاية الانتخابية مثار اهتمام الصحف البغدادية

	نشر بواسطة: Adminstrator
	الإثنين 01-02-2010

بغداد/ أصوات العراق
شكلت الانتخابات النيابية المقبلة والدعاية الانتخابية فيها، ابرز اهتمامات الصحف البغدادية الصادرة اليوم الاثنين، ففي حين قالت فيه احدى الصحف إن المشهد السياسي في الساحة العراقية والمراقب مازال ينظر عن كثب الى قرارات المساءلة والعدالة وتداعياتها على الانتخابات المقبلة، تساءلت صحيفة اخرى هل تتحول الدعاية الانتخابية الى “خرق اخلاقي” يهدد العلاقات الاخوية بين المؤمنين.
وتحت عنوان (جريمة التزوير هل تصبح ظاهرة)، قالت صحيفة الاتحاد (يومية تصدر عن الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يتزعمه رئيس الجمهورية جلال الطالباني) في مقال لها كتبه عبد الهادي مهدي، إن “المشهد السياسي في الساحة العراقية والمراقب مازال ينظر عن كثب الى قرارات المساءلة والعدالة وتداعياتها، ولاسيما بعد الاعلان عن قائمة اخرى جديدة مشمولة بالاجتثاث، بالاضافة الى التصريحات التي وصلت الى مديات بعيدة في الطعن والتشهير بين المتنافسين، بعد ان كانوا اخوة الامس اليوم يتصرفون كأنهم اعداء ازليون للفوز بكرسي المنصب”.
يذكر أن هيئة المساءلة والعدالة قررت استبعاد 14 كيانا من خوض الانتخابات البرلمانية المقبلة المقرر ان تجري في 7 آذار مارس المقبل، ابرزها قائمتي صالح المطلك الذي يترأس جبهة الحوار الوطني وقائمة نهرو عبد الكريم الكسنزاني، على خلفية انتماء قادة هذه القوائم لحزب البعث المنحل، في وقت اعلنت فيه مفوضية الانتخابات ان 499 اسما من أسماء المرشحين تم حذفها من قوائم المفوضية ولن يسمح لها بالترشح في الانتخابات المقبلة، مبينة أن المستبعدين ينتمون الى كيانات مختلفة.
وتابع الكاتب “في خضم هذا المشهد الذي لايحتاج الى وصف، تبرز مسألة الشهادات المزورة والتي تعتبر من المشاكل التي لابد من الوقوف عندها ولاتقل خطورة عن المشاكل الاخرى التي برزت لحد الان ومازال التنسيق مستمرا بين المفوضية العليا المستقلة ووزارة التعليم العالي للتأكد من شهادات المرشحين، حيث كثر الحديث عن بعض اعضاء مجلس الواب بعدم حصولهم على شهادات دراسية”.
ويضيف الكاتب انه “ليس في مجلس النواب فقط بل في مفاصل عديدة من الدولة وتكررت العملية عند انتخابات مجالس المحافظات وتبين ان هناك مرشحين قدموا شهادات دراسية مزورة”، مضيفا ان “تزوير الشهادات من الامراض الخطيرة وضرورة عدم فسح المجال لترسيخها في المجتمع وإحالة مرتكبي هذه الجريمة الى القضاء، ولكن يبدو ان الاجراءات المتخذة بحق مزوري الشهادات لم تكن بالمستوى المطلوب بحيث تردع الاخرين من الاقدام عليها”.
واختتم الكاتب مقاله بالقول ان “الكشف عن اسماء مرتكبي هذه الجرائم في وسائل الاعلام فيه خدمة للصالح العام ولايدخل من باب التشهير لسبب بسيط، لان من يقدم على هذه الخطوة وارتكاب مثل هذه الجرائم المصلحة العامة ليس ذات اهميه لديه، ومن جانب اخر لا يحترم ولا يكترث بالقوانين السائدة هدفه الاساس مصالحه الشخصية على حساب المصلحة العامة وبأي ثمن كان”.
الى ذلك ركزت صحيفة العدالة (يومية تصدر عن نائب رئيس الجمهورية عادل عبد المهدي) في مقال لها كتبه حافظ ال بشارة وحمل عنوان (الدين وانتخابات المؤمنين) على الدعاية الانتخابية للانتخابات النيابية المقبلة.
وتساءل الكاتب في بداية مقاله بالقول “هل تتحول الدعاية الانتخابية الى خرق اخلاقي يهدد العلاقات الاخوية بين المؤمنين”، مضيفا “كانت المواعظ تقول بأن المؤمنين يتعاونون لنشر التقاليد الصالحة لتجنيب الناس المزيد من العداوات والاحقاد”.
وكان مجلس المفوضين في المفوضية العليا المستقلة للانتخابات قرر أن يكون موعد البدء بالحملات الانتخابية للمرشحين والكيانات السياسية في 7/2/2010، قبل شهر من انطلاق الانتخابات المقبلة والمقرر ان تجري في السابع من اذار مارس المقبل.
وتابع الكاتب ان “الاسلام يدعو الى العدل والاحسان وتعاليمه اكثر قدسية من قواعد الدعاية الانتخابية، وهناك خراب قيمي يغزو محيط المؤمنين الذين كانوا ذات يوم معارضين ومقاومين للنظام البائد ويمثلون مضادا حضاريا له، وعندما اصبحوا في السلطة اخذوا يفهمون الديمقراطية بطريقة مقلوبة وبدلا من ان يعززوا بالقول والفعل تلك المثاليات الاخلاقية قاموا باختراقها هذه الايام بشكل مفزع”.
ويرى الكاتب ان هناك “ظواهر مضحكة تخالف المألوف، فالمؤمنون في الايام العادية يحرصون على حفظ التآخي والتعاون والبر والايثار بينهم، لكن ما ان تقترب الانتخابات حتى تغلق ابواب التناصح والتعاون ويصير المؤمن عدو المؤمن لا يذكر له فضيلة ولا يخصه بنصيحة، ويحل الجفاء والانغلاق وتتكهرب الاجواء”.
واختتم الكاتب مقاله بالقول “المشكلة ان الاخوة المؤمنين كلهم مستسلمون خانعون لقواعد الدعاية وكأنها بديل عن الاسلام، واصبحت هي قرقانهم والمفوضية (الانتخابات) شفيعهم والمسائلة والعدالة هي مالك خازن النار، ويوم الانتخابات هو النشور”.