)النخابة).. مهنة موسمية تسبق الإنتخابات والتصويت لمن يدفع أكثر!!
نشر بواسطة:
Adminstrator
الإثنين 08-02-2010
الملف برس
أضطر أحمد الى ترك عمله في احد المعامل الأهلية ليقضي أسبوعه الأول من شهر شباط متنقلا ليل نهار بين المواكب الحسينية التي انتشرت على طول الشوارع الرئيسة في الحلة وهو يلتقي برفاقه لا لشيء فقط، وانما ليعيد حلقات عمله الموسمي ويبدأ رحلته في جمع المال، وعندما سألته أمه لماذا تترك العمل قال فرحا : سأعمل مع النخابة !! سأتاجر بأصوات الناخبين واجمع أموالا وفيرة كما حدث في الانتخابات البرلمانية وسأذهب للسياحة الى شمالي العراق او ربما سأفتح بها مشروعا صغيرا , فلا يمكنني الاستمرار في العمل المضني دون الاستفادة من هذه التجارة المربحة ...!مع بدء الموسم الانتخابي تنتعش مهنة النخابة التي تتمثل بالمتاجرة بأصوات الناخبين كل حسب احتياجاته، وهي أحدى أشهر المهن التي ظهرت مع بدء الانتخابات في العراق وأخذت تتطور شيئا فشيئا حتى انتشرت على نطاق واسع، فبعد ان كانت تدار من قبل بعض المرشحين الذين يقومون بدفع الأموال لشيوخ العشائر ووجهائها اصبحت اليوم وبعد تكرار الانتخابات تدار من قبل تجار معروفين بهذه التجارة ويطلق عليهم (النخابة).. ومع دخول هذه المهنة الى المجتمع العراقي برزت شخصيات معروفة على نطاق معين. وفي لقاء أجرته (النور) مع أحد (النخابين) في الحلة أكد خلاله بان مهنة النخابة من المهن الموسمية التي تدر ربحا كثيرا، مشيرا الى أنه يعمل حاليا على اعادة تنظيم شبكاته في جميع مناطق الحلة، مضيفا : سوف أبدأ العمل مع ابتداء الدعاية الانتخابية وانتهاء زيارة الأربعين كما ان هناك مشاوير كثيرة توجب علي القيام بها منذ اعلان ارقام القوائم الانتخابية. وأشار الشاب صلاح هاني البالغ من العمر 38 عاما على انه يقوم بالاتصال بشخصيات كثيرة لشراء اصوات الناخبين باسعار يتم الأنفاق عليها فضلا عن ذلك فانه ينتقي شخصيات لها وقع وتأثير ومصدر ثقة لعدد كبير من المواطنين , وعن ثمن الأصوات اكد صلاح ان سعر الصوت يتحدد وفقا لحاجة الناخب ومكانته الاجتماعية ومدى تاثيره او إمكانيته في كسب او شراء أصوات أخرى. فقد ينخفض صوت الناخب ليكون عبارة عن كارت موبايل بستة الاف دينار وقد يرتفع ليصل الى وظيفة في أحدى وزارات الدولة العراقية !! وعلى الرغم من ارتفاع دعوات رجال الدين على ضرورة المشاركة في الانتخابات لكل من بلغ السن القانوني نجد بان الكثير منهم قد حرم المتاجرة بأصوات الناخبين الا ان ذلك لم يمنع عمليات بيع الأصوات التي أخذت بالانتشار هي الأخرى وفق مبدأ البيع لمن يدفع أكثر !!ويؤكد الشاب وسام محمد احد عمال التنظيف في بابل استعداده والكثير من رفاقه من الذين يعملون في التنظيف وبعض الأعمال الأخرى التي لا تليق بهم ولا تكفي أجورها مايحتاجونه من ضرورات الحياة على ترشيح من يدفع لهم المال او يوفر لهم اقل مايحتاجونه كشباب يعيشون في بلد يعد الأكثر امتلاكا للنفط بين بلدان العالم !! ويضيف وسام قائلا: مع تعاقب الحكومات واختلافها لم نجد من أنصف الفقراء ثم ياتي لنا من يقول ان بيع الأصوات حرام وقد تكون عليه تبعات شرعية وقانونية، ونحن نسخر من هذا الكلام ونقول لبعضنا دائما هل مايمر به فقراء الحلة وكل فقراء العراق هو قانوني ومقبول شرعا ؟ نحن لا نطمح لاكثر مما نحتاجه وهو لقمة تشبعنا وقماش يقي أجسادنا وسقف نستظل به كاي انسان في أي دولة من دول العالم، ولا اعتقد باننا نختلف عن اولاد المسؤولين الذين يتنقلون بسيارات فارهة في شوارع يتوجب على الفقراء والمحتاجين تنظيفها ,ويتابع : الفقر يجبر الإنسان على بيع أمور لا تقدر بثمن فكيف له ان لايبيع صوته؟!
مرات القراءة: 2418 - التعليقات: 0
نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ،
يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث
المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ