في عيد الحب .. العراقيون بحاجة للحب من أجل نسيان أعمال العنف-الأخبار

في عيد الحب .. العراقيون بحاجة للحب من أجل نسيان أعمال العنف

	نشر بواسطة: Adminstrator
	الأحد 14-02-2010

شينخوا
نحتاج للحب لانه بلسم للكثير من الجراح التي خلفتها مرحلة العنف الدموية التي مرت بها مناطقنا خلال السنوات الماضية" .. بهذه الكلمات عبرت وسن المشهداني أمرأة عراقية في منتصف العقد الثالث من عمرها عن ما يعنيه لها عيد الحب.
وأوضحت المشهداني، موظفة حكومية، لوكالة أنباء (شينخوا) بعد شرائها هدية عبارة عن قلب ذي لون أحمر أن احتفالها بمناسبة عيد الحب حديث العهد، وترى انها مناسبة جميلة تعطي رونقا جميلا لحياتها الاسرية وتقضي فيها لحظات جميلة بعيدا عن الالم والآهات التي خلفتها اعمال العنف.
وأضافت المشهداني وقد ارتسمت على شفافها ابتسامة بسيطة "اننا بحاجة ماسة للاحتفال بعيد الحب ليس بين الزوج وزوجته بل بين جميع اطياف المجتمع لنستذكر هذه الكلمة الجميلة ولننعم بالامان والتفاؤل، فهي بلسم للجراح التي خلفتها مرحلة العنف الدموية التي اذاقت الجميع مرارة العذاب".
إلى ذلك، قال عبد الاله الربيعي شاب في مطلع العقد الثاني من عمره إن الشباب العراقي بدأ يحتفل بعيد الحب وهناك اقبال على الاحتفاء بهذه المناسبة، داعيا إلى أن تكون هناك مناسبة عراقية تسمى عيد الحب العراقي بمعناها الاشمل من اجل أن ينسى العراقيون هموم الماضي الاليم.
وأضاف الربيعي وقد اشترى وردة حمراء جميلة وضع فيها ورقة كتب عليها عبارات رومانسية جميلة، عبارة عن ابيات شعرية من قصيدة تتحدث عن الحب والعواطف، "سأعطيها لحبيبتي، واتمنى لها العمر المديد والسلامة من عاديات الدهر وأن يدوم حبنا إلى الابد".
ولم يقتصر الاحتفال بعيد الحب على الشباب في العراق بل تعداه الى كبار السن، فها هو عبد الامير عثمان (55 عاما) الذي يشارك في هذه المناسبة، قائلا "إن عيد الحب لم يحدد بعمر معين، فهو يحتفل به منذ نحو اربع سنوات، لانه وجد في فترة اغترابه باحدى الدول العربية خلال السنوات الماضية كيف يحظى عيد الحب باحترام وتقدير وهناك شعبية كبيرة للاحتفال به"، مبينا انه التزم بهذه المناسبة ووجدها تجديدا للعواطف والاحاسيس بين الازواج لذا لايشعر بالخجل عندما يطرق باب محل بيع الهدايا ويشتري هدية لزوجته بمناسبة عيد الحب.
فيما يعتز صابر خليل (موظف) بذكرى عيد الحب لانها مناسبة جعلته يقترن بشريكه حياته، مشيرا إلى أنه التقى بعيد الحب في احد محال بيع الهدايا العام الماضي بامرأة شعر انها سلبت منه قلبه وفي غضون اسابيع قليلة حصل النصيب، وهما الان بانتظار مولدهما الاول.
وقال "هذه المناسبة عزيزة جدا على قلبي لذلك جئت الى نفس المحل لكي اشتري هدية تليق بزوجتي بهذه المناسبة تعبيرا عن حبي لها".
على الصعيد نفسه، قال عمار اسماعيل الدليمي صاحب محل بيع الهدايا في مدينة بعقوبة في محافظة ديالى شرقي العراق لـ (شينخوا) إن هناك اقبالا متزايدا من قبل شريحة الشباب على الاحتفال بعيد الحب، لافتا الى أن الاقبال العام الماضي كان محدودا، والسبب هو الوضع الامني غير الجيد، لكن الاوضاع تغيرت الان وهناك اقبال متزايد على شراء هدايا عيد الحب.
وأوضح أن الكثير من المحال بدأت تعلن عن اقتراب مناسبات عيد الحب وتعرض الهدايا المميزة ذات اللون الاحمر وفي مقدمتها الازهار التي تشهد رواج بالوقت الراهن.
وفي هذا الصدد، كتب ساجد حمدان صاحب محل بيع هدايا في أطراف سوق بعقوبة عبارة بالخط الكبير والبارز داخل محله "ايها العراقيون تحابوا فيما بينكم وتناسوا الماضي".
ودعا حمدان الحكومة العراقية إلى أن تجعل من ذكرى عيد الحب عطلة رسمية لانها مناسبة مهمة والجميع بامس الحاجة اليها للتخفيف من الضغط النفسي الذي اصيبت به اغلب شرائح الشعب العراقي منذ بدء الاحتلال ولحد الان.
بدوره، قال ظافر اللهيبي باحث اجتماعي "إن شخصية الانسان العراقي تعاني منذ عقود طويلة، مرارة الحزن واغلب المناسبات التي يحتفل بها تحمل دلالات ومعاني حزينة، لذا نجد حتى في الشعر والغناء يكون العراقيون مميزون في اصداء الشجن والآهات، لذا نجد أن الكثير بدأ يهرب إلى الاحتفاء بعيد الحب لانه يجعله يجدد حيويته ونشاطه العاطفي في التعبير عن مكنونات ما موجود بداخله".
واعرب اللهيبي عن اعتقاده بأن السنوات المقبلة سيكون الاحتفال بعيد الحب اشمل واكبر، وقال "هذا امر جميل أن يحدد الانسان مناسبة لاجمل كلمة يمكن أن تضيف الطمأنينة للقلوب وهي الحب