جمجمال.. "تكساس الكردية" أسواقها تعرض القنابل ولا تضبط أمنها حتى قوات الناتو
نشر بواسطة: Adminstrator
الأحد 14-02-2010
 
   
السومرية نيوز
لا يعرف المواطن سالار محمد، من اهالي مدينة جمجمال الكردية، سبب مقتل ابن عمه سوى أنه قتل الشهر الماضي "وسجل الحادث ضد مجهول"، في المدينة التي شهدت ومنذ مطلع العام الحالي حالات قتل عديدة يقدر عددها السكان بعشرين حالة، في حين تقول الشرطة انها ثلاث حالات فقط.
ولا يجد سالار تعبيرا يشير الى سوء الاوضاع الامنية في بلدته سوى القول "حتى قوات حلف الناتو لا تستطيع ضبط الأوضاع الأمنية في قضاء جمجمال"، نحو 255 كلم شمال بغداد.

القنابل اليدوية تعرض هنا للبيع مثل البرتقال!
ليس سالار وحده الذي اشتكى من سوء الأوضاع الأمنية في بلدة، جمجمال حيث ارتفعت مؤخراً أصوات العديد من السكان بينهم مثقفون وممثلو نحو خمس عشرة منظمة غير حكومية قدموا مذكرة بداية العام الى رئاسة الإقليم والبرلمان ووزير الداخلية، أوضحت تردي الاوضاع الامنية في القضاء بسبب ضعف اداء الاجهزة التنفيذية في حسم القضايا.
وطالبوا حكومة الإقليم بالتدخل لوضع حد لما وصفوه بـ"الفلتان الأمني في قضاء جمجمال"، ولأجله أيضاً ذهب وفد من المدينة لأربيل والتقوا وزير الداخلية لعرض أوضاع بلدتهم عليه.
ويؤكد "نبز رفعت" وهو مسؤول اتحاد طلبة كردستان وهي منظمة حزبية وكان أحد الموقعين على المذكرة أن "الشرطة والأمن يعرفون المجرمين والمطلوبين ولا يتحركون لاعتقالهم".
أما الناشط الآخر في صفوف منظمات المجتمع المدني آرا شيخ عزيز فيؤكد "قيام بعض السكان باطلاق صواريخ "آر. بي. جي"،  في احدى المرات، تعبيراً عن ابتهاجهم"، مؤكدا ان القنابل اليدوية تعرض للبيع وكأنها فواكه مثل البرتقال".
بدوره، يروي المواطن محمد اسماعيل (45 سنة) مقولة شائعة وقديمة يتداولها السكان، تقول إن "مدراء الدوائر الحكومية في الماضي كانوا يهددون موظفيهم بنقل محل عملهم الى بلدة جمجمال كنوع من العقاب لهم".
ويضيف اسماعيل لـ"السومرية نيوز" أن "سمعة المدينة في هذه المسألة ليست جيدة، لأن الآخرين يقولون عنا نحن سكان جمجمال إننا نستطيع أن نعيش من دون غذاء ولكن لا  نحيا من دون سلاح، كما اخذ الناس يسمون مدينتنا في الصحف باسم تكساس كردستان بسبب ازدياد حوادث القتل..".

الشرطة من يحميها؟
ويتهم بعض السكان قوات الشرطة بغض الطرف عن مرتكبي جرائم القتل والاختطاف والسطو على المنازل، كما لا تتدخل لإغلاق الأسواق السوداء لبيع السلاح وسط المدينة.
ويروي المواطن "آرام عزيز"، كيف استولى أقارب أحد نزلاء السجن الشهر الماضي على مركز للشرطة وقاموا بالافراج عن النزلاء جميعاً، متسائلاً "هل القانون هو الحاكم في جمجمال أم أن السلطة بيد المسلحين".
فيما يقول الناشط بمنظمة للطلبة هانا محمد كساس، 20 سنة، إن "الشرطة لا تستطيع حماية نفسها فكيف ستحمينا من المجرمين واللصوص"، ويعتقد أن "المسلحين يحتلون مراكز الشرطة، وهي من أقل مناطق المدينة أمانا!!"، حسب قوله.
لكن مدير شرطة منطقة كرميان التي تضم أقضية بينها قضاء "جمجمال" اللواء حسين منصور ينفي أن "تكون المدينة واقعة تحت سيطرة المسلحين"، ويؤكد أن "مشاكل قضاء جمجمال وبسبب الطابع العشائري المعقد فيها، باتت تحل عبر مجالس التصالح العشائرية".
ويرى أن "الشرطة تقوم بواجباتها على أحسن وجه ولا تهاب اللصوص والخارجين على القانون مهما كانت خلفياتهم الحزبية أو العشائرية"، مبينا ان الشرطة "تقوم باعتقال شبكات لصوص المنازل والمحال التجارية وتحقق في تلك القضايا".
ويشكو الصحافي بارام صبحي من عدم توفر إحصائيات دقيقة عن عدد حوادث اطلاق النار والقتل التي تقع بالبلدة، ويرى أن "الشرطة هي التي تقوم بحجب المعلومات عن الرأي العام"، حسب قوله.
ويتحدث اهالي القضاء عن اكثر من عشرين عملية قتل حدثت منذ مطلع العام الحالي بينها عمليات قتل للنساء، فيما تؤكد مصادر الشرطة ان عدد القتلى هو ثلاث حالات فقط.

اتهامات للاعلام بتضخيم المشاكل
ويشير مدير شرطة جمجمال العميد دارا عبدالله في حديث لـ"السومرية نيوز"، إلى أن "الشرطة تقوم بمهامها على أفضل وجه، وأغلب المشاكل هي اجتماعية وعشائرية".
ويضيف أن "بعض ما تنشره وسائل الإعلام عن جمجمال فيه تضخيم للأحداث الأمنية في المدينة"، ويتوقع "وجود دوافع سياسية وراء تضخيم الاحداث في القضاء بسبب اقتراب موعد الانتخابات".
وكانت وسائل إعلام محلية ذكرت مؤخراً أن مدير شرطة جمجمال نفسه تلقى تهديديات في كانون الاول من العام الماضي عن طريق هاتفه، فيما أكد مدير الشرطة حدوث ذلك وعلق على تلك الأنباء بالقول إن "المطلوبين للمحاكم هم وراء التهديد".

مجرمون بحماية الأحزاب وتحرك حكومي عاجل
ويعلل رئيس عشيرة الهموندية وهي كبرى عشائر البلدة، كريم آغا هموندي (82 سنة) ازدياد حالات العنف في البلدة بـ"عدم انسجام التركيبة الاجتماعية للمدينة التي يغلب عليها الطابع العشائري، فضلا عن قيام بعض السياسيين والمتنفذين فيها بإيواء عدد من المجرمين والخارجين على القانون".
ويوضح آغا في حديث لـ"السومرية نيوز"، أن "أعمال العنف تقع بسبب التركيبة العشائرية المعقدة، ولكن لو رفع السياسيون دعمهم للمجرمين لكان الوضع الأمني أفضل"، مضيفاً القول "هناك مجرمون فروا من المدينة ويعيشون بحماية الحزبين المتنفذين الاتحاد الوطني الكردستاني والديمقراطي الكردستاني، وهذا عمل خاطئ"، حسب قوله.
ومن جهتها، تعتزم البرلمانية عن قائمة التغيير عظيمة نجم الدين، التي زارت البلدة مؤخراً نقل معاناة السكان ومطالب إحلال الأمن في جمجمال، إلى البرلمان للمطالبة بتحرك عاجل للحكومة لفرض الأمن.
وتقول البرلمانية نجم الدين لـ"السومرية نيوز"، إنها "قررت التضامن مع مطالب الأهالي"، مبينة "وسأنظم لقاء بين مجموعة من الناشطين من المنظمات ولجنة حقوق الإنسان بالبرلمان لوضع حد للانتهاكات فوراً".
يذكر أن قضاء جمجمال الذي تتبعه خمس نواحي و230 قرية ويقطنه 165 الف نسمة، اضافة الى قضائي كلار وكفري، كلها كانت تقع ضمن محافظة كركوك، وقد استقطعت من محافظة كركوك عام 1975 ضمن سياسة تعريب محافظة كركوك وألحقت بمحافظة السليمانية، بهدف تقليل نسبة السكان الاكراد في كركوك.
وشهدت تلك المناطق في عام 1988 حملات اعتقال واسعة ضمن عمليات الأنفال العسكرية طالت نحو180  الفاً من السكان لا يزال مصيرهم مجهولاً ويعتقد أنهم قتلوا ودفنوا في مناطق صحراوية بجنوب العراق

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced