الطائفية واليأس من السياسيين وعبث الأطفال تتسبب بتمزيق صور المرشحين في ديالى
نشر بواسطة:
Adminstrator
الأحد 21-02-2010
السومرية نيوز/ ديالى
تمتلئ شوارع وأسواق وأماكن مدن ديالى العامة حاليا بالمئات من الملصقات الدعائية الممزقة لمرشحي المحافظة، ومن النادر أن يجد المرء جدارا في مدينة بعقوبة على سبيل المثال، خاليا من آثار صور تمزقت ثم أعيد وضعها مرة أخرى، ثم تمزقت ثانية!
وهذه الظاهرة دفعت بفريق استطلاع ميداني للآراء، تابع لإحدى منظمات المجتمع المدني إلى البحث عن أسباب انتشارها في المحافظة وتوصل إلى وجود ثلاثة أسباب تقف خلف الظاهرة، وفي حين اعتبر مسؤول أمني أن هذه الظاهرة تعود إلى عبث الأطفال، قال محلل سياسي أن الطائفية التي أفرزتها الحرب تلعب دوراً رئيساً في تفاقمها.
الأسباب تكمن في تذمر السكان والمنافسة ..والمطر
ويقول مسؤول "مؤسسة النور" في المحافظة أحمد جسام في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "فريق استطلاعٍ الرأي التابع للمؤسسة، قام خلال الأيام الماضية بإجراء بحث ميداني للوقوف على الأسباب الحقيقية الكامنة وراء ظاهرة تمزيق الملصقات الانتخابية لعدد من القوائم في مناطق عدة من المحافظة".
ويؤكد جسام أن "هناك ثلاثة أسباب وراء انتشار الظاهرة، في مقدمتها حالة التذمر لدى المواطنين من الوسط السياسي الذي لم يترجم شعاراته إلى خدمات مفيدة للناس، والتي تؤدي إلى قيامهم بشكل عفوي بتمزيق الملصقات الانتخابية".
ويضيف أما "السبب الثاني فيرجع إلى أجواء المنافسة غير الصحية بين الكتل السياسية المشاركة بالانتخابات، ومحاولة بعضها النيل من البعض الآخر بممارسات يندرج تمزيق الملصقات في إطارها"، ويتابع أما السبب الثالث، فيعود "إلى سوء الأحوال الجوية حيث أدت الأمطار وهبوب رياح قوية إلى انتزاع بعض الملصقات الانتخابية ورميها أرضاً"، بحسب قوله.
ويشدد جسام على أن "فريق الاستطلاع التابع للمؤسسة توصل إلى هذه النتائج بعدما أجرى دراسة ميدانية شملت آراء عشرات المواطنين في مناطق عدة من المحافظة"، على حد تعبيره.
وكانت "شبكة حمورابي" وهي إحدى شبكات مراقبة الانتخابات في محافظة ديالى أعلنت يوم أمس الجمعة، عن تسجيل أكثر من 25 خرقاً للدعاية الانتخابية تمحورت في معظمها حول تمزيق ملصقات انتخابية لبعض الأحزاب والقوى السياسية في مناطق متفرقة من المحافظة.
من جهته، يوجه مدير مكتب "الشهيد الصدر" في المحافظة وديع العتبي في حديث لـ"السومرية نيوز"، بعض الكتل السياسية التي لم يسمها بـ"تجنيد عدد من الشباب "المنحرفين"، وتمزيق الملصقات الانتخابية والدعائية لبعض مرشحي كتلة الائتلاف الوطني العراقي التي ينتمي إليها التيار الصدري، في مناطق المقدادية ".
إنه عبث أطفال..
من جانب آخر، يشير مسؤول أحد مراكز الشرطة في مدينة بعقوبة المقدم علي الطائي، إلى أن "ظاهرة تمزيق الملصقات الانتخابية لا تتم وفق عمل مبيّت، بل لا تعدو كونها نوعاً من عبث الأطفال، الذين لا يفقهون في معظمهم مغزى وأهمية الملصقات الدعائية الانتخابية، بخاصة أن كثيراً منها، موضوعة في الساحات العامة وبجوار ملاعب الأطفال، فيتسلون برميها بالحجارة أو بتمزيقها".
أما المحلل السياسي المحلي عبد الخالق الربيعي فيرى أن "السبب الرئيس الذي يقف وراء تمزيق الملصقات الدعائية في بعض المناطق، يعود إلى التعصب الطائفي الذي لا يعلن عن نفسه جهاراً بدليل أن تمزيق الملصقات الانتخابية للمرشحين السنة، تتم في المناطق ذات الغالبية الشيعية، والعكس صحيح".
ويضيف الربيعي قائلا إن "هذه الممارسات هي بعض إفرازات مرحلة العنف الطائفي التي ما تزال آثارها كامنة في النفوس، وتحتاج إلى وقت غير قليل للتخلص منها بشكل كامل"، على حد تعبيره.
يذكر أن الأجهزة الأمنية في محافظة ديالى، كانت أعلنت عن عزمها على اتخاذ إجراءات رادعة بحق كل من يقوم بتمزيق الملصقات الانتخابية للقوائم المشاركة بالانتخابات، موضحة أنها ستحيل المخالفين إلى المحاكم المختصة مع إمكانية إصدار أحكام بالسجن لفترات لا تقل عن شهر، ولا تزيد عن عام لكل من يجري التثبت من قيامه بذلك.
وتعتبر "مؤسسة النور"، إحدى منظمات المجتمع المدني العاملة في محافظة ديالى، وتأسست عام 2004 بهدف بناء وتطوير قدرات المؤسسات الحكومية والهيئات المستقلة.
مرات القراءة: 2439 - التعليقات: 0
نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ،
يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث
المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ