توماس فريدمان: العراق بحاجة لـ”مانديلا” عراقي شيعي واعتراف بتوازن القوى الجديد
نشر بواسطة: Adminstrator
الجمعة 26-02-2010
 
   
بغداد/ أصوات العراق
رأى الكاتب والصحفي الأمريكي توماس فريدمان أن أصل المشكلة في العراق ثقافية ومن الحاسم أن تنتصر سياسة العراق على ثقافته كي تنشأ دولة ديمقراطية راسخة فيه، مشددا على ضرورة اعتراف الأطراف الاجتماعية العراقية بالأغلبية الشيعية يرافقها ظهور “مانديلا عراقي شيعي” كخطوة أساس لتحقيق ذلك.
وقال فريدمان في عموده بصحيفة نيويورك تايمز “منذ بداية التدخل الأمريكي في العراق والجهود المبذولة لبناء نوع من الديمقراطية فيه وهناك سؤال بسيط يلح علينا كان متربصا في خلفية هذا الحدث ألا وهو هل كان العراق على النحو الذي كان عليه دكتاتورية لأن صدام كان على النحو الذي كان عليه أو أن العراق كان على النحو الذي كان عليه مجموعة من طوائف متصارعة غير مؤهلة لحكم ذاتها ولا تُحكم بغير قبضة من حديد”.
وأضاف “إلا أن الإجابة عن هذا لا تزال مجهولة إذ للأسف بعد حوالي سبع سنوات من إطاحة الولايات المتحدة بحكومة صدام وقبيل بضعة أسابيع من ثاني انتخابات وطنية ديمقراطية تعقد في العراق وقبل انسحاب القوات الأميركية لا يزال هذا السؤال بلا جواب”، متسائلا “هل ستنتصر السياسة الجديدة في العراق على انقساماته الثقافية أو هل ستبتلع انقساماته الثقافية الطائفية ديمقراطيته الوليدة”.
ويجيب إلى الآن “لا نعرف ذلك”، موضحا أن العراق في نواح كثيرة “حالة اختبار لمقولة السيناتور الراحل دانيال باترك موينيهان ومفادها أن مركز الحقيقة المحافظة هو أن الثقافة وليس السياسة هي التي تحدد نجاح أي مجتمع ومركز الحقيقة الليبرالية هو أن السياسة يمكن أن تغير ثقافة معينة وتنقذها من نفسها”.
وذكر أن المفارقة هي أن “فريق بوش من المحافظين الجدد هو من حاجج بأن الثقافة في العراق ليست مُشكلا وبأن فرصة الديمقراطية وحكم الذات من شأنها أن تجمع العراقيين معا على دفن الماضي”، موضحا “بينما جادل العديد من الليبراليين والواقعيين بأن العراق كان عش دبابير عشائري وما كان علينا أن نمد يدنا فيه إذ أنه مكان يدفن الماضي فيه المستقبل دوما”.
واستدرك فريدمان “إلا أننا مددنا يدنا فيه وبفعلنا هذا فقد أعطينا العراقيين فرصة لفعل شيء لم تتوافر لأي شعب عربي آخر أبدا فرصة مثلها ليفعله”، شارحا “يكتبون عقدهم الاجتماعي بحرية بالنحو الذين يريدون أن يحكموا أنفسهم به ويعيشون معا”.
ورأى فريدمان أن من المهم “استثمار هذه المرحلة بالذات من تاريخ العراق”، مضيفا “ومع الانتخابات المقرر إجراؤها في السابع من آذار مارس المقبل ومع قرار أميركا تقليص قواتها إلى 50 ألف جندي بحلول أيلول سبتمبر المقبل وإلى الصفر بحلول نهاية العام 2011 سيكون على العراقيين أن يقرروا كيف يريدون استثمار هذه الفرصة”.
وذكر أنه التقى في الاسبوع الماضي الجنرال راي أوديرنو القائد الأمريكي العام في العراق الذي مع نائب الرئيس جو بايدن “فعل الكثير في تدريب وإقناع وترغيب وأحيانا دفع العراقيين بعيدا عن الهاوية أكثر مما فعل أي شخص آخر”. مبينا أنه وجد الجنرال “مفعما بالأمل إنما قلقا”.
واستطرد كان “متفائلا لأنه كان يرى العراقيين يمضون مرات كثيرة إلى الحافة وبعدها يتراجعون لكنه كان قلقا لأن العنف الطائفي يزحف بثبات عائدا قبل الانتخابات وبعض السياسيين الشيعة مثل مدلل بوش السابق أحمد الجلبي الذي أشار إليه الجنرال أوديرنو بوضوح بأنه متأثر بإيران قد حاول استبعاد بعض الساسة السنة البارزين من المشاركة في الانتخابات”، بحسب فريدمان.
وأضاف أن من الأهمية بمكان كما قال أوديرنو أن “يشعر العراقيين أن الانتخابات شرعية وموثوقة وأن العملية الديمقراطية جارية”، وزاد “لا أريد أن تؤدي الحملة الانتخابية إلى انقسام طائفي مرة أخرى”.
وقال “أخشى أن بعض العناصر سوف تشعر بأنها معزولة سياسيا ولن تكون لديها القدرة على التأثير والمشاركة”.
وتساءل “كيف يمكن لهذا أن يتحقق”، مجيبا “السيناريو المثالي لكن الأقل احتمالا هو أن نشهد ظهور نيلسون مانديلا عراقي شيعي”.
روليهلالا ‘نيلسون’ مانديلا ولد 18 تموز يوليو 1918 هو الرئيس الأسبق لجمهورية جنوب إفريقيا وأحد أبرز المناضلين والمقاومين لسياسة التمييز العنصري التي كانت متبعة في جنوب إفريقيا. لقبه أفراد قبيلته بـ(ماديبا) Madiba وتعني العظيم المبجل وهو لقب يطلقه أفراد عشيرة مانديلا على الشخص الأرفع قدرا بينهم وأصبح مرادفا لاسم نيلسون مانديلا. دائما ما اعتبر مانديلا أن المهاتما غاندي المصدر الأكبر لإلهامه في حياته سواء لفلسفته حول نبذ العنف والمقاومة السلمية ومواجهة المصائب والصعاب بكرامة وكبرياء.. شغل مانديلا منصب رئاسة المجلس الإفريقي (من حزيران يونيو 1991- إلى كانون الأول ديسمبر 1997)، وأصبح أول رئيس أسود لجنوب إفريقيا (من أيار مايو 1994- إلى حزيران يونيو 2000). وخلال مدة حكمه شهدت جنوب إفريقيا انتقالا كبيرا من حكم الأقلية إلى حكم الأغلبية.
وتابع فريدمان “فالشيعة الذين تعرضوا لقمع على مدى زمن طويل بيد البعث بقيادة الأقلية السنية هم الآن أغلبية العراق الحاكمة فهل يمكن للعراق أن يأتي بسياسي شيعي سيكون مثل مانديلا زعيما وطنيا”، شارحا “شخص ما يستعمل سلطته لقيادة مصالحة حقيقية بدلا من مجرد حاكم شيعي لكن حتى الآن ما من دلائل على ذلك”.
لكن فريدمان رأى أنه حتى من دون “ظهور هذا المانديلا بإمكان العراق أن يبقى معا ويزدهر إذا اعترف كل من مجتمعاته المتنافسة سنة وشيعة واكراد بوجود توازن القوى الجديد القائل إن الشيعة هم الآن المجتمع المهيمن في العراق وفي نهاية المطاف سوف تكون لهم الكلمة الأكبر واعترفوا كلهم بالحدود الجديدة للسلطة”.
وأي مجتمع منهم، بحسب فريدمان “لا يستطيع فرض إرادته بالقوة وبالتالي ينبغي حل النزاعات الطائفية سياسيا”، مضيفا أن هناك “احتمالين لا يود أحد رؤيتهما أولهما انتصار ثقافة العراق القبلية على السياسة ويصبح البلد صومال كبيرة بوجود النفط أو أن تنسحب أمريكا بعيدا فتأتي حكومة شيعية في العراق تزيد من اصطفافها مع إيران وتصبح إيران اللاعب الأكبر في العراق بالنحو الذي نصّبت فيه سورية نفسها في لبنان”.
وتساءل مرة أخرى “لكن لِمَ ينبغي لنا الاهتمام بهذا الأمر ما دمنا على وشك الخروج”، موضحا “ببساطة شديدة الكثير من الاضطراب الذي أثير في المنطقة على مدى سنوات كان بسبب صدام في العراق وآية الله الخميني في إيران وكلاهما كانا يتمولان من مليارات العائدات النفطية ولو ظهر مع مرور الزمن نظام ديمقراطي مقبول في العراق وآخر مماثل له في إيران لكان معقولا أن تمول ثروة النفط أنظمة لائقة بدلا من تلك الأنظمة التراجعية ولاختلفت منطقة الشرق الأوسط برمتها”، بحسب رأيه.
واختتم فريدمان عموده الصحفي قائلا “على الرغم من ذلك تبقى الاحتمالات طويلة جدا لكننا في النهاية سنرجع إلى هذا السؤال المزعج عن السياسة في مقابل الثقافة”، مضيفا أنه شخصيا “مؤمن بمحاججة لورنس هاريسون في كتابه مركزية الحقيقة الليبرالية فمسائل الثقافة كثيرة أكثر مما نعتقد لكن الثقافات يمكن أن تتغير أكثر بكثير مما نتوقع بيد أن مثل هذا التغيير يتطلب وقتا وقيادة بل وألم في كثير من الأحيان”.
وقال لهذا السبب “سيفاجئنا العراقيون كثيرا بالخير أو بالسوء قبل أن يجيبونا عن سؤال من نحن وكيف نريد أن نعيش معا”.

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced