المطابع.. عقبات فـي العمل وطموحات مشروعة
نشر بواسطة: Adminstrator
الثلاثاء 02-03-2010
 
   
المدى
مهنة الطباعة واحدة من اقدم المهن التي امتهنها ابناء وادي الرافدين، ولعل مطبعة (الدومينكان) في محافظة نينوى كانت اولى المطابع التي زاولت طباعة الكتب في العراق، وانتشرت المطابع فيما بعد في طول البلاد وعرضها، وكان لها الفضل الكبير في اشاعة الثقافة العامة بين صفوف العراقيين الذين يعرف عنهم شغفهم بالقراءة

وشدة فضولهم المعرفي حتى قيل ان مصر تؤلف وبيروت تطبع وبغداد تقرأ، وكانت حصة العاصمة بغداد حصة الاسد من عدد المطابع في العراق بوجه عام، ومنطقة البتاويين وجانبي شارع السعدون تزدحمان بكثافة المطابع فيهما اذ يقدر عددها مابين(150) الى(200) مطبعة حيث يشتغل في المطبعة الواحدة مالايقل عن الثلاثة عمال فيما يبلغ عدد العمال في بعض المطابع اكثر من(15) عاملا ، وقد كانت لنا جولة فيهما من اجل الوقوف على واقع عمل المطابع العراقية واهم المعوقات التي تعترض انسيابية عملها.
يقول ابو محمد صاحب مطبعة الاثير في البتاويين:كان حال المطابع من الناحية المادية افضل كنا نستلم حصص شهرية من شركة الاجهزة الدقيقة ورق واحبار ومواد كيمياوية وبليت طبع، كما كان معمل الورق في البصرة يجهزنا ايضا بحصص شهرية من الكارتون نوع(دوبلكس) من النوع الفاخر..  وكل تلك المواد كنا نستلمها بأسعار مدعومة..اما اليوم فقد توقف كل ذلك ولم نعد نستلم شيئا من الدولة، واصبحت السوق التجارية هي مصدر تسوقنا بالكامل حيث الاسعار المضاعفة والنوعيات الرديئة..
ويرى قيس محمد جبار صاحب مطبعة بغداد المحروسة: ان مهنة الطباعة شهدت حالها حال المهن العراقية الاخرى تدهورا ابان سنوات التسعينيات بسبب التصرفات الرعناء للنظام الصدامي حيث منع الحصار الكثير من الموارد التي كان يستفيد منها القطاع الخاص، وزاد التغيير الذي حصل في 9/4/2003  الطين بلة.. وكنا قبل ذلك نأخذ عقوداً إجبارية لطباعة كتاب او كتابين من مناهج وزارة التربية دعما للقطاع الخاص مع تجهيزنا بالكامل من قبل الوزارة نفسها بعدة الطبع من ورق وبليت طبع واحبار وغيرها من لوازم الطباعة، فضلا عن منحنا أجور عمل جيدة..
سالم عبد الله صاحب مطبعة الحقائق في شارع السعدون يذكر: ان لتدهور الصناعة المحلية سواء في القطاع العام او في القطاع الخاص منذ العام1991 وصولا لليوم كان له أسوأ الأثر على عمل المطابع، اذ كان الإنتاج المحلي مصدرا لباب واسع في عملنا يتمثل في طباعة الماركات التجارية لشتى صنوف المنتجات، وبعد توقف الكثير من المصانع العراقية عن الانتاج، وشيوع ظاهرة الاستيراد غير المنضبطة او المحددة بضريبة ما،دخلت البضائع التي يحتاجها السوق مغلفة كاملة بماركاتها التجارية الخاصة، وراح بعض أصحاب المشاريع التجارية الخاصة يستوردون مغلفات بضائعهم من دول الجوار لرخص اثمانها ..
ويشتكي ابو حيدر صاحب مطبعة في المنطقة ذاتها من تعامل التنمية الصناعية التابعة لاتحاد الصناعات العراقي بصورة مزدوجة في منح اجازات التأسيس للمطابع حيث تمنح بعضها وتمتنع عن منح البعض الاخر على الرغم من وقوع الاثنتين في المناطق السكنية ذاتها.. ومن ناحية اخرى يشيد بتعامل منتسبي الاستخبارات في وزارة الداخلية الذين يزورونهم في جولات متابعة حيث لمس التعامل اللائق والمهذب من قبلهم. وفي الوقت نفسه يذكر ان الانقطاعات في التيار الكهربائي تؤذي عملهم بصورة شديدة ولذا فأنهم يضطرون الى الاعتماد على المولدات الخاصة التي باتت تكلفهم يوميا اكثر من(25) الف دينار فقط اجور الكاز اويل عدا كلف تصليحها المستمرة، وناشد ابو حيدر المسؤولين في التنمية الصناعية دعم قطاع المطابع وتسهيل ظروف عملهم، كما ناشد الهيئة العامة للضرائب تخفيض الضرائب المتراكمة منذ2003 وحتى اليوم نظرا لما تعرضت اليه المهنة من كساد وخسائر جمة نتيجة توقفها عن العمل بسبب الاحداث المعروفة للجميع والتي مرت بنا نحن العراقيين جميعا.هذا العدد من المطابع لو دارت عجلاتها جميعا وبطاقاتها التصميمية يمكن لها ان تساهم مساهمة فاعلة في توفير وظائف للعاطلين عن العمل والذين اصبوا بالاحباط نتيجة تعطل معظم مصانعنا وورش العمل لدينا بسبب الاستيراد العشوائي وعدم حماية المنتج الوطني.

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced