كردستان.. عذراء تخطب المستثمرين الأجانب فوق بحيرات النفط
نشر بواسطة: Adminstrator
الأربعاء 03-03-2010
 
   
أربيل (كردستان) - محمد أبو عبيد
يُقال إن الانطباع الأول هو الانطباع الأخير. تحقق هذا القول في إقليم كردستان العراق, فما إن هبطت الطائرة القديمة على مدرج مطار أربيل المتواضع, التي تستأجرها مجموعة زاغروس إحدى كبرى ثلاث شركات استثمار في الإقليم, حتى فقدتُ بطاقة مطار دبي الالكترونية الخاصة بي خلال توجهي إلى قاعة الاستقبال نظراً لوجود دعوة رسمية لي لزيارة الاقليم. مباشرة نهض أحد المستقبلين وانتبه أني أبحث عن شيء فقدته, وحين أخبرته عما فقدتُ, طلب من أحد الموظفين البحث عنها, حتى أتى بها في دقائق معدودات. قلت في قرارة نفسي يبدو أن المفقود موجود في كردستان, فكانت أولى الإشارات الجيدة.
تلفتُ ذات اليمين وذات الشمال في الطريق نحو الفندق, رغم إرخاء الليل سدوله, كان المنظر يوحي بالفتاة العذراء التي يريد الكثير خطب ودها. هذا ما تبين لاحقاً خلال اللقاء إما بالمسؤولين أو بمستثمرين عرب وأجانب, جلّهم يبحثون في آفاق الاستثمار في الاقليم الذي يعوم فوق بحيرات من النفط, والذي يبشر بمستقبل عمراني واقتصادي لافت.
أول المستقبلين لي كان وزير التجارة والصناعة سنان الجلبي (الشخصية التركمانية) والذي قضى وقتاً طويلاً من حياته في تركيا, هو رجل أعمال من الطراز الأول, تحدث خلال ارتشافنا الشاي العراقي في مكتبه المتواضع بالوزارة التي تطوقها الحواجز الخرسانية عن المشروعات التي بدأ تنفيذها والتي سيبدأ, وأيضاً التي قيد الدراسة.
اللافت أن حكومة الإقليم تقدم تسهيلات للمستثمرين قل نظيرها, تصل إلى حد منح الأراضي والإعفاء من الضرائب والجمارك, وكذلك عدم اقتطاع حكومة الاقليم أي مبلغ في حال قرر المستثمر تحويل رأس ماله أو أرباحه إلى الخارج.
سألت الوزير: ماذا بخصوص البنية التحتية وخدمات الإنترنت والكهرباء والماء الضرورية لأي مستثمر؟
فقال إن حكومة الإقليم تعمل جاهدة على توفير كل ذلك, وضرب مثلاً على معاناة السكان من عدم توفر الكهرباء بالشكل المعقول قبل حوالي خمس سنوات, وكيف أصبح الوضع الآن حيث ينعم السكان بالكهرباء لساعات طوال, وقريباً بلا انقطاع، بينما خدمات الانترنت افضل حالاً من بعض الأصقاع العربية.
كان واضحاً للعيان أن البداية في كل شيء هناك هي من الصفر وليست من حيث انتهى الآخرون نظراً للواقع الجيوسياسي الذي عاشه الاقليم على مدى عقود خلت، ومع ذلك يرى المرء في أربيل جسراً ونفقاً وشوارع فسيحة في حاجة إلى بعض عمليات التجميل المعقولة, وإشارات ضوئية غير آمرة ولا ناهية بشكل صارم كما صرامتها في مدن أخرى, حيث يتجاوزها البعض.
 
ضخ استثمارات عربية
لم يُخف الجلبي رغبته في أن يرى المستثمرين العرب يضخون أموالهم هناك، هو نفسه كرجل أعمال لا وزير, بدأ في استثمار ملايين الدولارات من أمواله الخاصة في الإقليم, وأبرز استثماراته هو مؤسسته التربوية "بيلكند" التابعة للمؤسسة الأم في أنقرة والتي أنشأها خاله إحسان دوغرمجي الذي توفي قبل أيام. في هذه المؤسسة يبدأ المنتسب اليها من روضة الاطفال حتى السنة الاخيرة من الجامعة, كل هذه الفترة تحت سقف واحد.
لم يكن الكلام كافياً, فدعانا الوزير سنان, أنا ورجل الاعمال الفلسطيني عبدالجبار عودة والموسيقي محمد يانز، وشيلان خانقاه مديرة مكتب التمثيل التجاري الكردستاني في دبي والتي نسقت لنا زيارة الاقليم, للقيام بجولة على مشروع مؤسسته التربوية والذي سيكلف 40 مليون دولار. كان الوزير واضحا جدا في شرحه عن المشروع، بكلمات معدودة قال: طلاب المدرسة هم من سيبنون مستقبل الاقليم, فعلينا الاستثمار في الانسان، ثم اسقبلنا بعد ذلك في بيته القديم والذي يقوم بتجديده.
كان حديث السيدة نوروز مدير عام الشؤون القانونية والمالية في هيئة الاستثمار متناغماً مع كلام الوزير الجلبي, لكن في مبنى الهيئة المهترئ حيث استُقبلنا. أولى الملاحظات: كيف لهيئة ستستثمر عشرات ملايين الدولارات ومبناها يناقض معناها؟ سألتُ السيدة نوروز.." المبنى الجديد والجميل سيكون جاهزاً في غضون أشهر"، أجابت ضاحكة لأن الابتسامة لا تبرح محياها.
السيدة نوروز أكدت لنا أن هيئة الاستثمار التابعة لرئاسة حكومة الإقليم لديها خطط طموحة للنهوض بالإقليم اقتصادياً وسياحياً وبدأت تنفيذ عدد ممن المشرعات على الأرض.
 
زاغروس: طموحات وتنفيذ
في اليوم الثاني من الزيارة, كنت ومن معي في ضيافة مجموعة زاغروس للاستثمار وفي مقدمهم رئيس مجلس إدارتها السيد ديلسوز شيرواني في المبنى الحديث الخاص بهم. أول أسئلته لنا بعد الترحيب, كان عن رحلتنا من دبي إلى إربيل باعتبار أنهم من يملكون الخط الجوي الذي اتخذ من اسم المجموعة اسماً له, لكن من دون أن يمتلكوا طائرة واحدة حتى الآن... لا بأس كبداية, لكنْ بلا ريب أنتم بحاجة إلى طائرة حديثة واحدة على الأقل.. أجبتُ.
لدى المجموعة خطة في امتلاك طائرات وإنشاء أسطول جوي خاص بهم, خصوصاً أن العمل في المطار الجديد يجري على قدم وساق, وهو بكلفة نصف مليار دولار وسيتم افتتاحه قريباً. كانت المفاجأة في أن الخطوط الجوية النمساوية من الخطوط الأكثر نشاطاً صوب أربيل, وكأن الأمر عائد إلى علاقات قديمة بين النمسا والأكراد نظراً لواقع الاقليم في السابق، فمثلاً يعتبر الكثير من الأكراد الرئيس النمساوي هانز فيشر صديقاً حميماً لهم.
قدم لنا ديلسوز شرحاً مقرونا بالصور, عن المجموعة وعن مخططاتها الاستثمارية في الاقليم, وهي مشروعات تتنوع ما بين السكنية, والتجارية, والمشافي والمراكز الترفيهية والفنادق وكذلك قطاع التكنولوجيا, ومشروعات أخرى, وتكلف مئات الملايين من الدولارات.
زاغروس مجموعة استثمارية تشكل أحد اضلاع مثلث استثماري ضخم, لعله متساوي الاضلاع

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced