أكدت الأمم المتحدة ومنظمتها للتربية والعلم والثقافة [اليونسكو] استعدادهما بتقديم المساعدة في حماية أهوار العراق وتراثها.
وذكر بيان للبعثة الاممية في العراق [يونامي] تلقت وكالة كل العراق [أين] نسخة منه، ان "نائب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق جورجي بوستن وممثل منظمة اليونسكو في العراق واكسل بلات زارا مؤخرا الاهوار في محافظة ذي قار استغرقت يومين الى الاهوار".
وقال المسؤول الأممي بوستن "اننا نقف على أهبة الاستعداد للمساعدة في حماية التراث الثقافي والطبيعي في الاهوار العراقية اللذين يمثلان التراث العراقي الفريد من نوعه في التنوع والتسامح".
وشملت الزيارة اجتماعاً مع زعماء المجتمع ومحافظ مدينة الجبايش الذين اعربوا عن التزامهم بالحفاظ على هذا التراث الثقافي والطبيعي المهم.
وتأتي الزيارة في الوقت الذي قدمت فيه الحكومة العراقية في الآونة الأخيرة ملف ترشيح الاهوار ومدن اور، وركاء وأريدو لادراجها على قائمة اليونسكو للتراث العالمي.
و أضاف جورجي بوستن قائلاً في هذا الصدد "لقد لعبت الاهوار تاريخياً دوراًهاماً جداً في العراق، واهنئ الحكومة العراقية على جهودها لحماية الدور الفريد لهذا النظام البيئي والمشهد الثقافي للتنمية المستدامة في العراق."
من جانبه قال ممثل منظمة اليونسكو في العراق واكسل بلات "يضم جنوب العراق بعض اوائل المراكز الحضرية في العالم، ويِعتبر الحفاظ على ما تبقى من مدن اور، وركاء وأريدو - وهي مهد ثقافة ما بين النهرين- والأراضي الرطبة الطبيعية، التي تعتبر مصدر الهام لها، مهمة بالغة الأهمية للعراق والعالم".
وتعتبر الأهوار التي تقع في جنوب العراق أرضاً رطبةً نادرةً في محيط صحراوي وتضم نظاماً بيئياً للمياه العذبة، كما توفر موئلاً للحياة البرية فيهاالعديد من انواع الطيور والأسماك
وكانت الأهوار حتى سبعينيات القرن الماضي تغطي مساحة تقارب 20 الف كيلومتر مربّع عند ملتقى نهري دجلة والفرات.
و قد تغيّرموقع الاهوار الجغرافي على مدى آلاف السنين بين الألفية الرابعة والثالثة قبل الميلاد إلى الشمال الغربي من موقعه الأصلي، مما ساهم في خلق الظروف البيئية المناسبة لازدهار بعض أوائل المراكز الحضرية في العالم مثل مدن اور، وركاء وأريدو.
وشهدت هذه المنطقة ظهور الكتابة والهندسة المعمارية الهائلة، بالإضافة إلى ظهور مجتمعات متطورة في جنوب ما بين النهرين، وهي المنطقة التي يطلق عليها اسم [مهد الحضارة]، كما تعتبر الأهوار مصدرإلهام للحضارة السومرية، والتي تركت ميراثاً هائلاً من الكتابات المسمارية.
و قد عملت اليونسكو بين عامي 2009 و 2014 - بشراكة مع برنامج الأمم المتحدة للبيئة و تمويل من الحكومة الإيطالية -على تنفيذ مشروع لدعم الحكومة العراقية في مجال تحسينالإدارة البيئية والثقافية في الأهوار، و ذلك من خلال عملية إعداد ملف لترشيح هذا الموقع لدخول قائمة التراث العالمي.
وتحظى ادارة الأهوار بأولوية في الحفاظ على النظام البيئي الطبيعي والمحافظة على سبل المعيشة المستدامة للمجتمع.