يوم مؤثر ومُعبِّر في تاريخ العراق
نشر بواسطة: Adminstrator
الأربعاء 10-03-2010
 
   
مدونة كتبها جون ويلكس، نائب رئيس البعثة بالسفارة البريطانية في بغداد - 9 مارس (آذار) 2010
بدأت الانتخابات العراقية في الساعة السابعة صباح يوم 7 مارس (آذار) على أصوات انفجارات في بغداد وضواحيها. بينما افتتحت مراكز الاقتراع في إقليم كردستان وفي الجنوب بكل سلام. كانت قوات الأمن العراقية على أهبة الاستعداد لمواجهة الإرهابيين الذين يحاولون عرقلة عملية التصويت. وأبلغنا مراقبونا في بغداد وفي أنحاء البلاد بتشديد الإجراءات الأمنية حول مراكز الاقتراع. ومع مرور ساعات الصباح بات من الواضح أن أفراد قوات الأمن  كانوا يؤدون عملا جيدا في حماية مراكز الاقتراع. توقفت الانفجارات في بغداد وغيرها من المناطق مع حلول بعد الظهر. وبدا أن عددا لا بأس به من الانفجارات في بغداد كانت باستخدام زجاجات حارقة الغرض منها الترهيب، وليس القتل أو التدمير. إلا أن بعض الهجمات أدت بالفعل إلى قتل ما يفوق 30 من العراقيين الأبرياء. لكن في النهاية لم يفلح الإرهابييون بتحقيق أهدافهم. فقد ازداد عدد العراقيين الذين خرجوا للإدلاء بأصواتهم، وخصوصا في فترة بعد الظهر بعد رفع القيود على تحركات السيارات في معظم المناطق. وأعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق بأن عدد الناخبين المقترعين بلغ 62%، وهي نسبة أعلى من المتوقع، ولأول مرة كانت تلك هي النسبة في الانتخابات العامة في جميع أنحاء البلاد وشملت جميع الطوائف.
لسوء حظي كنت أنا من كان يتعين عليه البقاء في السفارة في بغداد لمتابعة وسائل الإعلام، وجمع التقارير المرسلة من مراقبينا في جميع أنحاء البلاد، وإطلاع الوزارة في لندن على المستجدات. لكن زملائي الذين خرجوا لزيارة مراكز الاقتراع قالوا بأن الأجواء سادها العزم والاعتزاز والاحتراف العملي. لم تشهد المراكز الشعور بالنشاط والسعادة البالغة الذي ساد عام 2005، حينما كانت الديموقراطية تجربة جديدة. بل سادها شعور مماثل مشجع: إحساس العراقيين بأنهم يمتلكون العملية الانتخابية، وفهم متنام بين المواطنين بأن السبيل إلى التغيير وإعادة إعمار العراق وتحقيق حياة أفضل لجميع المواطنين يمر عبر التجربة الديموقراطية خطوة بخطوة. أحد الأمور التي تبينت من هذه الانتخابات هي أن الديموقراطية في العراق لم تعد تجربة جديدة، كما أنها ليست متأصلة بعد، بل إن جذورها تزداد عمقا ونموا. ولاحظت بأن الثقافة السياسية في العراق باتت في مرحلة البلوغ بشكل ملموس عبر هذه الحملة الانتخابية بحضور المرشحين وبرامجهم النقاشية التي جرت على نحو معقول أمام الناخبين، وخصوصا على شاشات التلفزيون. وقد أخبرني عدد من العراقيين بأنهم يودون مشاهدة المزيد من هذه الأجواء في اللقاءات وجها لوجه مع الناخبين.
كما أن هذه الانتخابات تعتبر مهمة كذلك في حرب الأفكار التي هي أساس الكثير من أعمال العنف في العراق وخارجه. ففي يوم الانتخابات بات واضحا أن العراقيين تحدوا الترهيب من الإرهابيين. والامتحان الآن هو أن يتبع الساسة في العراق الإجراءات الصحيحة الواجب اتباعها في العملية الديموقراطية، وأن يتقبل الخاسرون النتائج، وأن يؤدي التشكيل الحكومي إلى حكومة ممثلة للجميع وفعالة ونزيهة يمكنها التحرك بسرعة لإحداث تأثير إيجابي في حياة المواطنين.
توحي مؤشرات غير رسمية بأن ائتلاف دولة القانون الذي يرأسه المالكي وائتلاف العراقية الذي يرأسه علاوي حققا أفضل النتائج في المناطق العربية في العراق، كما حقق التحالف الكردستاني أفضل النتائج في المناطق الكردية، لكن علينا الانتظار حتى يوم الخميس على الأقل لأول إعلان رسمي عن النتائج الجزئية. يتحدث الكثير من العراقيين والكثير من الدبلوماسيين العاملين هنا عن احتمالات المستقبل، وسأعرض المزيد من الخواطر مع إعلان النتائج. لكننا يمكن أن نكون متأكدين من شيء واحد. هذه الانتخابات سادها التنافس وخاطبت اهتمامات الناخبين، وساعدها في ذلك تغطية إعلامية جيدة وتوعية جيدة للناخبين. وكان العنف مرفوضا بشكل واضح. وأدت قوات الأمن العراقية والمفوضية العليا المستقلة للانتخابات عملا جيدا. وكلاهما خطا خطوات جيدة خلال السنوات الأخيرة. وجميع المواطنين من كافة الأعمار والخلفيات وفي جميع أنحاء البلاد قدموا يد عون حيوية في مهمة بناء مستقبل أفضل للعراق بتحملهم لمسؤولياتهم بكل جدية للتعبير عن اختيارهم عبر صناديق الاقتراع.
وكان أكثر ما أثر في نفوس زملائي مشاهدة طاعنين في السن، غير قادرين على موازنة خطواتهم، وأميين في بعض الأحيان، وهم يستعينون بأفراد عائلتهم الأصغر سنا لمساعدتهم على الإدلاء بأصواتهم. وكما قالت سيدة كبيرة في السن عبر التلفزيون، وهي ترفع إصبعها الملون بالحبر البنفسجي بعد إدلائها بصوتها، "ربما لا أعيش لسنوات طويلة لأشهد فوائد الديموقراطية، لكني عازمة على التصويت لأجل أحفادي وأبنائهم."
كان 7 مارس (آذار) يوما مؤثرا بشكل عام، ويوم مُعبِّر في تاريخ العراق.

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced