ليس فقط يقاتلون
ليس فقط يحملون البنادق
وليس فقط يعشقون المغارات والكهوف ..
انهم الانصار الشيوعيين ، شعلة نار دائمة الاتقاد ولايخبو لها إوار ..
اولئك الذين يصنعون من مناسبات الفرح ، امطارا تروي التراب واوكسيرا ينعش الارض..
ينتزعون الحياة من غياهب الموت ومن ضفاف وحشة المكان الكبرى ، الوحشة المعجونة بقسوة خبيئة ..
مخطوفين بهيام الوطن .. يقتفون اثره ويكافحون من اجل الحفاظ على صفاء الصورة الاولى ..
صورة حمامة عشتار في منقارها غصن الزيتون الاخضر .
تتسلل ضحكاتهم من مسارب خفية لها الوان طائر القبج
ومن ارواحهم تتدفق البهجة عبر ذاكرة مكتظة بالامل وطافحة بالشوق الى اهلهم ومدنهم ..
يطلون على القمم عبر ازمنة جامدة ، ويفتشون بين اعواد القش الصفراء عن زهرة تفوح برائحة جميلة لكي يرفعوا راية حزبهم وسط هالة من بخور الامهات وزعفران البيوت ، فتتحول اغانيهم الى موجات قزحية عائمة في الافق ، ومن ارواحهم يولد الجمال والحب رغم براثن العتمة العميقة ورغم دموية الواقع ..
انهم يعرفون الدروب المفتوحة التي تمنحهم القدرة على الاستمرار وتملأ حياتهم بالعمق وتجعلها صافية وشفافة ، فتحت كل حجر قصة تتضرج وفي كل لحظة صمت طيف يفتح المسامات ..
في النوروز كما في الاعياد الاخرى تمتزج عند الانصار اضواء الشمس والماء ويتعانق الواقع والخيال فيه ، فتظهر مرآة الروح خفيفة وواثقة وطرية ، فتلك هي الحدائق السرية للانصار الشيوعيين
وتلك هي نسمة الهواء الطلق التي يلوذون بها دوما من قسوة الذاكرة
وهي نارهم النوروزية المقدسة التي جعلت اقدامهم راسخة في الجبال وصنعت فيهم وجدانا كوجدان المتصوفين ..
هؤلاء الابطال الشهداء منهم والاحياء هم مفخرة الحزب والوطن .
كتب بتأريخ : الأحد 21-03-2010
عدد القراء : 2602
عدد التعليقات : 0