الظامئون في بلادي..150 ألف مواطن من ناحية النهروان أنموذجاً
نشر بواسطة: Adminstrator
الأحد 18-04-2010
 
   
المدى
يخطئ من يظن بان الوصول الى ناحية النهروان يسير وسهل ، فالطريق اليها ينطوي على تحديات لا مناص منها ، اولها الزحام الشديد الذي يكتنف جسر ديالى البديل ، ومن ثم الانعطافات الخطيرة للطريق ذي الممر الواحد الذي شهد حوادث مرورية عديدة كما اخبرنا بعض المواطنين من سكنة حي ام البنين  ناهيك عن الورش الحرفية التي تمتد على جانبيه

فضلا عن القرى وبعض البيوت المتفرقة  المفضية الى الشارع العام المؤدي الى النهروان الذي يزخر بالورش الحرفية ومحال بيع الاعلاف فضلا عن التكسرات والتخسفات والمطبات التي تشكل عوائق لا تخلو من خطورة على اصحاب المركبات.
وبالنسبة لمشروع إنارة الشارع العام عن طريق استخدام تقنيات التوليد باشعة الشمس فقد تقدم به الفيلق الهندسي الاميريكي ونفذه احد المقاولين اشتغل لمدة يوم واحد انار به اعمدته وفي اليوم التالي انطفأ ربما الى الابد بسبب رداءة التنفيذ وفساد المقاول وبعلم منظمة اعمار المدائن برغم تحذيرات المواطنين الذين اكدوا فشل هذا المشروع ، وهناك مشروع اخر يخدم قضاء المدائن باستثناء النهروان باعتبار ان المنطقة مخدومة بمثل هذه المشاريع .
ويسترسل ابو محمد الساعدي فيقول: المشروع الثاني والفاشل ايضا هو حفر ثلاث آبار ونصب منظومات تحلية المياه  عليها خاصة بالمدارس بدأ اولا بمدرسة واحدة واثبت فشله من خلال رداءة المنظومة ومع هذا تم اكمال البئرين الاخريين  اللتين فشلتا فشلا ذريعا وها هي المدارس من دون مياه شرب وطلبتها يشكون الظمأ هذه المشاريع مولها الفيلق الهندسي الأميركي ولم تحقق الفائدة المرجوة منها، غير انهم وعدونا بمشاريع  تعويضية ونحن بانتظار تحقيق هذه الوعود وبدوري قدمت لهم مقترحا بتجهيز المدارس بخزانات ماء سعة 5000 لتر مجهزة بمضختين سيما ان النهروان تجهز بالماء على وفق نظام (المراشنة)، اذ تقوم المضخة الاولى باملاء هذا الخزان والثانية تدفع الماء للخزانات الصغيرة الموجودة في المدارس.

القسم البلدي عاجز عن اداء مهامه
لعل المرء يستشعر حال عمل القسم البلدي لناحية النهروان قبل ان يلج بوابته الرئيسة من خلال لوحة التعريف به والتي تدلت باستكانة على واجهته الامامية، بين ممراته التقينا اولا  مسؤول ادارة القسم مزهر حسين الذي قال: كنا نعمل باجور يومية، اما الان فبطريقة العقود والقسم تأسس عام 1982، طبيعة عمله تتحدد برفع النفايات بواسطة آليات القسم ومراقبة المشاريع التي تنفذ في المنطقة كالتبليط وسواه، والنفايات المتراكمة الان هي بسبب تعطل هذه الاليات لعدم توفر النثرية المالية لاصلاحها فهناك سبع منها عاطلة عن العمل وثلاث كابسات للنفايات الصالح منها اثنتان فقط  وشافطة نوع هينو هي الاخرى عاطلة عن العمل  وشفل وكريدر كلاهما لا يعملان، والمعوقات التي تحول دون تصليحها كون القسم لا يزال تابعاً من الناحية الادارية الى بلدية  ناحية الوحدة وجميع الحلول تضعها تلك البلدية وقد قدمنا اليها عدة تقارير تخص تصليح الاليات العاطلة والمتوقفة عن العمل غير ان الاجابات كانت توصي بالانتظار ريثما تتوفر التخصيصات المالية، ذلك لان القسم ليس لديه سلف تشغيلية..
مسؤول البيئة علي عبد قال: بعض اعطال هذه الاليات بسيطة مثل الشفل الذي اصيب اطاره (بالبنجر) والشفل المعار الينا من ناحية الوحدة بحاجة الى مليون دينار لتصليحه واستبدال (الكارت) وكذلك هو عطل التراكتر الذي لا يتجاوز اصلاحه مبلغ 400 الف دينار، ويشير الى ان القسم البلدي لا يستطيع استبدال مصابيحة التالفة، ولا تشجير حديقته، ولا تصليح  ماطور الماء الصغير واحيانا تجري عملية الصيانة المستلزمات  على نفقتنا الخاصة وبحدود 50 – 100 الف دينار لا اكثر.
600 مواطن يؤمون المركز الصحي الاول يوميا
في المركز الصحي الاول كان في استقبالنا الدكتور والصيدلاني احمد طرفة الذي تحدث عن الخدمات التي يقدمها المركز قائلا: يقدم المركز خدمات الرعاية الصحية الاولية للمنطقة منذ عام 1990، وقد اتسع في السنوات القليلة الماضية وتطورت امكاناته وازدادت اعداد ملاكاته الطبية والصحية وقبل ثلاث سنوات لم يكن المركز بمثل واقعه الراهن، اذ كانت الادوية غير متوفرة ونعاني من نقص واضح في الملاكات الطبية فضلا عن تردي الوضع الامني وخاصة  الطريق المؤدي الى مركز العاصمة الذي كان محفوفا بالمخاطر من خلال سيطرة العصابات الارهابية عليه، اما الان فالوضع مختلف تماما عما كان عليه، فلدينا الان 12 طبيبا متدرجا وطبيبة اخصائية واحدة وخمسة اطباء اسنان وثلاثة صيادلة واعد هذا قفزة نوعية في عمل المركز والدليل ان المركز يستقبل ما يربو على 600 - 750 مراجع يوميا بين رعاية وخدمات صحية، والاهم من هذا كله وبحسب توجيهات المفتش العام فان المركز خافر وبتعبير اخر فان المركز يقدم خدماته للمواطنين على امتداد ال 24 ساعة وحتى صالة الولادة.
وعن المعوقات التي تعترض عمل المركز قال: كما اسلفت فان المركز انشئ عام 1990 ولم يكن تعداد نفوس المنطقة بهذا العدد الكبير فهو لم يتجاوز عشرة الاف نسمة وما زال على وضعه السابق ومن هذا التصور فان استحقاق المنطقة الصحي ينطوى على بناء مستشفى، وبحسب علمي فان محافظة بغداد قد وضعت تصاميم لبناء ثلاثة مستشفيات موزعة على مناطق البياع والشعب والنهروان وصار الاتفاق على ان تخصص منطقة التقاطع في مدخل الناحية كموقع لهذا المستشفي الذي سيتسع لمائتي سرير. وعن الامراض الشائعة في المنطقة قال: مما لا شك فيه أن النهروان تعد من المناطق الفقيرة ونسبة كبيرة من المواطنين فيها هم من العمال والكسبة وكذلك منطقة المعامل التابعة لها وتبعد عنها بحدود عشرة كيلومترات وملحقة بها المجمعات الصناعية والحرفية واغلب العاملين فيها هم نازحون من المحافظات الاخرى وقطعا ستظهر فيها امراض مثل جدري الماء (ابو خريان) والتدرن والتايفوئيد او الكوليرا بسبب تدنى مستوى النظافة وشحة المياه ، وهناك فروقات في درجات الوعي بين مواطني الاحياء السكنية الراقية والفقيرة، ومع ذلك فهذا لا يعني بان هذه الامراض لا تظهر في المناطق الاخرى مثل مدينة الصدر او جسر ديالى او الزعفرانية وحتى في اقليم كردستان، ونحن لدينا لجان توعية واخرى للامراض الانتقالية وثالثة لمراقبة التلوث، فالاستجابة السريعة تعني ان يشك الطبيب المعالج للمريض بانه وعلى سبيل المثال مصاب بجدري الماء او التدرن الذي يجري الكشف عنه بسلسلة من الفحوصات الطبية تبدأ بمعهد التدرن المجاور للطب العدلي وبعد التأكد من اصابته بهذا الميكروب سيحال الينا من المعهد بموجب كتاب رسمي فنعالجه لمدة عام كامل. ويلمح الدكتور احمد الى ان ملاكات المركز مستنفرة دوما لتقديم افضل الخدمات الصحية لابناء المنطقة، وعن معدل الولادات في المنطقة اوضح الدكتور بانه لا يتجاوز الولادتين في الشهر الواحد، وان كل اطباء المركز ليسوا من ابناء المنطقة باستثناء الكادر الوسطي الذي اغلبه من سكان الناحية، ويضيف: لدينا ثلاث سيارات اسعاف مجهزة بمعدات الاسعافات الاولية، وبما ان المنطقة شبه صحراوية فتكثر فيها العقارب والافاعي والحشرات السمية لذا فقد زود المركز بالمصول واللقاحات المضادة للدغات العقارب والافاعي معادل للسمية، ومن المؤمل توسيع المركز من خلال بناء طابق ثان.

احاديث من داخل المجلس المحلي
محطتنا الاخيرة كانت في مقر المجلس المحلي ولقاؤنا عضو لجنة التطوير والاعمار المهندس حسن هادي الذي قال: الخدمة المهمة التي يحتاجها مواطنو ناحية النهروان هي منظومة مياه الشرب المفقودة منذ تأسيس الناحية وحتى هذه اللحظة، المجلس البلدي ومديرية الناحية ومنذ تأسيسهما يبذلان جهودا مضنية من اجل تحقيق امنية الجميع في انشاء مشروع لمياه الشرب وانقاذ ابناء المنطقة من الظمأ الذي يعانون منه غير ان جميع الجهود لم تثمر عن حل جذري لهذه الازمة المستمرة، تقدمنا بعدة مقترحات الى مجلس محافظة بغداد السابق واللاحق، فتم وبدأ من عام 2007  تنفيذ اربعة مشاريع خاصة بمياه الشرب منها ما تم تنفيذه والاخرى لا يزال العمل بها مستمرا وفي طور الانجاز، وانا شخصيا التقيت بوزير البلديات والاشغال وبحضور محافظ بغداد انذاك حسين الطحان وطرحت عليهما موضوع مياه الشرب وكذلك في اجتماعات مجلس المحافظة واجتماعات اخرى في دائرة ماء النهروان كل هذا تمخض عن الاربعة مشاريع التي ذكرتها آنفا، مستوى تنفيذ هذه المشاريع لم يكن بالمستوى المطلوب بسبب رداءة المقاولين الذين تسببوا في مشكلات عديدة منها الادعاء الحاضر بتأخر دفع  السلف لهم من قبل المحافظة ومن جانبنا كنا نخاطب مجلس المحافظة عن طريق  مجلس القضاء بغية حل مثل هذه المشكلات من اجل الاسراع في انجاز هذه المشاريع المهمة في حياة الناس، ولا ننكر بان بعض تلك المشكلات كان سببها الفساد الاداري والمالي ويتساءل: هل حققت هذه المشاريع ما كان يصبو اليه ابناء النهروان؟ نعم، فالضخ كان بحدود 1000 متر مكعب في الساعة والمشروع الذي اقترحناه والذي هو جزء من مشروع الوحدة ضاعف الضخ ليصل الى 2800 متر مكعب في الساعة، وفي منطقة التقاطع كانت هناك محطة تقوية الضخ على اعتبار ان المسافة طويلة بين الوحدة والنهروان يتم فيها تجميع المياه في خزانات عملاقة ومن ثم يجري اعادة ضخها الى المدينة والمسافة بين نهر الوحدة الاروائي ومنطقة التقاطع تبلغ 22 كيلو مترا، وهناك خطان ناقلان للماء الاول بقطر 600 ملم واخر بقطر 300 ملم والذي لا يزال عاطلا حتى هذه اللحظة نتيجة الانسدادات التي تعرض لها ما اضطرنا الى مد خط بديل بقطر 500 ملم، وفي منطقة التقاطع توجد تسعة مجمعات ماء طاقة كل منها 200 متر مكعب في الساعة وهذا يعني ان الضخ يبلغ 1800 متر مكعب في الساعة غير ان التجاوزات على هذه الخطوط من قبل مواطني القرى الواقعة على جانبي الطريق العام وكذلك المزارعين تسهم في شحة المياه وعدم وصولها الى هذه المجمعات.

النهر المبطن هو الحل
ويسترسل المهندس حسن فيقول: صحيح ان جزءاً من أزمة المياه تمت معالجته غير ان الماء لا يصل الى المواطن الا عبر نظام (المراشنة) بمعنى ان المشكلة برمتها ما تزال قائمة فقدمنا مقترحا يتم بموجبه حفر نهر مبطن وهو مشروع استراتيجي يحيي المنطقة باسرها وينقذ المواطنين من ظمأ لا يزال حتى هذه اللحظة مزمنا.
بعد ذلك سألنا مدير الناحية المهندس فرحان علي عن تعويضات العوائل المتضررة من الاعمال الارهابية فقال: نحن الان قدمنا اسماء الوجبة العاشرة من هذه العوائل اذ تم رفع مستوى التعويض من مليونين ونصف المليون دينار الى اربعة ملايين دينار، وكذلك قامت لجنة تقييم الاضرار في الابنية والمنازل بتحديد حجم هذه الاضرار بغية تقديم مبالغ التعويضات واضاف: مستمرون حتى هذه اللحظة بتسهيل مهام اللجان وكذلك المواطنون المتضررون مبدين لهم كل ما من شأنه ان يخفف معاناتهم ومكابداتهم.

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced