طريق الشعب
لا نظن ان العراق مر بظروف بلغت فيه مستويات البطالة ما بلغته في مثل هذه الظروف، التي نعيشها الآن.
ابداً لم تبلغ البطالة فيه هذه النسبة العالية جداً في أسوأ مراحل تأريخه الطويل.
ونحن نعود الى معالجة قضية البطالة لأنها الموضوع الذي يشغل العراقيين الآن وهو مدار حديثهم اليومي في مواقع العمل والبيوت والمقاهي والشوارع و(الكيات ) وفي كل مكان.
والمفارقة المؤلمة جداً أن مكاتب عمل في بلدان عالمية تتهيأ لمواجهة ازدحام العاطلين امامها أملاً في حصولهم على فرصة عمل في العراق نتيجة صدور قانون الاستثمار الاجنبي وتعديلاته والعديد من القوانين الاقتصادية بضمنها قانون النفط والغاز وغيرها، في حين ان أبناء البلد عاطلون يقضون أوقاتهم في المقاهي او المساطر ولا يجدون ما يسدون رمق عوائلهم واطفالهم.
ليس من المعقول ان يكون أبناء البلد في المراتب الاخيرة من الحصول على عمل ويتقدم عليهم في بلدهم غرباء عن البلد.
واذا كانت بلدان العالم تعالج البطالة بدفع العاطلين عن العمل فيها الى العراق.. فالى أين يذهب العراقيون ؟ وهل هناك اولى من ابناء العراق يعملون فيه لأنه بلدهم؟.
لنفكر جدياً بما ستخلفه هذه البطالة المستشرية في العراق ونتائجها قبل ان نفكر بوضع الحلول لها. وقولوا لنا ماذا يفعل رجل يتضور أطفاله جوعاً امامه ولا يجد ما يطعمهم بعد ان كان يكدح ويجلب لهم الطعام والملابس ويوفر لهم ظروف حياة معقولة؟
اذا اردنا ان نبني عراقاً مزدهراً مستقراً فأن علينا أن نقضي على البطالة اولاً ونوفر العيش الكريم للعراقيين بتشغيلهم في المشاريع التي خطط لها ان تقام في بلدهم.. لا باستيراد الأيدي العاملة من خارج العراق.
كان العراقيون يأملون انهم عندما سيتخلصون من نظام دكتاتوري مستبد جثم على صدورهم عقوداً طويلة من الزمان ستتحسن ظروفهم المعيشية فأذاهم يقعون فريسة للبطالة.. فأصابهم الاحباط وخيبة الأمل.
فماذا يفعل أنسان محبط خائب الامل؟
فكروا معنا وستصلون الى النتيجة المؤلمة..
مرات القراءة: 2290 - التعليقات: 0
نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ،
يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث
المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ