مصادر لـ«العالم»: واشنطن ترعى حوارات سرية بين المالكي وعلاوي-الأخبار

مصادر لـ«العالم»: واشنطن ترعى حوارات سرية بين المالكي وعلاوي

	نشر بواسطة: Adminstrator
	الأحد 18-04-2010

بغداد - العالم
قالت مصادر مطلعة في بغداد امس السبت، ان واشنطن بدأت ترعى حوارات غير معلنة، بين كتلتي "العراقية" و"دولة القانون" مستفيدة من تلكؤ محادثات الاندماج بين قائمة نوري المالكي والائتلاف الوطني الذي يضم المجلس الاعلى والتيار الصدري.
وفي تصريح لـ"العالم" اكدت المصادر التي طلبت عدم كشف هويتها، ان الجانب الاميركي الذي لم يحاول بشكل علني التأثير على المداولات التي تجري بين مختلف الكتل لتشكيل الحكومة المقبلة، أوضح لكل من المالكي وغريمه الابرز اياد علاوي، ان واشنطن يمكنها ان تدعم حكومة تشكلها اكبر كتلتين فازتا في الانتخابات، اي العراقية ودولة القانون.
وتابعت المصادر ان واشنطن تعتقد ان سيناريو تعاون من هذا القبيل من شأنه "تحجيم التدخلات المضرة التي تقوم بها ايران وأطراف اخرى، لإعادة الاعتبار لكتل سياسية صغيرة تراجعت حظوظها في الانتخابات ويراد لها ان تعود مؤثرة في مفاوضات تشكيل الحكومة".
وتقول المصادر ايضا ان لقاءات عدة تمت بين ممثلين للكتلتين "في بغداد ومدن اخرى، لكن المالكي فضل ان تبقى سرية حتى التوصل الى تفاهم واضح".
وتتابع المصادر ان ما يشجع المالكي على القيام بخطوة كهذه هو "مخاوفه من الائتلاف الوطني وخصوصا التيار الصدري الذي يتوعد بفتح ملفات عديدة تتعلق بالحكومة المنتهية ولايتها، ما يجعل المالكي بحاجة الى توطيد علاقته بالأغلبية البرلمانية والجانب الاميركي".
وتؤكد المصادر ان الكتلة العراقية تريد الذهاب الى الحوارات مع المحافظة على استحقاقاتها التي حصلت عليها خلال الانتخابات الاخيرة، دون فرض شروط مسبقة من قبيل أي طرف، لافتة الى ان "الاتفاق المرتقب ريما سيفضي الى تحديد المناصب السيادية، حيث من الممكن ان يتم الاتفاق على ان يذهب منصب رئاسة الجمهورية الى المالكي ورئاسة الحكومة الى علاوي، اما منصب رئاسة البرلمان فيحتمل ان يذهب اما الى الائتلاف الوطني او للاكراد".
وحول رد فعل الاكراد المتوقع من سيناريو كهذا، قالت المصادر "ان الاكراد سوف لن يحددوا موقفهم ما لم تحدد الكتل الاخرى شكل تحالفاتها المقبلة".
وعد المصدر الاكراد "الورقة الاميركية التي ستضغط من خلالها على الاطراف السياسية في العراق خلال المرحلة المقبلة".
وزادت المصادر ان الباب سيبقى مفتوحاً امام الائتلاف الوطني لكن بشروط المكون الكبير المرتقب (العراقية ودولة القانون).
وتجري المداولات الحالية في ظل شعور جميع الكتل بضرورة عدم الدفع باتجاه تدهور الوضع الامني خاصة وان البعض يهدد بان الامن سينزلق، ويهدد آخرون بأنه سينهار فيما اذا تم استبعاد هذا الطرف او ذاك.
ولم يتسن الحصول على تعليق من دولة القانون بهذا الشأن.
لكن المعلومات الواردة من طهران والمتداولة في بغداد تفيد بتلكؤ مشروع اندماج المالكي مع الائتلاف الوطني بسبب شروط وصفت بالصعبة وضعها زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر على المالكي وحكومته، وأن الصدر اختلف مع طهران نفسها بهذا الشأن. ويقول هؤلاء ان الايرانيين يحاولون في هذه الاثناء "كسب وقت مع المالكي، كي لا يلجأ الى فتح مفاوضات مع القائمة العراقية بزعامة اياد علاوي بعد اليأس من الشيعة". كما يعربون عن اعتقادهم بأن طهران تحاول "اختبار نوايا القائمة العراقية، ودراسة مجموعة رسائل حول سيناريوهات الموازنة بين دور طهران ودور الرياض التي صار لديها اصدقاء كبار في العملية السياسية بعد فوز علاوي".
من جهته قال جمال البطيخ القيادي في القائمة العراقية ان كتلته "تتمنى ان تكون هناك حوارات جادة ومثمرة مع دولة القانون بأي اتجاه سارت الامور طالما انها تهدف لبناء شراكة" لكنه نفى علمه بحصول حوارات "جادة" بين الطرفين.
ويقول البطيخ في تصريح لـ"العالم" ان هناك "محاولات من الطرفين للتمهيد للقاء بين علاوي والمالكي، وليس هناك اي تحفظ من العراقية الا ان هناك بضعة عوائق يجب ان تزال".
ويوضح ان "اعتراضات المالكي على الفهم السابق للكتلة الاكبر وموضوع من يترأس الحكومة، جعلت المداولات بين الكتلتين تتأخر، وننتظر حسم هذه القضايا".
ويعتقد البطيخ ان الناخبين "صوتوا لمن يريدونه رئيس حكومة، فاختاروا كلا من المالكي وعلاوي، وبالتالي فإن على الشخصين الفائزين ان يتحاورا بهذا الشأن استجابة لرأي اغلبية الناخبين".
وهو يرى ان التلكؤ الحالي والتعقيد المتزايد لمداولات الكتل سببه "اهمال الوضع الدستوري الطبيعي، فالمالكي هو الذي عقد الامور بعد ان بحث عن تفسير جديد للدستور بشأن من يشكل الحكومة، ولولا هذا لسارات الامور على نحو طبيعي وبشكل اكثر سهولة".
من جهتها قالت القائمة العراقية في بيان تسلمت "العالم" نسخة منه امس انها "تثمن المواقف الوطنية للرئيس جلال طالباني قبل وبعد عام 2003، ودوره المميز في تعزيز الاستقرار في العراق، وعلى العلاقات التأريخية التي تجمعه مع قيادات العراقية" الا انها وصفت تصريحاته بشأن اندماج الائتلافين الشيعيين بـ"غير الموفقة".