المعارضة في العراق تتأرجح بين "رعب" السياسيين من فقدان السلطة وعدم إمكانية التطبيق
نشر بواسطة: Adminstrator
الأحد 18-04-2010
 
   
السومرية نيوز/ بغداد/ السليمانية
يشدد سياسيون عراقيون ينتمون إلى قوائم كبيرة فازت بمقاعد في البرلمان بالانتخابات الأخيرة، على ضرورة وجود معارضة برلمانية قوية تعمل على مراقبة أداء الحكومة والتصدي للفساد، في وقت يرفضون قبول قوائمهم تولي تلك المهمة، ويربطونها بانعدام الثقة بين الكيانات، وغياب الاستقلالية السياسية والقضائية والقانونية.

وضع العراق خاص ولا رغبة جدية بالدخول في معارضة
ويرى المتحدث باسم قائمة "دولة القانون" حاجم الحسني انه "لا توجد جدية عند الكتل السياسية بدخول صفوف المعارضة في هذه المرحلة"، مضيفاً أن "الديمقراطية تقوم على وجود الحكومة والمعارضة، لكن وضع العراق خاص ما يجعلنا لا نتمكن من تطبيق هذا الأمر".
ويضيف الحسني في حديث لـ"السومرية نيوز"، أن "نتائج الانتخابات جعلت وجود جهة معارضة أمراً غير ممكن لأن ذلك يعني وجود مكون كامل من مكونات الشعب العراقي في صفوف المعارضة"، مبيناً أنه "يأمل أن يجتاز العراقيون هذا الأمر في الانتخابات المقبلة".
ويؤكد المتحدث باسم الائتلاف الذي يتزعمه رئيس الحكومة المنتهية نوري المالكي أن "الظرف الحالي يحتم عدم وجود معارضة، لأن الكل يعتقد أن وجوده في الحكومة قضية أساسية، وهذه مسائل لابد أن نأخذها بنظر الاعتبار".
واستدرك الحسني بالقول "لكن هذا لا يعني عدم وجود معارضة داخل البرلمان"، مشيراً إلى أن "حصول اختلاف بين الكتل سيخلق نوعاً من المعارضة الضمنية داخل البرلمان"حسب قوله.

العراق لم يجرب المعارضة ونتوقع المزيد من الفساد
من جانبه، يرى البرلماني السابق عن كتلة التحالف الكردستاني سعدي البرزنجي، أن "العراق لم يجرب المعارضة الحقيقية وأن ادعاء أي جهة بكونها معارضة هو مجرد تصريحات إعلامية"، حسب قوله.
ويعتقد البرزنجي في حديث لـ" السومرية نيوز"، بأنه "وفي حال استقرت الأمور وأصبح الدستور محترماً من قبل الجميع وحلت المشاكل العقدية، فمن الممكن أن تكون هناك أكثرية ومعارضة"، مشيراً إلى أنه في "بلد مثل العراق وفي ظل أوضاع غير مستقرة وانعدام الثقة بين المكونات، نحتاج إلى مشاركة الجميع في العملية السياسية".
ويؤكد البرلماني الكردي السابق على "وجوب وجود معارضة لمراقبة الحكومة، فنحن لا نريد استمرار تعطل الرقابة على الحكومة كما كان في السابق"، مبيناً انه "وفي ظل وجود عدم معارضة لابد أن نتوقع المزيد من الفساد في مؤسسات الدولة ووزاراتها".

المعارضة تأتي مع استقلالية الدولة والقضاء
بدوره، يرى عضو القائمة العراقية أسامة النجيفي أن "المعارضة تكون فعالة في حال كانت هناك مؤسسات دولة وقضاء مستقل وسلطات تنفيذية تحترم القانون وتلتزم بالدستور وهذا أمر ليس موجوداً بالعراق في الوقت الحاضر"حسب رأيه.
ويعتقد النجيفي في حديث لـ"السومرية نيوز"، أن "المعارضة لن تكون ذات جدوى في العراق إلا بعد أن تتغير أساليب التعامل السياسي والقضائي والقانوني".
ويتابع النجيفي "لابد أن نعالج هذا الخلل، فلا توجد ديمقراطية بدون وجود معارضة"، مشيراً إلى "إمكانية حصول إخفاقات حكومية وتمادي السلطة التنفيذية وضياع حقوق كثيرة"، لذلك "لا بد من معالجة لهذه الإشكالية".
ويدافع قيادي القائمة بقوله "إن تمسك العراقية بالسلطة التنفيذية لان استحقاقها يقول هكذا وقضية دفعنا الى المعارضة لن تحدث"،  لأن المعارضة "ستكون غير مجدية وتؤدي لضياع حقوق الناخبين".

"الغيير" أول معارضة حقيقية وكردستان تختلف عن بغداد
ويؤكد البرلماني عن حركة التغيير عبد الله نوري أن حركته أوجدت بالفعل وبشكل عملي المعارضة في إقليم كردستان، بعدما كانت الحكومة بلا معارضة طيلة الـ17 سنة الماضية من عمر الحكومة.
ويعتبر نوري في حديث لـ"السومرية نيوز" أن "حركة التغيير أوجدت معارضة حقيقية في الاقليم لأنها تملك رؤية خاصة بها وتختلف في الكثير من النقاط مع الحكومة"، مشيراً إلى أن "واقع إقليم كردستان ساعد ومهد لولادة هذه المعارضة".
ويستبعد نوري أن "يكون نموذج حركة التغيير قابلاً للتطبيق في بغداد في الفترة الحالية، لعوامل تتعلق بالواقع السياسي والاجتماعي وغير ذلك"، مبيناً أن "الإقليم لا يحمل ذلك التنوع القومي والمذهبي الذي يعيق ولادة المعارضة، حيث الغالبية المطلقة من السكان من قومية واحدة وحتى ينتمون لمذهب واحد، كما ولا تغيب الثقة بين المكونات كافة كما في الحالة العراقية".
ويرى عضو التغيير أن "المذاهب والقوميات في العراق تخاف بعضها بعضاً ولا تثق ببعضها والخوف يكون أكبر في حال كان احدها بالسلطة والآخر خارجها وهذا يعيق وجود المعارضة"، معربا عن اعتقاده أن "معارضة ببغداد قد تتحقق على المدى البعيد لكن ليس الآن".

عدم وجود معارضة سيخلق وضعا أعرجا
ويقول استاذ العلوم السياسية بجامعة السليمانية الناصر دريد إن "عدم وجود معارضة في أي مكان ليس بالظاهرة الصحية، كون ذلك سيؤدي إلى خلق وضع أعرج، لأن اي نظام ديمقراطي لا بد أن يقوم على دعامتين هما السلطة والمعارضة".
ويوضح دريد في حديث لـ"السومرية نيوز" أن "عدم وجود المعارضة معناه عدم وجود من يحاسب، ويسأل عن الشفافية ويطرح البديل للمواطنين في حال فشل الحكومة وتعثر خططها وبرامجها".
ويلفت دريد إلى أن "القوى الموجودة على الساحة العراقية الآن ترتعب من فقدان السلطة ولا تريد أن تتحول للمعارضة، لأن ذلك سيؤدي إلى اندثارها وتراجع نفوذها".
ويخلص المحلل السياسي إلى القول إن "مشكلة العراق بهذا الموضوع ذاتية"، موضحا أن "النظام الانتخابي العراقي لا يتيح خلق قوى للحكم وأخرى للمعارضة، لذا نرى بأن ما يؤسس من حكومات هي ائتلافية توحدها مصلحة الحكم

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced