سحابة الرماد تجثم على اوروبا وتكبد اقتصادها خسائر فادحة
نشر بواسطة: Adminstrator
الأحد 18-04-2010
 
   
الصورة في بريطانيا قاتمة، كما هو حال أوروبا، فسحابة الرماد البركاني الآتية من آيسلندا لاتزال تجلس عاليا فوق البلاد مستفيدة من غياب الرياح التي يمكن ان تبددها ومجبرة الطائرات بالتالي على الاحتماء بأمان الأرض. وبرغم أن ثمة أحاديث عن احتمال فتح الجو أمام بعض السفريات فجر امس الأحد،

فهذا يظل من باب التمني لا أكثر.يقول الباحث صلاح احمد انه إذا افترضنا جدلا أن الستار قد أسدل على أزمة العاصفة البركانية في هذه اللحظة، فإن الخسائر التي منيت بها شركات الطيران على وجه الخصوص فادحة حقا وتبلغ فوق المليار جنيه (1.53 مليار دولار) تبعا للتقديرات المحافظة. وهناك بالطبع صفوف المسافرين التي تراصت (حوالي 6 ملايين مسافر عبر مختلف مطارات أوروبا وخاصة في دولها الشمالية) وسيحتاج أمر إعادة المياه الى مجاريها في ما يتعلق بهم الى أيام.لكن هذا نفسه لا يشكّل سوى البداية. فعلى صعيد انقشاع السحابة نهائيا تتحدث تقديرات الخبراء والمشتغلين بالأرصاد الجوية عن أيام، تبعا للمتفائلة، وربما أسبوع أو اثنين تبعا للمحافظة... ولكن ربما ما بين ستة أشهر و18 شهرا تبعا لأكثرها تشاؤما.
سماء صافية ..انها خدعة
بعض البريطانيين في حيرة لأن البلاد، على غير المعتاد، تتمتع بسماء صافية في هذه الأيام... أو هكذا يبدو للعيان. لكن الواقع هو ان الرؤية ليست هي المشكلة الأولى وإنما طبيعة الرماد البركاني نفسه. فهو يحمل في مكوناته مواد كيماوية آكلة لمعادن أجسام الطائرات إضافة الى جزيئات دقيقة من الرمل والزجاج كفيلة بتعطيل محركاتها في التو واللحظة.
يذكر ان طائرة تابعة لشركة الخطوط الجوية البريطانية طارت عبر سحابة بركانية في العام 1982 أصيبت فورا بتعطل محركاتها الأربعة على أن قبطانها الماهر تمكن من الهبوط بها في سلام.
وأدى هذا الوضع الجديد - الذي يمتد تأثيره ليشمل العديد من القطاعات الأخرى ذات الصلة مثل السياحة والفنادق والأهم من ذلك حركة الاستيراد والتصدير - لانخفاض مؤشر الفاينانشيال تايمز 27 نقطة الى مستوى 5797 في معاملات السبت. وكانت شركة «بريتيش ايرويز» للطيران أكبر المتضررين إذ هبطت أسهمها بواقع جنيهين و38 بنسا مع بدء التعامل في أسواق الأسهم.
وبريطانيا (ومعها آيرلندا بالضرورة) ليست هي الوحيدة التي تختنق بالسحابة البركانية. فقد أعلنت آيسلندا نفسها إضافة الى بلجيكا والدنمارك والسويد وفنلندا وهولندا والنرويج إغلاق مجالاتها الجوية. ولاحقا انضمت اوكرانيا وروسيا البيضاء (بيلاروس) الى هذه القائمة، وأغلقت المانيا معظم مطاراتها. وحتى روسيا أعلنت أنها تعاني من المشكلة - وإن كان بقدر أقل من هذه الدول - فأغلقت بعض مطاراتها فترات مختلفة من الوقت، وحدث الأمر نفسه في شمال ايطاليا المفترض نظريا ان تكون بعيدة عن مسار السحابة.
الطيران يخسر .. النقل البري يربح
وكان إغلاق المجال الجوي البريطاني تحديدا وخسائر شركات طيرانها مثل بريتيش ايرويز وفيرجين وإيزي جيت وريانير وغيرها يصبّان أرباحا هائلة في خزانة يورو ستار، صاحبة القطارات السريعة التي تربط بريطانيا بأوروبا عبر فرنسا بالنفق الطويل تحت المانش أوالقنال الانكليزي، والى حد ما في خزانة شركات العَبّارات البحرية. فقد أصبحت تلك القطارات (والعبّارات لغير الذين في عجلة من أمرهم) هي الوسيلة الوحيدة للانتقال من بريطانيا وأوروبا والعكس.ونتيجة لهذا الحال، تدافع آلاف المسافرين لانتهاز هذه الفرصة بحيث وجدت يورو ستار أنها عاجزة عن الإيفاء بكل الطلب، ولذا فقد وجهت نصائحها الى الركاب بالعزوف عن الحضور الى محطاتها الرئيسية في لندن وباريس وبروكسيل الا إذا كانت لديهم تذاكر السفر. وقاد هذا بدوره للمرة الأولى منذ مولد الشركة الى تداول التذاكر في السوق السوداء بأسعار باهظة.وبحسب الكاتب صلاح احمد فانه ، ووسط كل هذا الجو الكئيب، فإن النظرة المتأنية والتفكير الهادى يكشف عن أن استمرار إغلاق المجال الجوي البريطاني، وإن كان كارثة على شركات الطيران، فهو لا ينطبق بالضرورة على المجالات الأخرى بكل ذلك القدر، في الأقل تبعا لمواقع الاقتصاد والمال الإلكترونية، فقد دفع بعض الخبراء الماليين الذي يدلون بمختلف آرائهم في الموضوع بأن القطاع السياحي على سبيل المثال، سيبقى كما هو. فكما أن بريطانيا لا تستطيع استقبال المزيد من السيّاح، فهي لن تفقد اولئك الموجودين على أراضيها بسبب انهم مغادرين عن العودة الى بلادهم. ووجود هؤلاء السياح في بريطانيا - وإن كانوا مرغمين - يعني أن الفنادق والمطاعم والمقاهي والمتاجر وأماكن الترفيه ستظل في خدمتهم وجباية الأموال من جيوبهم. وحتى لو كان هذا بقدر أقل، فهو في الأقل يعوّض عن بعض الخسائر في هذا الوضع غير المألوف.
انقاذ التكنلوجيا
الشركات التي تعتمد على أعمالها الأجنبية لن تتأثر بشكل كبير أيضا، والشكر هنا للتكنولوجيا الحديثة التي تتيح للاجتماعات والمؤتمرات أن تعقد من خلال وسائل الاتصال الإلكتروني مثل «سكايب» و»ماسينجر» وغيرها.وحتى في مجال التجارة الدولية فإن العجز عن التصدير يوازنه العجز عن الاستيراد، أي أن الخسائر في المبيعات تعوض عنها المكاسب في توقف المشتريات. هذا، طبعا، باستثناء الصادرات والواردات الهالكة كالأطعمة على سبيل المثال.لكن كل هذا بالطبع وضع غير طبيعي والشركات لا تحسب الأمور بهذه البساطة، ولذا فإن الخسارة الهائلة الحقيقية تكمن في توقف عجلة التجارة على هذا النحو. وقطعا فإن الاقتصاد البريطاني، الذي ذاق الأمرين خلال العامين المنصرمين جراء سحابة الأزمة المالية العالمية، ليس بحاجة الى أي سحابة أخرى تجثم على صدره مثلما يحدث الآن.
تقطع السبل بالمسافرين
وحذر خبراء الطيران من استمرار اغلاق كبرى مطارات أوروبا مع تحرك سحابة الرماد البركاني الاتية من أيسلندا جنوبا وشرقا عبر القارة الاوروبية.وقد تقطعت السبل بملايين الركاب في أوروبا بعد الغاء نحو 16 الف رحلة جوية.وكانت بريطانيا وايرلندا أعادتا فرض الحظر الجوي وحذرتا من « ازدياد سوء» الاحوال الجوية خلال يوم امس الأحد.يذكر أن خسائر شركات الطيران تبلغ حوالي 130 مليون استرليني ( 200 مليون دولار) يوميا في اطار تعليق الرحلات الجوية غير المسبوق في تاريخ الطيران المدني.وتقول هيئة مراقبة الملاحة الجوية في بريطانيا « التوقعات الحالية تشير الى تفاقم الوضع. وكانت بريطانيا مددت الحظر على الرحلات المدنية حتى الواحدة صباح امس بتوقيت غرينتش.أشارت المنظمة الدولية لأمن الملاحة الجوية في أوروبا يوروكنترول والتي تضم 38 دولة الى تحرك سحب الرماد البركاني باتجاه الشرق والجنوب الشرقي وحذرت من « حدوث ارتباك كبير» في حركة الطيران.وكانت العديد من الدول وشركات الطيران قد أوقفت رحلاتها الجوية وسط مخاوف من أن يتسبب الرماد، وهو مزيج من جزيئات الزجاج، والرمال، والصخور، في تعطيل محركات الطائرات.يذكر أن حوالي ثلثي الرحلات اليومية البالغ عددها 28 الفا في المنطقة المتأثرة بالسحب البركانية قد الغيت يوم الجمعة بينما تم وقف نصف الرحلات المعتادة بين أوروبا وأمريكا الشمالية.
ارباك وفوضى
وكانت حالة من الارتباك والفوضى قد أثرت على مئات الالاف من المسافرين منذ ثورة بركان أيسلندا يوم الاربعاء الماضي وهي المرة الثانية التي يثور فيها البركان خلال شهر.ويقول تومي جودمندسن، عالم الجيولوجيا بجامعة أيسلندا إن نشاط البركان تزايد مما أدى الى ارتفاع سحابة من الرماد البركاني على ارتفاع 8.5 كيلومترات في الهواء.وأضاف جودمندسن في حديث لوكالة أسوشيتدبرس إن العلماء سيتمكنون من التحليق فوق البركان للمرة الاولى لتقييم كمية الجليد التي ذابت وذلك بعد انقشاع الرياح.وقد أثر الحظر الجوي على كبرى المطارات الاوروبية من بينها هيثرو وفرانكفورت وشارل دو جول.ومن جانبها أعلنت ألمانيا اغلاق جميع مطاراتها الجوية البالغ عددها 16 مطارا يوم السبت كما ألغت خطوط الطيران الالمانية لوفتهانزا جميع رحلاتها الجوية حتى الثامنة مساءا بتوقيت غرينتش.وقال متحدث باسم لوفتهانزا « لم نشهد وضعا كهذا من قبل» . وقد تدفق المسافرون في شمال أوروبا على محطات القطارات والبواخر والعربات.وتقول شركة القطار الاوروبي السريع اليوروستار إنها لم تشهد هذا العدد من الركاب في يوم واحد من قبل مشيرة الى أن جميع الرحلات محجوزة بالكامل حتى اليوم الاثنين.وكانت المستشارة الالمانية أنجيلا ميركل قد اضطرت الى الهبوط في البرتغال في رحلة عودتها قادمة من الولايات المتحدة بينما تسبب الحظر الجوي في الغاء أولى رحلات الخطوط الجوية العراقية من العاصمة العراقية بغداد الى بريطانيا. يذكر أن حالة الارتباك الجوي قد امتدت الى القارة الاسيوية حيث ألغيت عشرات الرحلات الاوروبية من أستراليا والهند والصين واليابان وسنغافورة.على صعيد آخر قال مسؤولو الصحة في بريطانيا إن تأثير الرماد البركاني على الاشخاص الذين يعانون من أمراض في الجهاز التنفسي « سيكون قصير الاجل في أغلب الظن».وكان آخر ثوران لبركان أيسلندا قد وقع في 20 آذار. وقد سبق أن اندلع البركان تحت الجليد في عام 1821 واستمر لمدة عامين.وتقع أيسلندا على مرتفع وسط المحيط الأطلسي، وهي منطقة حدودية بين أمريكا الشمالية وأوروبا.

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced