حب فتاة يدفع لصا عراقيا إلى البحث عن عمل شريف
نشر بواسطة: Adminstrator
الأربعاء 28-04-2010
 
   
شينخوا)
لم يتبادر إلى ذهن لص عراقي يوما أن يقع في شباك الحب والغرام ليعلن توبته الابدية أمام العشرات من أقاربه قبيل عقد قرانه، ويبدأ فى البحث عن عمل شريف، على الرغم من أن قبضة العدالة نالت منه ثلاث مرات وقضى سنوات عدة في السجون لكنها لم تفلح في اصلاح منهاج حياته.
وقال ادهام الراشدي أو ما يعرف "علي بابا العراقي" البالغ من العمر (34 عاما) لوكالة أنباء (شينخوا) وقد ارتدى للتو بدلة العرس وخرج من غرفته المتواضعة في قرية زراعية قرب مدينة بعقوبة مركز محافظة ديالى  وسط زغاريد الاهل والاحبة، فيما تعالت اصداء اغاني تراثية وشعبية عراقية هزت مشاعر الكثيرين فسارعوا إلى الرقص رجالا ونساء واطفالا" بالامس كنت علي بابا ودفعت الثمن سنين طويلة من عمري قضيتها بالسجن لانني لم أجد العناية والنصح منذ نعومة اظافري فقد نشأت يتيم الاب في عائلة فقيرة الحال ارغمتني الظروف المعيشية الصعبة ورفقاء السوء على السرقة من المنازل السكنية فكانت أولى سرقاتي دجاجة واخرها سيارة حديثة".
وأضاف وهو يتحدث عن ماضيه بابتسامة شفافة انه "دخل السجن ثلاث مرات قضى خلالها نحو سبعة اعوام من عمره"، مبينا ان اخر سرقة نفذها اعتقل على يد قوة امريكية مرابطة قرب منطقة الوجيهة قبل أعوام عدة، حيث سرق للتو سيارة حديثة وحينها اطلق عليه الامريكان لقب "علي بابا عراقي"، وبقى اللقب ملتصقا به حتى اليوم بعدما انتشر بين اقاربه ومعارفه الذين استبدلوا لقبه السابق "حرامي الديرة" بـ (علي بابا عراقي).
وأشار الراشدي إلى أن الانسان عندما تكون له ارادة حقيقية في تغير ذاته وسلوكه نحو الاحسن يستطع ذلك وهذا ما حصل له فقد وقع في شباك حب فتاة بسيطة قريبة له، اذعن لها ودعا الله ليل نهار ان تقبل به زوجا، مبينا أن سمعته السيئة وسط مجتمع محافظ تجعل أمر الزواج صعبا جدا لكن الفتاة اشترطت ان اتعهد بالتوبة الابدية امام الله والناس والاقارب ان لاتمتد يدي على السرقة يوما، واقسم على المصحف الشريف حتى تقبل بي زوجا، ونفذت الامر بارادتي.
وتابع "الان انا على اعتاب مرحلة جديدة من حياتي اريدها ان تكون نظيفة، وابحث عن عمل شريف، وأعمل على ان لايخوض اولادي التجربة المريرة التي مررت بها من جوع وعوز ورفقاء السوء التي ابعدتني عن طريق الصواب".
فيما قال أحد اقاربه ويدعى عثمان الراشدي البالغ من العمر (65 عاما)، "لم نتصور يوما ان يرجع ادهام إلى جادة الصواب ويمسح تلك الصفحة السوداء من تاريخ حياته فقد بدء السرقة وهو في الثامنة من عمره، حتى أنه اعترف اليوم امامي انه سرق اربعة خراف مني قبل سنين طويلة، ولكني عفوت عنه لانني اجد انه توبته نهائية لارجعة فيها".
وخلال حفلة العرس حاول بعض اصدقاء ادهام مداعبته وايقاعه في مأزق صعب امام الضيوف، حيث قام احدهم بوضع قلادة مصنوعة من الذهب لإحدى النساء الحاضرات، في جيبه دون ان يعلم وما هي الا لحظات حتى جاءت المرأة اليه وهي تصيح بأعلى صوتها، انت سارق لم تتب ابدا عن افعالك السيئة فقد سرقت قلادتي للتو ووضعتها في جيبك فتغير لونه وسط ضحك وابتسامه الجميع".
من جانبها، قالت هيلة عبود (58 عاما) إحدى قريبات الراشدي "انه نشأ يتيم الاب وعانى كثيرا في حياته، وقد تعاون الجميع لدعمه من أجل ترك السرقة والاتجاه نحو العمل الجيد وبناء اسرة صالحة"، مبينة ان تكاليف العرس والاثاث جرى تكفلها من قبل الميسورين في القرية لانهم ارادوا مساعدته على تغيير طريقة حياته نحو الافضل.
ولفت ظافر اللهيبي، باحث اجتماعي في مدينة بعقوبة إلى أن "الانسان لا يولد سارقا أو مجرما بل الحياة هي من تصنع الاشخاص وتبلور افكارهم"، مبينا أن أغلب اللصوص وحتى المجرمين العتاه يكون انحرافهم نحو الطريق الخاطئ، كان بسبب جملة من الظروف المحيطة بهم والتي تكون قاسية تجعل المرء امام خيارات محدودة جدا.
وخلص اللهيبي إلى القول إن توبة ادهام الراشدي، هي تعبير عن اهمية قبول المجتمع لفكرة توبة شخص سيء السمعة لسنين طويلة، بل دعمه لتغير حياته نحو الافضل، موضحا أن السجن لم يغير شي في تفكيره، لكن وقوعه في حب فتاة اسهمت في خلق ارادة قوية بداخله جعلته قادرا على التوقف عن العمل الشرير والبدء بحياة جديدة، اعتقد انه سينجح بها.

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced