المستشفيات نفذت (القتل الرحيم) في أجمل المرافئ الترفيهية ببابل-الأخبار

المستشفيات نفذت (القتل الرحيم) في أجمل المرافئ الترفيهية ببابل

	نشر بواسطة: Adminstrator
	الجمعة 30-04-2010

الملف برس
بمظهر يبعث الحزن في النفوس ينام نهر الحلة محتضنا ذكريات الايام الخوالي، حالما بيوم يستعيد فيه ألقه وبهجته عندما يتذكره المسؤولون لينقذوه من (السموم) التي عرفت طريقها إلى قلبه.ويعاني نهر الحلة عدداً من المشكلات البيئية التي تلوث مياهه في مقدمتها وأخطرها النفايات الطبية التي تلقى في النهر من المؤسسات الصحية الرسمية والأهلية يضاف إلى ذلك ما يستقبله النهر من مخلفات الصرف الصحي من الاحياء السكنية وتجاوزات العديد من المعامل الكبيرة على بيئة المحافظة. وكان فريق بحثي قد كشف عن تقويم ادارة النفايات الطبية والاجراءات البيئية المطلوبة لأكبر ثلاثة مستشفيات في مدينة الحلة وقال رئيس الفريق الدكتور محمد علي الانباري في كلية الهندسة "ان الدراسة الميدانية التي قام بها فريقه المؤلف من الباحثات شيماء ساطع ونجوان كاظم ولادن طه محمد من مركز بحوث البيئة المحلية وكلية الهندسة في الجامعة شملت ثلاثة اكبر مستشفيات حكومية في مدينة الحلة هما الجمهوري الجراحي ومرجان التخصصي والولادة والاطفال، ومن خلال البحث تم ملاحظة وجود حالات عبث متمثلة برمي بعض هذه النفايات ولاسيما في مستشفى مرجان التخصصي الى شط الحلة المجاور له وهذا يعني وجود حالات تجاوز خطيرة على بيئة المدينة لما يحويه المستشفى من حالات مرضية خطيرة". كما لوحظ خلال الدراسة عدم وجود حالة عزل للنفايات عند جمعها من الردهات وهذا ما لوحظ في مستشفى الجمهوري الجراحي لكون الملاك الذي يعمل في هذا المجال غير كفوء وغير قادر على استيعاب هذا العمل نتيجة الزخم الكبير من الراقدين والوافدين الى هذا المستشفى الذي يعد من اكثر المستشفيات طرحا للنفايات الطبية". وبين "ان الدراسة خرجت بتوصيات عدة ابرزها ضرورة تحديث السياسات والاجراءات المتبعة حاليا في ادارة النفايات الطبية في هذه المستشفيات وتشكيل لجان من دائرة صحة بابل لمراقبة سير عملها خاصة فيما يتعلق بعمل (المتعهد الاداري) ومتابعة الوضع الصحي فيما يخص الفحوصات البايولوجية والكيمياوية لشط الحلة وملاحظة حصول او عدم حصول التلوث فيه وضرورة تدريب هذه الملاكات بشأن الاجراءات المتبعة بادارة النفايات الطبية والسلامة المهنية والصحية لمجمل العملية وضرورة قيام وزارة الصحة باصدار دليل شامل وتفصيلي بصدد ادارة النفايات الطبية مع استحداث وظيفة (مراقب) النفايات الطبية ذي اختصاص بايولوجي في جميع المستشفيات العراقية وتوسيع برامج التدريب لتشمل جميع ملاكات المؤسسات الصحية وخصوصا الأكثر عرضة منهم لمخاطر النفايات الطبية فضلا عن التأكيد على برامج المراقبة الدورية واتخاذ الإجراءات المطلوبة عند المخالفة والتنسيق مع وزارة الصحة بشأن ايجاد افضل الطرق في المعالجة من خلال الاطلاع على ما يجري في دول العالم المتقدمة وبما يضمن سلامة جمع ونقل ومعالجة النفايات وتوفير افضل المحارق تطورا ". ولا يقتصر الامر على انتشار مخلفات صحية داخل شط الحلة بل ان اشارات بيئية خطيرة وضعها بعض المختصين على مخلفات مجزرة الحلة ومياه الصرف الصحي التي تنساب الى مجرى الشط من الأحياء السكنية القريبة. وعن هذا الامر قال الدكتور داخل ناصر أستاذ الكيمياء التحليلية في جامعة بابل ان نهر الحلة يعاني من عدد من المشاكل البيئية التي تتسبب في تلوث مياهه أخطرها النفايات الطبية التي ترمى مباشرة إليه من بعض المستشفيات وهذه المخلفات تحمل عادة كميات كبيرة من العناصر الثقيلة وكميات من الفوسفات والعناصر الأخرى، مشيرا الى ان هناك نوعا اخر من المخلفات وهي مخلفات الصرف الصحي التي تطرح من بعض الاحياء السكنية الى النهر حيث نجد فتحة كبيرة لهذه الشبكة مفتوحة وتلفظ مخلفاتها على ضفة النهر .ويضيف ناصر ان التلوث الأخر للنهر ياتي من السلوكيات الخاطئة من قبل بائعي الخضراوات الذين يغسلون خضراواتهم ورمي الفاسد منها في النهر مع صناديقها اضافة الى ظاهرة خطيرة ساهمت في تلوث نهر الحلة وهي وضع سكراب السيارات القديمة على جانبي النهر من قبل الأهالي لمنع جرف وانحدار النهر الى دورهم وهي ظاهرة تسببت في زيادة نسبة الحديد والكادميوم والسيانيد والرصاص وعناصر أخرى في مياه النهر .وبين الدكتور داخل: ان المخلفات الحيوانية ومخلفات الصرف الزراعي تسهم في زيادة نسبة النترات والنتريت في مياه النهر نتيجة استخدام الأسمدة والمبيدات فضلا عما تسببه زيوت السيارات التي تغسل على جانبي النهر حيث يؤدي ذلك الى ارتفاع في نسب المركبات العضوية في مياه النهر .