نستذكرهم في عطر القلوب التواقة للحب، تقترنُ أسماؤهم البهية بشعاع تأريخ يمنحنا العطاء والتواصل والأصرار،ننحني بأجلالٍ أمام تلك الهامات الشامخة، التي أبت أن تستسلم للجلاد ، لتزهو في حدائق الوطن على مر السنين، أكاليلاً من المحبةَ تمنحُ أعياد الحب ، ربيعا دائما ً ، وأملا مفعما ً، وقدرةً لايكسرها قيد، ولا يلوي عنقها حبلُ مشنقة
فمن أين تبتدأ تلك المسيرة الظافرة؟؟؟
هاهو طائر الليل ، يدنو من بيوت الفقراء ، يترجل عن صهوةِ الأرض ليعتلي حبلَ المشنقة، وعلى شفتيهِ أغنية الناس ِ والوطن:
سلام عادل، جمال الحيدري،صالح العبلي، محمد حسين ابو العيس، عبد الجبار وهبي، توفيق منير، عبد الرحيم شريف، فاضل المهداوي، وصفي طاهر، ماجد أمين، طه الشيخ احمد، نافع يونس، عايدة ياسين ، صفاء الحافظ، صباح الدرة،ستار خضير،محمد الخضري.......
بجينة وما بجينة عليك
ياجلمة بحلك تاريخ
دِك فوك وجناتْ الزمان بدور
مانبجي على ذاك الفارس
الماعثرن أجدامه
مانبجي على ذاك الفاج ماي الموت
وأتعنة الوفة .. وما ذلن أيامه
لكم دمعة بحجم الوطن، نعانق عشبكم الأخضر وهو يزهو بين الوديان، كواحةِ عشق ٍ ترتوي بماء الصبر والفداء والتضحية . تمضون عبر الجبل ، وتقبضون على السيل العارم النازل من الجليد، كقوس ِ قزح ٍ يخترقُ العتمة ، وعلى وجه الصخر تحفرون اسمائكم البهية:
أبو سحر، أبو كريم، أبو ظفر، أنسام، أبو هديل، د.عادل، جمال( أبو فيروز)، حامد الخطيب،ابو تغريد،ابو رشا، عميدة عذيبي، نزار ناجي، ابو ايار، سعدون(وضاح)....
بين تلك القرى يسيرون
في الطريق المشرع
بالقناديل والعطش
واثقين بأن المكان لن يقفر منهم
حتى لو غادروه
تُزهرُ وجوههم
تخبو في ذاكرة الطريق
يتسلقون الريح
ويمضون... يمضون....
أشحذ مداكَ على جرحكَ، فأنت قربانُ الكلمة، شاهدُ التأريخ والعصور، سحابةُعطرِ الكون الأزلي. تسيرُ الى دروبك العطشى للحياة، فتزهو روحك مضرجة ً بحب الناس والوطن:
اسماعيل خليل( أبو هند)، سامي العتابي ، سعدون أبو لبنى، كريم(أبو شروق)، حسن عيدان(أبو سمير) ، هادي صالح (أبو فرات)...
شَدوا وثاقهُ
ورأسه نحو الصدى
يهتفُ لا أهاب:
فطوبى للحروفِ
وهي تعلو شامخة ً
تنسجُ قصائدَ حب،
وأزهاراً لغد لايموت
ولأجمل الضفاف يمشي...
هذه بغداد تنامُ بين سنين ِ القتل، تئنُ فوقَ أرصفةِ الدم، فارسٌ يترجلُ قافلة َ ذاته.. يلوحُ لنا بمنديلهِ الأبيض، قادماً من أقصى المنافي، وعلى شفتيهِ أغنية َ الصباح، يوقدُ شمعة ً للوطن ِ الجريح، ينقلُ خطواتهِ سراً في المساء ، ليشقَ طريقا ًبين الرعد والغارة..
كامل شياع ......سلاماًً .... دمكَ لازال ندياً..
سلام على جاعلين الحتوف جسراً الى الموكب العابر
سلام على مثقلٍ بالحديد ويمشي كما القائد الظافر
كأن القيودَ على معصمية مفاتيحَ مستقبل ٍ زاهر
سلام على نبعة الصامدين تعالتْ على المعول ِ الكاسر...
عذراً لكم أيها الأحبة الخالدون جميعا ً، لم أغفل ذكرَ كل أسمائكم البهية ، فهي مبثوثةٌ بين الأسطر والاحرف والكلمات، فعذرا ً لكم، فالتأريخُ خير شاهدٍ.. وأنتم أحياء أبداً في قلوبنا وفي ذاكرة الوطن .....
كتب بتأريخ : السبت 14-02-2009
عدد القراء : 3535
عدد التعليقات : 0