خبراء ومسؤولون بالبصرة: بيئة المحافظة تعرضت لتلوث خطير والمعالجات “لم تحد” منها
نشر بواسطة: Adminstrator
السبت 12-06-2010
 
   
البصرة/ أصوات العراق
اتفق مسؤولون حكوميون وخبراء وأكاديميون أن بيئة البصرة تعرضت لتلوث خطير بالمواد الكيماوية والإشعاعية للحروب المتكررة والتلوث البيئي الناتج عن تدهور البنية التحتية للمدينة، وأن الجهود المبذولة لمعالجات هذه التلوثات “لم تحد” من الخطورة التي تتركها هذه الملوثات.
حيث قالت مسؤولة البيئة في مجلس محافظة البصرة، ان هناك الكثير من الأمور التي ساهمت في تلوث محافظة البصرة أهمها مخلفات الحروب وملوحة المياه ومياه الصرف الصحي.
وأوضحت الدكتورة سكنة فلك لوكالة (أصوات العراق) أن “مخلفات الحروب كانت ذات ضرر بالغ في بيئة البصرة وأدت إلى إصابة الكثير بالأمراض السرطانية”، مشيرة إلى أنه “على الرغم من الجهود المبذولة من قبل الحكومة وجهات داعمة مثل الشركة الأجنبية التي قامت مؤخرا برفع كميات كبيرة من السكراب الملوث من مركز المدينة، إلا أن معالجة هذه الظواهر تحتاج إلى وقت وأموال”.
وأضافت “كما أن مياه الصرف الصحي تشكل ضغطا كبيرا على بيئة البصرة، إذ أن محطات المعالجة غير متوفرة، وأن كميات كبيرة من مياه الصرف الصحي تلقى في شط العرب”.
وأشارت الى أن لجنة البيئة في مجلس المحافظة “تبذل جهودا رقابية واسعة فضلا عن تشكيلها لجنة خاصة بالبيئة تضم ممثلين عن دوائر البيئة والموارد المائية والصحة والبلدية وغيرها”.
ولفتت فلك إلى أن العمليات النفطية لشركة نفط الجنوب “تؤثر أيضا في بيئة البصرة، أهمها تجفيف الأهوار والعمل على تقليص الأراضي الزراعية”، مشددة على انه “يجب معالجة هذه الخروقات البيئية”.
كما رأى الاستاذ في كلية الطب بجامعة البصرة الدكتور ليث الرديني إن “حقيقة التلوث البيئي بالبصرة تعود إلى أولا للتلوث الصناعي الذي كان بسبب تدمير الكثير من المصانع وتسرب الكثير من موادها، وثانيا التلوث النفطي والتلوث بالمبيدات الحشرية والمعادن الثقيلة”.
وأوضح لـ(أصوات العراق) ان “معدل حدوث السرطان في البصرة بعد 2005 اظهر زيادة ملحوظة إذ كان معدل حدوث السرطان للعمر الموحد للسكان في عام 2000 يساوي 122/1000000 وهذا المعدل يبقى اقل من معدله حول العالم لكنه مساوي لدول الجوار، أما معدل حدوث السرطان لأعلى عشرة أنواع من السرطان طبقا لترددهم النسبي بين مجموع السكان في البصرة”. مستدركا انه “رغم تعرض البصرة إلى اليورانيوم المنضب تبقى فرضية العلاقة السببية بين اليورانيوم المنضب وأمراض السرطان في البصرة ضعيفة إزاء مناطق أخرى بالعالم”.
وذكر أن سرطان الثدي “أتى بالمرتبة الأولى بين أمراض السرطان في المحافظة وخصوصا في مركز المدينة ويعزى ذلك إلى اختلاف أسلوب الحياة ومؤثرات بيئية ووراثية، فيما يأتي ابيضاض الدم اللوكيميا في المرتبة الثانية وأعلى معدل سجل لهذا المرض في منطقة الهارثة لوجود محطات إنتاج الطاقة”.
إلى ذلك، قال الخبير البيئي خاجاك وارتانيان لـ(أصوات العراق) إن الوضع البيئي في البصرة يواجه “الكثير من المشاكل بسبب أن البنية التحتية مدمرة، وتحتاج الى عمل دؤوب على الرغم من الجهود المبذولة وأهمها أعمال رفع السكراب”، وذلك أن “مركز المدينة أصبح نظيفا من البقع الملوثة وحاليا نشتغل على أطراف المدينة، وستكون منطقة أبو فلوس نظيفة بعد أسبوعين”.
وأضاف “كما أنه ليس لنا حيلة بتلوث الماء، فالتلوث يأتي من شحة المياه وارتفاع منسوب المد البحري الذي يتعدى مركز المدينة ليصل إلى شمالها”.
وتابع ان “مشروع المسح البيئي مستمر، ولا يمكن إعطاء أرقام نهائية حول نتائج المسح، لأن هناك مستجدات، والمشروع لا ينتهي قبل سنتين”.
وأعرب واتانيان عن أمله أن “يتحسن الوضع البيئي في المحافظة”، مبينا ان “لدائرتنا دورها الكشف عن المشاكل البيئية، واستشارتها من قبل الحكومة أو بعض الدوائر، ونحن لا نستطيع أن الكثير فبعض المشاكل البيئية تحتاج إلى قرارات سياسية خصوصا مشكلة الماء”.
فيما قالت الاستاذة في كلية العلوم دكتورة عواطف حميد سلمان لـ(أصوات العراق) ان “نتائج دراسة مكروبية لتلوث المياه في البصرة، أجريناها في كلية العلوم والمختبر المركزي أظهرت أن عدد العينات الملوثة 2188 من مجموع 4767 وبنسبة مئوية 45% من هذا التلوث كان نسبة الجراثيم البرازية 28% عدد نماذج الإسالة الكلي 2462 نموذجا كان الملوث منها 1229  بنسبة تلوث 51%”.
وأضافت “ومن عدد نماذج مياه الخزانات 799، الملوث منها كان 483 وبنسبة تلوث بلغت 60% “.
وكذلك رأى الاستاذ في كلية العلوم بجامعة البصرة الدكتور نايف محسن عزيز لـ(أصوات العراق) أن المشاكل البيئية “أصبحت هما عالميا مشتركا تدعو لخلق تربية بيئية ووعي بيئي وثقافة بيئية وغرس السلوك الإنساني السليم”.
وأضاف “تعد مصطلحات البيئة وما يرتبط بها من مصطلحات كالنظام البيئي والتنوع الإحيائي والتلوث وغيرها جزءا أساسيا منحياتنا في الوقت الحاضر”.
وذكر ان “وضع منهج علمي بسيط وواضح للبيئة كونها المحيط الذي نعيش فيه ونتفاعل هو السبيل الناجح لتكوين الرؤى السليمة بهذا الصدد”.

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced