زواج الصغيرات ظاهرة تزدهر في العراق
نشر بواسطة: Adminstrator
الثلاثاء 15-06-2010
 
   
وكالات
منذ سنوات وظاهرة الزواج من الصغيرات تزداد في المجتمع العراقي نتيجة عدة عوامل ومؤثرات منها الوضع الاقتصادي والعادات والتقاليد والبعد الثقافي والاجتماعي .
واحد أسباب الظاهرة هو النية في الزواج المبكر لدى العديد من الإباء لغرض كبح احتياجات الشباب والحفاظ عليهم من الوقوع في الأخطاء وخصوصاً في فترة المراهقة .
لكن هذه المشكلة لها أبعاد اجتماعية وعائلية عديدة لا تحمد عقباها منها عدم قدرة الفتى على تحمل مسؤولية زوجته والأعباء المترتبة عليها من الإنفاق والرعاية الجيدة اضافة الى النتائج السلبية المرضية الجسدية التي قد تصيبها نتيجة عدم قدرة جسدها على تحمل "الحمل" ومايسببه ذلك من تشوهات جنينية وخلقية للمولود .
وقد أشار تقرير لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة ( اليونسيف ) إلى انه في كل عام تموت أكثر من خمسمائة ألف امرأة في العالم خلال مراحل الحمل ، وان سبعين ألفا منها تحدث بين الفتيات المراهقات والشابات بين أعمار 15 إلى 19 عاما .
تقول الباحثة الاجتماعية هدى القيسي عن زواج القاصرات : الزوج يمكن أن يكون قاصر التفكير وتصرفاته تجاه زوجته تكون طائشة وعبثية يمكن أن تتولد مشاكل قد تصل إلى حد الطلاق الذي هو أبغض الحلال إلى الله وقد يزداد انحراف الفتى بعد الطلاق أكثر بكثير لو لم يتزوج.‏
وتضيف : يتخذ الأهل طرق غير قانونية من اجل إكمال الزيجة عن طريق شخص يسمى ( ملة ) وهو رجل دين أو (سيد) من اجل عقد القران لتبدأ حياة الجحيم ، فالفتى لا يستطيع توفير احتياجات زوجته مادياً وحتى جنسياً ويعتمد على والديه من اجل توفير مستلزماته ومستلزمات زوجته ليصبح الفتى بين ليلة وضحاها رجل صاحب مسؤوليات والتزامات لا يستطيع التعايش معها .
وتضيف : الفتاة الصغيرة الزواج المبكر للفتيات قبل سن البلوغ عالي الخطورة. لان تكوين الفتاة الجسدي لا يكتمل قبل هذا العمر، ناهيك عن تعويق النمو العاطفي والانفعالي الذي لا يساعدها على تحمل مسؤوليات الزواج والأسرة فقد لا تتم حملها بفترته المحددة لأسباب فسيولوجية تتعلق بالضعف أو النحول ، وقد تتعرض للإجهاض المتكرر.. وتصاب بفقر الدم خاصة خلال فترة الحمل ، كما تزداد نسبة الوفيات بين الأمهات الصغيرات.. بنسبة اكبر من الأمهات العاديات، وذلك لقلة الوعي والمعرفة بالتربية وأمور التغذية هذا عدا المخاطر النفسية التي تتعرض لها الفتاة التي تتزوج قبل سن البلوغ، فالفتاة في مرحلة المراهقة لا تستطيع أن تبدي رأيها في أمور حياتها الزوجية بثقة وارتياح خاصة بعد حرمانها من التعليم ومن تعلم مهارات الحياة بشكل عام.. سواء في مجال العناية بالأسرة، والزوج والأطفال أو بالتعامل مع محيطها الاجتماعي والزج بها في آتون الزواج المبكر وهي مازالت غارقة في أحلام الطفولة.
يقول الاستاذ الدكتور صباح الهلالي العامل في التربية النفسية عن المبررات الاجتماعية للزواج المبكر : هناك دوافع ومبررات اجتماعية لمثل هذا الزواج فقد تعتبر الأسرة الفقيرة الفتاة الصغيرة عبئاً اقتصادياً وترى إن زواجها ضرورياً لتخفيف العبء عنها وتفكر العوائل بتوفير الحماية لها وجعلها في ذمة رجل يحفظها ويصون عرضها وبذلك تستريح من هم التفكير بمسؤوليتها وترتفع معدلات زواج الفتيات أكثر من الفتيان.. حيث أن الفتاة تتزوج بعمر اصغر عادة من الرجل.. لذا نرى أن الزواج المبكر يزداد بين الفتيات وتحرص العوائل على تزويج بناتها بهاجس الخوف من التعرض لشرفها أو الخوف من العلاقات المريبة مع الأولاد خاصة بعد انتشار الموبايل والتأثر بالفضائيات والعلاقات العابرة التي تستعرضها المسلسلات الدرامية في وسائل الإعلام المتاحة في البيوت .
ودائماً ما يصاحب الزواج المبكر ترك الدراسة لفتيات لتتفرغ إلى الحياة الأسرية الجديدة وغالباً ما يطلب منها ترك الدراسة وهذا بحد ذاته صدمه إلى الفتاة التي تحلم أن تصبح شي مهم من خلال أكمال دراستها فتتحطم أحلامها محطمتاً بذلك كل شي في حياتها فهنالك نساء تخون أزواجهن انتقاماً من ذلك الزوج الذي حطم حياتها وسلب منها طفولتها ، ونتيجة عمرها الصغير فإنها تتهم بنقص خبرتها وهذا ما يدفع الأهل والأقارب لتدخل في كل تفاصيل حياتها وبذلك تنشى حياتها الزوجية على أساس خاطئ .
اما الباحث عبد القادر محمد فيقول عن ظاهرة الزواج المبكر في المجتمع العراقي بأنها شائعة ليس في العراق وحده بل هناك تقارير صحفية تشير إلى انتشار الظاهرة في مناطق كثيرة من العالم العربي والإسلامي لتشابه الظروف الاجتماعية والاقتصادية في هذه البلدان وفي مجتمعنا العراقي ما زالت اغلب العوائل ترغب بتزويج بناتها وأولادها مبكراً... وهم يعللون ذلك بقناعة تقليدية يلقونها على الظروف التي تعصف بالمجتمع العراقي ويرون أن تزويج البنات في سن مبكرة تأتي من باب المحافظة عليها والتخلص من مسؤوليتها، في هذا الظرف العصيب.
وفي كل هذه العوامل والظروف التي تمر في الأسرة العراقية التي أصبحت ألان الأسر متفككة وتعيش نوعاً من الحياة البائسة بعدما كانت الأسرة اطمئناناً لفرد والوعاء الذي يحتوي كل مشاكله الخارجية أصبح لان هو مصدر المشاكل ما يدفع الفرد إلى الخروج من هذه الجحيم إلى أماكن يعتقد بأنها سوف تعيد له القليل من الراحة النفسية.

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced