البيان الاماراتية
يعيش ملايين من العراقيين في العاصمة بغداد وجميع المحافظات العراقية وخاصة الوسطى والجنوبية في مساكن جميع غرفها من الصفائح المعدنية التي يطلق عليها بالعراق مصطلح (التنك) والمأخوذ من صفائح البانزين والزيوت التي لها علاقة بوسائل النقل وليس بالبشر.
لقد اضطر هؤلاء البشر الذين يعيشون في ظروف اقتصادية صعبة أن يتخذوا من هذه المساكن مواضع للعيش.
بعد أن عجزت جميع الحكومات التي تعاقبت على العراق من توفير السكن اللائق لهم أسوة ببقية الجنس البشري في دول العالم.
وهو ما يعكس سوء إدارة البلاد اقتصاديا وخاصة في سنوات ما بعد الاحتلال الأميركي والبريطاني عام 2003.
ومن أهم ما يميز هذه الاحياء التنكية عدم توفر ابسط مستلزمات العيش الكريم والخدمات من ماء وكهرباء ومؤسسات طبية وصحية حتى أن هذه المناطق لا ترقى أن تكون سوى أماكن للنفايات والكلاب السائبة وللجريمة.
ولكن ماذا بعد الاحتلال ماذا صنعت الحكومات المتوالية للشعب العراقي وبالذات للأطفال الصغار الأيتام والفقراء وذوي الاحتياجات الخاصة وأسرهم هل أنقذتهم على حد قولهم من العذاب السابق هل بنت لهم دورا سكنية ومدارس ومستشفيات وأماكن ترفيهية وسياحية ورياضية الحديث يطول ويطول إذ ما أردنا أن نتكلم عما جرى للأطفال بعد الاحتلال.
يجب أن نبين صورة الفقر والخوف المتزايد في بعض الاحياء السياحية العراقية مثل حي التنك السياحي في مدينة الموصل وحي التنك في شمالي العاصمة بغداد وفي البصرة وكركوك والرمادي وأصبحت هذه الاحياء منتشرة وبكثرة في كافة أرجاء العراق في بلد يوجد فيه 40 مليون نخلة ثاني اكبر بلد في العالم لإنتاج التمور وبأنواعها وأسمائها وبلد البترول بلد الموارد البشرية والمائية والزراعية وبلد الأمن والأمان والثقافة والمعرفة.
إنها موجودة فعلا في العراق ولكن قرب المزابل والقمامات وقرب معامل الطابق الآجر والاسمنت وفي المناطق الملوثة صناعيا التي ترمى فيها النفايات وفضلات المعامل والبلديات تراها عبارة عن صفائح مملوءة بالتراب أو الطين وأسقفها من سعف النخيل او الأشجار التي لاتقيهم المطر ولا حر الشمس المحرقة فالفضاء المكشوف سوط مضاف لسياط المناخ وبقية سياط الطبيعة الأخرى ترى الدخان يتصاعد من احتراق المواد الكيمائية والبلاستكية والغازات المنتشرة من التعفن والتفسخ للأطعمة واللحوم والدواب..
ازدادت هذه المناطق بسبب التهجير والقتل والنزوح والخوف من السجن والتفجيرات التي لا يعرف المواطن في أي وقت ومكان أو شارع يتعرض لمفخخة أو عبوة ناسفة أو انتحاري أو دهس وقتل من قبل قوات الاحتلال أو الشرطة والجيش الحكومي أو من البيشمركة أو من فيالق القدس وبدر الإيرانية أو من قبل المسلحين واللصوص لان هذه المدن العراقية أصبحت ساحات يمارس فيها الإرهاب وجوده ويفرض قوانينة.
مرات القراءة: 2527 - التعليقات: 0
نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ،
يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث
المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ