القاعدة شمال ديالى تدخل من الشباك بعد خروج القوات الأمنية من الباب
نشر بواسطة: Adminstrator
الأربعاء 16-06-2010
 
   
(السومرية نيوز) ديالى
لا يعلق الموظف المتقاعد صلاح البرزنجي آمالا كبيرة على الحملات الأمنية في مدينته، ناحية السعدية التابعة لمحافظة ديالى، فاستقرار الوضع الأمني، بالنسبة له، مؤقت في مدينته لأنه "ينتهي بانتهاء الحملات التي تشنها الأجهزة الأمنية ضد تنظيم القاعدة" الذي عادة ما يستأنف نشاطاته لاحقا، وهو ما يؤكده جزئيا مدير الناحية مع أن "نسبة الأمن في السعدية تتجاوز الـ 60%"، كما يقول.

وكانت ناحية السعدية(60 كم شمال بعقوبة)، في السنوات الماضية تعد احد معاقل تنظيم القاعدة في العراق، الذي نظم في إحدى القرى التابعة لها وهي قرية الاصيوه استعراضاً عسكرياً في أيار 2008 بمشاركة أكثر من 300 مسلح كانوا يستقلون أكثر من 50 شاحنة صغيرة من نوع "بيك أب" ويحملون أسلحة متوسطة وخفيفة، ويرتدون ملابس سوداء ويحملون لافتات تدعو للقصاص من منتسبي الشرطة والجيش العراقيين والموظفين الحكوميين.

ويشبه الموظف الحكومي المتقاعد صلاح قادر البرزنجي (65 سنة) العلميات بين القاعدة والأجهزة الأمنية بأنها "كر وفر، من دون حسم نهائي"، ويوضح أن "المحافظة ومدينة السعدية تشهد استقراراً أمنياً عندما تبدأ الأجهزة الأمنية بتنفيذ حملات دهم وتفتيش في المناطق، وما أن تنتهي منها حتى تسترجع القاعدة نشاطها وتبدأ أعمال العنف والخروق الأمنية والاغتيالات".

ويضيف البرزنجي أن "الإرهاب موجود بقوة في أطراف ناحية السعدية، والقاعدة تملك معاقل في بعض القرى الزراعية التي تقع قرب تلال حمرين"، مشدداً على "أهمية وضع خطة مبرمجة للقضاء على الإرهاب بشكل نهائي".

وتعد تلال حمرين، (70 كم شمال شرق بعقوبة محافظة ديالى، والمجاورة لناحية السعدية) احد الملاذات للجماعات المسلحة بسبب بعدها وطبيعتها الوعرة ووجود الكهوف فيها، وسبق لمصدر امني مسؤول ان لـ"السومرية نيوز"، في 28 نيسان، أن التحقيقات مع معتقلين من قيادات تنظيم النقشبندية كشفت عن مغادرة نائب رئيس النظام السابق نائب عزة الدوري مناطق تلال حمرين عام 2006، بعد أن شعر ببوادر لشن القوات الأمنية العراقية عمليات استباقية في تلك المناطق، فضلاً عن تدهور حالته الصحية.

من جانبه، يذكر الموظف الحكومي نجم سلمان الكروي (40 سنة) أن "الناحية شهدت أكثر من عملية أمنية خلال العامين الماضيين، إلا أن الوضع الأمني بقي دون مستوى الطموح، بسبب عدم التمكن من اقتلاع جذور الإرهاب بشكل كامل".

وكانت خطة أمنية كبيرة تبنتها الحكومة المركزية في بغداد سميت بـ"بشائر الخير" هدفت إلى ملاحقة الجماعات المسلحة في تموز 2008 بديالى، تلتها خطة أخرى تحمل الاسم نفسه لكن في اتجاه الأعمار والبناء وتأهيل المشاريع الخدمية.

ويدعو الكروي إلى "التواصل بين الأجهزة الأمنية في توجيه الضربات الاستباقية، لأنه كفيل بتحقيق الأمان وإنهاء وجود خلايا الجماعات المسلحة"، موضحاً "نحن لا نريد أن تكون عمليات الأجهزة الأمنية مثل "هبة العروسة" في الأمثال الشعبية، التي ينتهي مفعولها بعد أيام من انطلاقها"، بحسب تعبيره.

من جهة أخرى، يقول مصدر أمني مطلع في ناحية السعدية إن "الأجهزة الأمنية حققت نتائج إيجابية عدة خلال الأسابيع الماضية تمثلت باعتقال عدد من الخلايا المسلحة المتورطة بارتكاب عدد من أعمال العنف"، مضيفا أن "الأوضاع الأمنية في الوقت الراهن أفضل مما كانت عليه سابقاً، خصوصا مع تعاون المواطنين مع الأجهزة الأمنية في معركة القضاء على الإرهاب".

وكانت هيمنة الجماعات المسلحة وسطوتها في مناطق محافظة ديالى تحول دون تعاون المواطنين مع الأجهزة الأمنية التي كانت بدورها ضعيفة الحضور ولا تستطيع توفير الحماية لمن يتعاون معها مما يجعله عرضة لانتقام العناصر المسلحة.

من جهته، يؤكد مدير ناحية السعدية بمحافظة ديالى أحمد الزركوشي في حديث لـ"السومرية نيوز"، أن "القاعدة وبقية التنظيمات المرتبطة بها لا تزال تمارس نشاطها السلبي في بعض أماكن الناحية، على الرغم من أن نسبة الأمن تتجاوز حالياً الـ 60% في غالبية المناطق".

ويوضح الزركوشي أن "الملف الأمني تطور بشكل إيجابي في الأيام الماضية نتيجة انتشار الأجهزة الأمنية من الشرطة والجيش وقيامها بسلسلة عمليات دهم وتفتيش ساهمت في توفير جو من الطمأنينة والأمان النسبي للمواطن".

ويدعو مدير ناحية السعدية الأجهزة الأمنية إلى معالجة الخروق الأمنية التي تضرب الناحية بين فترة وأخرى ويذهب ضحيتها العديد من الأبرياء"، لافتاً إلى أنها "تعرضت في الفترة السابقة إلى هجمات إجرامية من قبل خلايا القاعدة".

وفي موازة الخوف من عودة القاعدة إلى مناطق جبال حمرين، كشفت مصادر امنية في محافظة ديالى لـ"السومرية نيوز" في 12 حزيران الجاري أن تنظيم القاعدة في المحافظة بدأ باعتماد إستراتجية جديدة تتمثل باستقطاب وتجنيد منشقين عن تنظيمات مسلحة متطرفة شيعية لتنفيذ هجمات مسلحة لصالحه، وقد أثبتت ذلك التقارير الصادرة عن الأجهزة الأمنية في ديالى والتي أشارت إلى أن ستة معتقلين لديها اعترفوا بقيامها بتفخيخ سيارة وتفجيرها قرب محال تجارية ومقاهي شعبية قرب قضاء الخالص (15 كم شمال بعقوبة)، والذي تسكنه أغلبية ساحقة شيعية، في21 أيار الماضي، أسفرت عن سقوط أكثر من 100 شخص بين قتيل وجريح وإلحاق أضرار مادية جسيمة، فيما أضرم ذوو ضحايا تلك التفجيرات النار في منازل ثلاثة من المتورطين بالتفجيرات وهم من أهل القضاء نفسه، كرد فعل، في وقت أشارت المصادر الأمنية أن جميع المتورطين ينتمون إلى الطائفة الشيعية.

وتعتبر ناحية السعدية، 60 كم شمال بعقوبة، نحو 55 كم شمال شرق بغداد، تعد من أكثر الوحدات الإدارية سخونة شمال ديالى، نظراً لوجودها بالقرب من منطقة تلال حمرين التي تأوي الكثير من الجماعات المسلحة وفي مقدمتها القاعدة وبقية التنظيمات المرتبطة بها، كما كانت مسرحاً للكثير من أعمال العنف في الفترة السابقة. وتعتبر ناحية السعدية من النواحي المتنازع عليها بين الحكومة المركزية وإقليم كردستان وسكنتها خليط من العرب والكرد والتركمان.

ويعتبر تنظيم القاعدة من التنظيمات السنية المتطرفة التي قتلت آلاف الأبرياء إبان فترة العنف الطائفي في محافظة ديالى خلال الأعوام الماضية، وقد سجلت حالات انخراط عناصر تنتمي إلى الطائفة الشيعية في التنظيم في الآونة الأخيرة إلا أن العدد قليل جدا بسبب معتقدات القاعدة التي تكفر الشيعة وتقاتلهم بحسب مصادر أمنية مطلعة.

وتعتبر محافظة ديالى من أكثر المناطق العراقية التي تأثرت بفكر القاعدة واحتضنته على مدى السنوات التي تلت سقوط النظام العراقي السابق في نيسان 2003، إذ كان مركزها مدينة بعقوبة يعتبر عاصمة دولة العراق الإسلامية بحسب ما أعلن آنذاك زعيم تنظيم القاعدة الذي قتل قبل أسابيع أبو عمر البغدادي، وفيها قتل سلفه أبو مصعب الزرقاوي في ضربة جوية على مخبأه في ناحية بهرز الواقعة على بعد 8 كلم جنوب بعقوبة.

كما تعتبر ديالى ثاني أكثر محافظة عراقية شهدت عمليات تهجير طائفية بعد العاصمة بغداد، إلا أنها أخذت تستعيد استقرارها منذ أكثر من سنة ونصف، بعد انحسار نفوذ الجماعات المرتبطة بالقاعدة فيها عن طريق مطاردتها وقتلها أو عن طريق الاعتقال، إلا أنها ما زالت تشهد بعض الخروق الأمنية من حين لآخر تتمثل بعمليات انتحارية تستهدف الأسواق والأماكن العامة، لكن التقارير الأمنية الصادرة عن الجهات المختصة في المحافظة تؤكد أن تلك الخروق لا يمكن أن تقارن بأعمال العنف التي كانت شهدتها المحافظة منذ 2005 وحتى أواخر 2008.

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced