في ركن بعيد عن الانظار، بكيتُ بصوت خفيف .. كانت الدموع هي اسهل التعابير عن سعادتي..
تذكرتُ يوم ميلادك.. وقد كنتُ حينها احمل المرارة في قلبي واسى السنين على وجهي..
لقد ولدتِ في قلب العاصفة ، عاصفة البرد القاتل في ضاحية من ضواحي موسكو وعاصفة البروستروكيا التي اجتاحت الاذهان الميتة انذاك..
الان.. فاجأتني الصحافة الدنماركية بعنوانها (أماني خربتْ نظام التعليم في الدنمارك)..
فلأول مرة في تاريخ هذه الدولة، ان يحصل احد طلبة الثانوية العامة الفرع العلمي على معدل 13.2 من الدرجة الاساسية 12..
وفاجأني ايضا ذلك الاهتمام الواسع من الجميع.. فبالاضافة الى مكالمات الاصدقاء الذين لاحصر لهم، كان الفرح بارزا على وجوه المعلمين والمشرفين التربويين الذين يحضرون امتحانات البكلوريا وقد اجمعوا على عبارة (لقد اوقفتْ أماني بذكائها شعر رؤوسنا)..
وزيرة المساوات بين المراة والرجل عرضت مساعدتها في حالة ان ترغب أماني في الدراسة خارج الدنمارك..
وزير التعليم وبعض السياسيين البرلمانيين وخاصة السياسية المعروفة اسماء قدموا لها التهاني.. التلفزيون الدنماركي قابلها للمرة الثانية وكانت الدهشة واضحة في نبرة المذيعين.. بينما انا، كان جسدي ينتفض، حين اسمع أماني تقول انا من العراق ومن مدينة الناصرية..