عشتَ حياةً مليئة بصور النضال من اجل الوطن الحر والشعب السعيد،وعانيتََ صنوفا من القهر والظلم على هذا الطريق.وبقيتَ تنتظر كالملايين من ابناء شعبنا الشرفاء،يوم الخلاص من الدكتاتورية والظلم والاظطهاد...ومع الاسف لم تشهد حصول المشهد كاملا، فقد تبدل الدكتاتور وبعثه بالاحتلال ورتله الذي خرّب بلادنا وسيطر على ثرواتنا ومازال تخبطه يحصد ارواح ابناء شعبنا الابرياء.
لقد ربيتنا نحن اولادك على قيم احترام الانسان وحب الوطن والتضحية من اجل الخير،واحترام العمل والاخلاص فيه.وخلال حياتك العملية كمعلم ومربي ربيتَ اجيالا من الطلاّب النجباء،الذين خدموا ومازالوا الوطن كاحسن ما يكون،والذين مازالوا يكنون لك كل الاحترام والتقدير.
وُلد والدنا،جليل هاشم النجّار،في بهرز/ديالى،اواخر العقد الثاني من القرن الماضي.وتعرّف على الفكر الماركسي والحزب الشيوعي العراقي في دار المعلمين الريفية اوائل الخمسينيات ثم نقله الى اهله واصدقائه ومعارفه... وبسبب من ذلك تعرض للابعاد،حيث عمل لسنوات كثيرة في قرى نائية وفي اماكن مختلفة في العراق.ثم ناله ما نال الملايين من حملة هذا الفكر و مناصريه ومؤيديه على يد “الحرس القومي”وسجون البعث الفاشي في انقلابهم الاسود في 8 شباط 63 والتي تبعهاالحرمان من الوظيفة وقطع مصدر عيشه لفترة اخرى ثم الابعاد مجددا والتنقل بين القرى والمدن البعيدة والنائية.
كان ناشطا في نقابة المعلمين الامر الذي قاد الى اختياره ممثلا للحزب في اول عمل ائتلافي قبل توقيع “الجبهة الوطنية” مع حزب البعث ،قدّم خلال ذلك كل جهوده من اجل الدفاع عن حقوق المعلمين الامر الذي جعل استمراره في العمل مستحيلا بسبب جملة من المضايقات التي ظلت تعرقل مساعيه.
في نظرة خاطفة على ملفه كمعلم لا نجد سوى كُتب الشكر والتثمين لجهوده في اغناء معارف الطلاب وكذلك في حرصه على المدرسة ومحتوياتها ومستوى تطورها وعلاقتها مع اهالي الطلاب.
لم يفرض علينا يوما اعتناق فكر او مبدأ ما،الاّ ان حياته واحترام المحيطين به له وطريقة تعامله معنا قادتنا الى نفس طريقه،وبالرغم من قلقه الشديد علينا الاّ انه لم يقف ضدنا حتى في اختيار بعضنا ترك الوطن،الامر الذي زاد من معاناته وقساوة الحياة عليه وكذلك ملاحقته.غير انه ظل دائما قويا،متماسكا وحرا في التعبير عن آرائه وانتقاداته.ولم ترهبه جحافل المحتل في انتقادهم وانتقاد سياساتهم الخاطئة تجاه ابناء شعبنا ووطننا.
ان حياته الصعبة هذه والمعقدة جرّت عليه الامراض التي اقعدته البيت في السنتين الاخيرتين والتي ادت الى توقف قلبه الكبير في العاشر من شهر تموز الماضي وسط اهله ومحبيه،الذين سيبقون يذكرونه بكل خير.
نحن اولادك نشعر بالفخر والاعتزاز لانك ابونا،وستبقى تعيش بيننا بكل ما تركت من ذكريات جميلة لا يستطيع ان يمحوها الزمن.وسنبقى نسير على هدى حياتك المليئة بالعبر.يكفي اننا جزء منك...
وبهذه المناسبة نجدد شكرنا وامتناننا لكل الذين شاركونا مصابنا ونرجو لهم كل الصحة والموفقية.. مع الاعتزاز الجميل بهم .
عن عائلة الفقيد جليل النجار
وقار جليل هاشم
13 آب 2010
كتب بتأريخ : الخميس 12-08-2010
عدد القراء : 2201
عدد التعليقات : 0