ازدحم الركاب امام باب "الكيا" لتفادي اشعة الشمس الحارقة المسلطة على رؤوسهم، حالها حال أمور اخرى كثيرة، وهم يحاولون اكتشاف سر العلاقة الجدلية بين ارتفاع درجة الحرارة وصيام الساسة الجدد عن تشكيل الحكومة دون ان تلوح بارقة امل في الافق القريب. وبعد مسير دقائق صاح السائق: يا شباب الكروة زادت ربع.
استغرب الركاب فراحوا يتساءلون عن اسباب الزيادة المفاجئة.
ازاح الرجل جريدته عن وجهه ليصيح قائلاً: يابه ليش اتريد زيادة، هيه هاي الاجرة يومية ندفعهه؟
اجاب السائق: تدرون الگاز بيش صاير؟
تساءل صاحب الجريدة: يعني ابيش صاير؟
اجاب السائق: يابه عشرين لتره گاز بعشرين الف، يعني اللتر الواحد بالف.
اعترض صاحب الجريدة: زين آني شعليه ابسعر الگاز شنو آني زيدت اسعار الگاز؟
تشجع باقي الركاب بعد ان وجدوا في صاحب الجريدة صوتاً شجاعاً يدافع عن حقوقهم، فتعالت اصواتهم رافضة الزيادة الطارئة.
فصاح راكب وهو يخفي الزيادة التي طلبها السائق في جيبه: صدگ احنه شعلينه، قابل احنه زيدنه سعره .
واصل صاحب الجريدة كلامه: ليش ما تتجمعون انتو السواق واتطالبون بتخفيض اسعار الگاز؟
أجاب السائق: يابه المن نطالب، اشو هيه دولة وضايع راس الخيط بيهه.
فصاح صاحب الجريدة: زين آني شنو اللي زاد عندي حتى ازيد الاجرة، عود من يزيد راتبي انطيك زيادة بالاجرة.
ارتفعت اصوات الركاب مؤيدة لكلام صاحب الجريدة.
خفض السائق من نبرته الغاضبة بعد ان اجمع الركاب على عدم اعطائه الزيادة التي يطلبها فقال: عمي هوه مو بس الگاز غالي والتصليح ينرادله كومة افلوس.
قاطعه صاحب الجريدة: احنه معلينه هاي مشكلتك مو مشكلتنه.
وفجأة اوقف السائق سياراته في جانب الطريق فصاح متوعداً ركابها: اللي ما ينطي الزيادة خلي ينزل.
تفاجأ الركاب من رد فعله الغاضب فصاح صاحب الجريدة: شوف اگلك تره هوه مو علمود الربع بس هذا استغلال واحنه كلنا ناس فقره وعلى گد حالنا.
صاح السائق مرة اخرى: اللي ما ينطي زيادة ينزل.
وامام اصراره فتح صاحب الجريدة باب "الكيا" وهو يقول: آني انزل بس ما انطي زيادة.
صاح الرجل الذي يرتدي العقال: شني بويه اتنزلنه شنو ماكو حكومة نشتكي عدهه؟
اجاب السائق ضاحكاً: ليش بويه وينهه الحكومة عود من اتشوفها سلملي عليهه واشتكي عدهه يا الله اللي ما يدفع ينزل.
ترجل صاحب الجريدة وثلاثة من الركاب، في حين دفع الباقي الزيادة التي طلبها السائق.
وظلت جملة (شنو ماكو حكومة) تتردد في ذهن صاحب الجريدة فلو كانت هناك حكومة قوية لما فعل السائق فعلته، ولو توحد جميع ركاب "الكيا" في موقفهم لنجحت انتفاضة "الكيا" ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن.
كتب بتأريخ : الجمعة 27-08-2010
عدد القراء : 2088
عدد التعليقات : 0