يعتقد الكثيرون بان الصراعات في أي مكان هي فترات تمر بها البلاد ثم تنتهي ويعم بعدها الهدوء والاستقراروينتشر السلام و الصفاء والوئام وتترسخ المحبة في النفوس وتزول الاحقاد وينعم الناس بالراحة والسعادة والهناء وتتلاشى الحروب وتنتهي والى الابد وتنتعش الحياة في كل جوانبها الاقتصادية والاجتماعية ويأخذ التطور والتقدم طريقه الى مصاف الرفعة والعلووتدورعجلة العلم لتخلق حضارة زاهرة تشع بنورها في كل ارجاء الارض 00 ان مثل هذا الاعتقاد ليس سوى وهم كبير وتفكير خاطيء لاوجود له على ارض الواقع 0 فالصراعات قائمة ومحتدمة في كل زمان وكل عصر ومستمرة وبشكل مستديم لايخفت اوارها مثل البراكين فان هدأت في مكان انفجرت في مكان اخر فهي ازلية ابدية طالما بقيت البشرية حية على وجه البسيطة 0 وما الهدوء الذي قد يحدث في فترة من الفترات إلا استحضار وتهيأة لحرب اخرى سرعان ما يتلاشى ذلك الهدوء وتدق طبول الحرب من جديد ويلعلع صوت الرصاص وتصم الاذان اصوات المدافع وتدق القنابل المساكن والابنية ويعم الخراب والدمار 0 فهذه هي كينونة الحياة وكنهها فلا سلام يستمر ولا هدوء يستقر0 فلم نقرأ او نسمع بان سلاما قد دام امدا طويلا في أي دولة من دول العالم منذ فجر التاريخ وفي عهد سومر واكد واشور وحتى يومنا هذا بل قد تكون هناك فترات هدنة موقتة سرعان ما تخترق و تشتعل الحروب من جديد ويحترق الاخضر واليابس وتتطاحن الجيوش وتسحق الشعوب تحت سنابك تلك الحروب0 فالبحث عن السلام وهم وسذاجة فالحياة كفاح والكفاح صراع ومن هو غالب اليوم سيكون مغلوبا في الغد فهكذا هي الدنيا يوم لك ويوم عليك فان كانت لك فلا تتجبر وان كانت عليك فاصبر وتدبر 00 وما يسري على البشر يسري على كل الكائنات الحية بل حتى الطبيعة فهي في صراع مع نفسها فهي في هياج ودمار وخراب مستمر 0 فما هذه الاعاصير الكاسحة وتلك البراكين الثائرة والامواج العاتية إلا مثالا حيا لصراع الطبيعة وحروبها المدمرة ضد البشر وكل ما هو موجود على سطحها حتى مع الحجر 0فمن يعتقد من البشر بانه سيأتيه يوما يجد فيه الراحة فهو واهم ومغفل ومخدوع اللهم إلا عندما يلفظ انفاسه ولم يعد يحس بما يجري فوق جسده المسجى تحت سطح الارض00 فالانسان يموت وينتهي ولكن الصراع يبقى جيل بعد جيل يشير بنذره ويهدد بني البشر 00 فعلى المرء اذا ان يقتحم الصعاب ويكافح المشاكل لانه لو حاول ان يهرب منها زحفت اليه وهاجمته فمواجهتها خير من الهروب منها فعلى الاقل يكون بامكانه الحد من اذاها وكبح جماحها ليخرج منها منتصرا ولو الى حين 0 فان الحرب تبدأ في اول يوم يخرج فيه المرء الى النور من بطن امه 0فهي قائمة ان شئنا او ابينا وعلينا خوض غمارها وان نكون في صفوف مقاتليها فهكذا هي الحياة صراع ابدي وقتال مستمر لايهدأ ولاينكفيء سعيره فالمنتصر فيه من يلج المعارك والخاسر فيه مصيره الى الهلاك00 فليس هناك حد وسط او وقوف على التل كما يتصور البعض 0ومن يربح اليوم فلابد ان يخسر في الغد والفرص لاتأتي سوى مرة واحدة في الحياة فمن استغلها ونجح في الخوض فيها فانها ستتركه بعد حين و تتجاوزته ويخسر ما ربحه 00 وعند ذاك لايحاول ان يعيد ما افتقده وإلا سقط في هاوية الهلاك فما فات مات ولا يحاول ان يتشبث باستعادة ماخسره00 فان مضى فاليبحث في مجال اخر فالماضي لايعود00 والامثلة كثيرة في التاريخ وفي الحاضر 00فذاك نابليون الذي خسر ملكه ثم عاود الكرة من جديد فخسر كل شيء وانكفأ في زاوية النسيان في منفاه وذاك موسوليني الذي حاول هتلر اعادته فكان مصيره التعليق معدوما من رجليه وغيرهم كثيرون فالفرص في تداول مستمر فان تخلت عن شخص ذهبت الى غيره وهكذا فهي في ترحال مستمر فلاالشعوب في راحة دائمة ولا الحكام هم ايضا مرتاحون فهم في صراع فيما بينهم فهذا يريد انتزاع عرش غيره 00 والاستيلاء على ملكه وازاحته عن كرسيه فلا المغلوب على امره مرتاح ولا الغالب المتسلط في راحة فهو في قلق وهواجس0 فالمغلوب يريد ازاحة الغمة والهوان عن نفسه والغالب يخشى عدوه من العودة والانتقام 00 فالمخاطر تحف بالانسان من كل جانب فان تخلص من اخيه الانسان وقع فريسة مخالب وانياب الحيوان وان تخلص من الحيوان وقع في هول الطبيعة وغضبها وجبروتها 0 فتهب عليه الاعاصير وتقتلع مساكنه ومأواه وتثور من تحت ارجله الزلازل والبراكين فتدفنه تحت اطنان الاحجار الملتهبة والحمم الجارفة او تهاجمه الامواج العاتية وتجرفه الى قاع البحار 00 فمغفل من يأمل في صلاح هذه الحياة ويحلم باستقرارها وزوال مصائبها وعظم نكباتها وشدة دمارها وخرابها المستمر فهذه هي الدنيا وهذه هي الحياة 000!!!
كتب بتأريخ : الأربعاء 01-09-2010
عدد القراء : 2355
عدد التعليقات : 0