يؤاخي الكثير من النا س بين العقيده والانتماء ويعتبرانهما تؤمان سياميان لايمكن الفصل بينهما وهذا خطأ شائع وقعت فيه اجيال متعاقبه ولازالت حتى يومنا هذا تعيش هذا الخلط فتعتبر كل من انتمى الى الحزب الشيوعى لابد ان يؤمن بمبادئه وكل من انتمى الى حزب اسلامي رجل دين موغل في ايمانه او كل من انتمى الى حزب قومى يؤمن ايمانا مطلق فى التمسك بجذوره وعنصريته وهو امر غير صحيح لان الدوافع التى تدفع الاشخاص للانتماء تختلف من شخص لاخر وهى ليست بالضروره ايمانا بمعتقد او تمسكا لاصل او دين بل في معظم الاحوال هي اهداف مصلحيه ذاتيه بعيدا عن اهداف الحزب ومبادى التنظيم اوايمانا با المعتقد اودفاعا عن عنصر ولكن الجميع يرفعون شعارات تلك الانتماءات ويصرحون بالتمسك بها والدفاع عنها ولكنك تجدهم يتخلون عنها حال شعورهم بانها لم تعد تحقق مصالحهم وسرعان ما يغيرون جلودهم بجلود قد تكون متعارضة مع تلك التنظيمات التى كانوا ينتمون اليها والشواهد على ذلك كثيرة لاتعد ولاتحصى -- فكثير من الشرائح كانت والى وقت قريب تنتمي الى الحزب الشيوعي بل وبعض افرادها كانوا ضمن قادته يرفعون شعار الامميه العالميه التى كانت الشيوعيه تنادى بها و التى ترفض الاقليميه والعنصريه ويعتبرونها شوفينية ضيقه -- واذا بهم ينقلبون عليها مع جميع جماهيرهم ليصبحوا اشد مايكونون شوفينية عنصرية اقليميه ---- وينكرون صلتهم بالامميه وكونهم كانوا يمجدونها ويدعون ايمانهم بمبادئها فيتنكرون لهاويتبرؤون منها ---- ويعلنون الثوره للدفاع عن قوميتهم المظلومه والمعتدى عليها ويطالبون بالاعتراف بكيانهم الذى تجاوز عليه المتصلتون ---- كما ان هناك شرائح طائفية دينيه موغلة في التعصب الدينى اندفعت فى وقت من الاوقا ت الى احضان الاتحا د السوفييتي ليعلنوا شيوعيتهم باعتبارهم طبقة كادحه مسحوقه ومظلومه --- ورفعت شعار( وطن حر وشعب سعيد) واكتسحت هذه الفئات مناطق كبيره من الوطن في الشمال والوسط والجنوب بل وحتى قادتها ومرشديها الدينيين اضحوا ماركسيين اكثر ماركسية من لنين ثم لم يمضي وقت طويل حتى تخلى الجميع وانهار الحزب الشيوعي العراقي وتلاشى وبالاخص بعد الاطاحه بعبد الكريم قاسم ---- فما هي العوامل التى جعلت تلك الشرائح القومية تندفع مرتمية باحضان الشيوعيه مع ان اهدافها تتنافى والامميه وكذلك الطوائف الدينيه التى لاتنسجم معتقداتها مع الافكار الشيوعيه التى لاتؤمن اساسا بالدين وتعتبره افيون الشعو ب فكيف استطاعت ان توفق بين الخطاب الدينى والخطاب العلماني بل الخطاب الالحادي؟؟؟ والاجابة على هذا السؤال هو الدليل القاطع على ان لاالشرائح القوميه العنصريه ولا الشرائح الطائفيه قد امنت بالشيوعيه وايديولوجيتها كمايقال ايمانا راسخا بتلك الافكار وانما كان محاباه للا تحاد السوفييتي الذ ى ظهر كقوه عظمى في العالم وبعد ان خذلت بريطانيا والدول الغربيه بعد الحرب العالميه الاولى هذه الشرائح في تحقيق مصالحهما ومنعتهم من نيل مأ ربهم العنصريه والطائفيه لذا فقد لجات تلك الفصائل الى هذه القوه الجديده التي ظهرت بعد الحرب العالميه الثانيه وهو الاتحاد السوفييتى فتشبثوا به عسى ان يسندهم في تحقيق تلك المصالح فاندفعت تلك الشرائح بكل ثقلها زرافات ووحدانا 00 وهي في الحقيقة مندفعة من مصالحها الشخصيه وليس ايمانا بالمبدأ الشيوعي ولا تمسكا بجذورها العنصريه او دفاعا عن طائفتها بدليل ماكان يقع من انقسامات في داخل فصائلها وانشقاقات داخل تنظيماتها وقد وصل حد الصراع والاقتتال فيما بينها فاصحاب الديانه الواحدة انشقوا على انفسهم واصحاب العنصر الواحد تخاصموا وتنازعوا وتحاربوا فلو كانوا ما يؤمنون به هو ايمان صادق وصحيح لما اختلفوا وتنازعوا ولكن المصالح هي التي تدفعهم للادعاء بانتمائهم الى هذا الحزب او هذ ا التنظيم او تمسكهم بهذه العقيدة اوذاك الدين --- فقد اندفعوا نحو الحزب الشيوعي املا في تحقيق امانيهم ولكن خيب املهم هذا الحزب بعدان بنت عليه امالا عراض واستمرت تويده لاكثر من خمسين سنه فقد تركها تسحق وتباد وكان الامر لايعنيه ولم يقدر كل التضحيات التى قدمتها تلك الجماهير الغفيره من العراقيين اضافة لعدم تقديمه المساعدة لنيل حقوقها ورفع الحيف عنها الذى تعتقد انه قد وقع عليها منذ تاسيس الحكم الوطني في العراق سنة 1921 حتى الوقت الحاضر لذا فقد تخلت عنه وقطعت علا قتها به واتجهت اتجاها اخر معاكسا الى الغرب والى الولايات المتحدة الامريكيه خاصة وانهاوجدت الاتحاد السوفييني الذى كانت تسميه نصير العمال والفلاحين والكادحين يعقد العشرات من الصفقات مع الانظمه التى كانت تعتبرها عدوة لها ليضربها بتلك الاسلحه فخاب املها به فقد اعتنقت الشيوعيه في الاساس ليس ايمانا بالشيوعيه كما قلنا وانما لتحقيق اهدافها و بعد ان قدمت له الكثير من التضحيات بمناوئة الحكومات العراقيه المتعاقبه التى كانت تحسب على المعسكر الغربي وافشلت العديد من مشاريعها كحلف بغداد ومشروع مارشال ---- فقد وجدت العناصر الطائفيه والعناصر الغير عربيه الفرصه الذهبيه لتحقيق امالها كما تعددت الاطراف المناوئه للتيار العربي الذى اعتبرته المسبب لتهميشها والذى استحوذ على السلطه بمفرده وابعد بقية المكونات القوميه والدينيه عن كل المناصب والمكاسب لذا فقد اتخذت موقف الداعم المطلق للا تحاد السوفييتي عسى ان يقف الى جانبها في استرجاع ما فقدته من حقوق في هذا البلد بعد ان فشلت في الحصول عليها من قبل الاستعمار البريطاني عند احتلاله بغداد واندحار الدوله العثمانيه ولكنه خذلها ايضا وقد حاولت في حينها بالقيام بعدة ثورات وانتفاضات فشلت جميعها و قضت عليها الحكومات المتعاقبه منذ تاسيس الحكم الوطنى في العراق و استمر الصراع واستغلال الفرص دون جدوى ولكن الاتحاد السوفييتى فشل هو الاخر في مساعدتها عند بروزه على الساحه كقوة عظمى وعند انهياره وتشرذمه الى عدة دول انهارت جميع الامال التى بنتها تلك الشرائح عليه . وخاب املها وبدات تفكروتبحث عن حليف جديد فوجدت في الولايات المتحدة خير حليف والذى يؤمن بايديولوجيه الاقتصادالحرالذى يختلف تماما عن المبادى الشيوعيه فكان لابد لها ان تنزع لبا سها القديم وافكارها الامميه الماركسيه وانتمائاتها السابقه لتلتصق بانتماءات مختلفه وهذا ما حدث فانقلبت انقلابا تاما وتحولت من الشرق الى الغرب لترتمى باحضانه وفعلا فقد وجدت عنده الحضن الحنون والداعم الحقيقى لها بجميع فصائلها المتناقضه والمتعارضه واعدة كل فصيل بما يامل ويريد ولكن في الحقيقه تفعل هي ما تريد ومايحقق مصالحها وما اسهل ما يطلق من وعود وقد استطاعت الولايات المتحده ان تستقطب جميع هذه الفصائل مع تعارض اهداف مكوناتها وحتى اللذين كانوا خارج عباءة الاتحاد السوفييتى لتلفهم بعباءتها الحريرية الناعمه وقد وجدوا لديها الراحة والامان وقد عادوا معها بعد غزوها العرا ق ليحاول كل منهم استئناف نشاطه وعلى طريقته الخاصه و بشتى العناوين ومختلف الشعارات من دينيه وعقائديه وطائفيه وعنصريه وبدأت بنشاطاتها من جديد تتحين الفرص وهي غير مؤمنة بوجود دولة العراق الموحد وانها جزء اساسي من هذه الدولة التى عليها ان تعيش فيها بمختلف مكوناتها وتنبذ الفكر الانفصالى الذى ترسخ في نفوسها منذ تاسيس الدوله سنة 1921 حتى الان و جعلها تتشبث باى قوة تتوخى الدعم منها لتحقيق امانيها وكان للشيوعية النصيب الاوفر لانحياز كل تلك الفصائل لها وبعد ياسها منها وانتهاء الاتحادالسوفييتي نفسه وتشرذ مه لجات الى امريكا وقد تمكنت ادارة هذه الدوله ان تلعب على جميع الحبال فتأيد تارة هذا الفصيل وتدعمه وتؤيد الفصيل الاخر وتدعمه حتى تتمكن من تشتيت الجميع ويصفى لها الجو كي تضعف الجميع وتكون الساحه لها مفتوحة لنهب خيرات هذا البلد العريق الملىء بالموارد الطبيعيه وكذلك جعله سوقا مفتوحا لتصريف منتجاتها وابقائه بلدا مستهلكا كاخواته بقية البلدا ن العربيه الاخرى وللاسف فالمكونات جميعها لم تفطن الى هذه اللعبه واستمرت تؤجج صراعاتها فيما بينها وكل منها تريد ان تنهش جزء من هذا البلد بتحريض من هذه الجهه او تلك مندفعة لمصالحها الشخصيه مستغلة بعض الفرص الانيه والتى ستنتهى الى الفشل كسابقاتها بكل تاكيد ضاربة عرض الحائط مصلحتها الوطنيه المتمثلة بوحدة العراق والتعايش مع بعضها البعض بجميع مكوناته والا فسوف يخسر الجميع وينتصر الاجنبى فقط 00 عليه فالتعش جميع القو ميات والاديان والطوائف بمحبة ووئام واليتخلى الجميع عن اوهامه والوعود الكاذبه التى يطلقها الطامعون بهذا البلد واليتذكروا بما حل بدول الطوائف في الاندلس والذين ابيدوا جميعهم عن بكرة ابيهم والتعش كل طائفة بما تؤمن به وكل قومية بانسجام مع غيرها من القوميات فهذا هو العرا ق وهذه مكوناته تحكمه دولة واحده تحت ظل علم واحد بعدالة ومساواة دون تمييز او تفريق 000!!
كتب بتأريخ : الجمعة 03-09-2010
عدد القراء : 2368
عدد التعليقات : 0