لا اريد ان ازاحم زميلتي سليمة قاسم، على عمودها "حديث الكيا"، بل اقول فعلا الكيا، تعتبر جامعة، او حاضنة للافكار، والقصص والروايات، يحكي فيها الناس شجونهم وآلامهم، بدون ان يعرف احدهم الآخر، بل يعتبرها البعض متنفساً لهم، ومكانا للتعبير عن ما يختلج في دواخلهم من افكار.
حي الجزائر، حي الجزائر...عايز نفر، اخذ سائق الكيا يصرخ باعلى صوته، كنت انا سعيدة الحظ بهذا النفر الاخير.
جلست أمامي امراة في عقدها الخمسين، هي من فتحت الحديث أولا، قالت: خربوا الشوارع الله لا ينطيهم، انشلعت اكلوبنه والله، انشيل العلاكة على جتفنه ونمشي بيه ساعة ياله نوصل البيت، ليش؟ لان حضرتهم كاطعين الطريق صار سنة".
رد عليها رجل مربوع القامة يرتدي اليشماغ والعقال، حجية الله بالخير عليج. ردت: هله يمّه. أم منو ايصيحولج ؟ ردت ام محمد، خوش عيني ام محمد، صدكي تره هذوله مو وحدهم جايين، اكو أحد امسلّطهم علينا، حتى ايأذون العالم، لانه ماكو شارع بالحلة ما خربوه، المجاري ايفتحوه ويعيفوه اشهر، الشوارع ايكطعوه ابمزاجهم.
واردف : فرّي الحله كله، زين اذا لكيتي شارع عامر ما مخربينه، هاي مو أذيّه على الناس ابروح ابوج؟ ثم التفت صوبي، موجهاً سؤاله، ها خاتون شنو رايج، اشو ساكته؟.
قلت والدي خوش عنده سوالف، ايكول اكو واحد بخيل، صعد بالأمانة، وچانوا ايسموه مصلحة نقل الركاب، وابذاك الوكت الكروه ما تشمل فاقد البصر"الاعمى" ها ذا البخيل كال للجابي اني اعمى ما شوف، ومغمض اعيونه نص ونص، وجان متسوك لعائلته، خضره وفواكه، الناس من عرفو بيه ما يشوف، كل اشويّه واحد منهم جارله فد شي من المسواك، هو ايباوع وساكت ما يكدر يحجي حتى ما يكتشفونه، المهم، بعدين طلعت البطانه اغلى من الوجه.
رد عليّ ابو عقال، بس الناس مو عمية. اجبته: ايه صحيح، بس اتباوع نص ونص، لو اتصير انتفاضة، ثورة على الفساد اللي ينخر ابجسم البلد، جان ما وصلنه الهل حال، افلوس البلد تنهب بالظهر الاحمر، مو صحيح؟ اجابني بحسرة وألم: ايه والله عمي كلش صحيح.
كتب بتأريخ : الأحد 05-09-2010
عدد القراء : 2682
عدد التعليقات : 0