آراء في العلاقة بين العائلة والأبناء
بقلم : وسام عباس
العودة الى صفحة المقالات

الاختلافات بين الأجيال هل هي عائق في طريق بناء الأسرة؟

"ان كبر ابنك خاويه" .. هذه النصيحة المأثورة كان يرددها أجدادنا وآباؤنا ويدعونا فيها إلى مد جسور الصداقة والأخوة مع أبنائنا عندما يصبحون في ريعان الشباب. ولكن واقعنا الحالي يشهد انقطاعا لجسور الحوار فالصمت والتجاهل هما اللغة المشتركة بين الطرفين الآن رغم أن اللغة الفطرية بينهما ليست فقط لمجرد الحوار ،بل بتبادل الأحاسيس الصادقة التي لا تكذب أبدا..فأين ذهبت؟ وهل اختفت وستعود أم اختفت لغير رجعة؟! "طريق الشعب" استطلعت آراء بعض الآباء والأبناء حول النصيحة المأثورة "ان كبر ابنك خاويه" وكان أول المتحدثين لنا صلاح اللامي أب لثلاثة أبناء ليحدثنا عن علاقته بأبنائه قائلا:

- أبنائي في سن الشباب والأمور المهمة في حياة أولادي تسير على ما يرام فهم متفوقون في دراستهم ويحترمون الكبير والصغير ويعود الفضل في ذلك إلى عناية والدتهم ،بالرغم من عدم تواجدي معهم كثيرا في المنزل بسبب تأخري في العمل ،فأنا أتابعهم من خلال والدتهم فهم لا يحكون لي أسرارهم أو مشكلاتهم الخاصة البسيطة المتعلقة بسنهم وأنا لا أحب التدخل في حياتهم بشكل مباشر ،لأنني أعرف إن الشباب يكره النصيحة ولكنني أعلم جيدا أنه إن حدث أي شيء لا يستطيع أحدهم التعامل معه فأنه سوف يلجأ لي مباشرة فأنا دائما أحاول أن يكون هناك بيني وبين أبنائي باب مفتوح.

• ويقول حسين كاظم (أبو مرتضى) سائق سيارة أجرة وأب لشابين في مرحلة المراهقة: عندما أحاول أن أسألهما عن أي شيء أجدهما يتهربان بطريقة ظريفة جدا تضحكني لأنني أقارن بينهما وبين حالي عندما كنت في مثل عمرهما ،كنت أخاف من والدي بشدة عندما كان يسألني عن أي شيء ،كنت أرتجف وأجيبه بسرعة وبدون تفكير فنحن جيل يختلف عن جيل أبنائنا وأنا أعلم جيدا ان الخطوط العريضة في حياتهما تشير بخير ،أما عن الصداقة فذلك يرجع لهما وعلى الأب والأم أن يتابعا أبناءهما من بعيد وبطريقة ودية .

• "دعاء موحان" ربة بيت ولها بنتان في المرحلة الثانوية ،تحدثت عن تجربة الصداقة بينها وبينهن ،قائلة: غالبا البنت تحكي لأمها كل شيء فهي صديقتها الأولى ومرجعها في كل شيء وأنا قمت بتدريب أبنتي منذ الصغر على أن تقولا لي كل شيء عما يحدث لهما في المدرسة بالتفصيل وعن شؤونهما ،وهذه حماية لهما من أي شيء قد يتعرضان له ولا يكون لديهما خبرة كافية للتعامل معه لأنني كأم لي خبرة في المواقف المختلفة أكثر من بناتي.

• وحول رأي الأبناء في هذا الموضوع ،يقول إيهاب ثائر 21 سنة (طالب): إنني دائما أبحث لي عن صداقات كثيرة ان كانت من الشباب أو البنات حيث أن الأسرة لا تتقبل كثيرا فكرة أن تتصل بي في التلفون فتاة من زميلاتي ،وأنا أرى في ذلك شيئا عاديا جدا ،فنحن الآن في عصر غير الماضي تماما وهناك اعتراضات كثيرة على بعض الملابس التي أشتريها وعلى بعض الكلمات التي أستخدمها في الحديث ،فدائما أشعر بأنني محل نقد من والدتي بالتحديد ولذلك فأنه كان لابد من البحث عن الصداقة خارج المنزل لأنها بصراحة صداقة مريحة جدا فلا نقد ولا تعنيف ولا نصيحة بطريقة شديدة اللهجة ،وفي النهاية يمكن للشباب أن يعرفوا الخطأ من الصواب.

• ويقول مصطفى علي 23 سنة آداب جغرافية: كنت أعاني معاناة شديدة من المقارنة بيني وبين أخي الأكبر لأنه متفوق علي بكثير ولا أجد من أسرتي إلا الأمر بالاهتمام بدراستي فقط مادام كل شيء متوفرا بالنسبة لي فلماذا لا أتفوق؟! أما عن هواياتي فأنا أحب التمثيل مثلا وأحاول أن أجد فرصة حقيقية حتى أظهر موهبتي ولكن أسرتي لا تقدر ذلك في حين يساعدني أصدقائي في التعرف على أحد المخرجين لاكتشافي حتى أعمل في مجال أحبه.

• أما سندس حسين 20 عاما ،طالبة في كلية الزراعة فتقول: أنا الابنة الصغرى في الأسرة ولي ثلاثة أشقاء وكلنا لنا أصدقاء خارج الأسرة وخاصة أخي الأكبر ،ولكنني كفتاة أجد أن الصديقة الصدوقة لي هي والدتي بالفعل وذلك لأنها قد تشير علي بأمر ما وتحذرني منه فأجد أن رأيها في محله ،وهي دائما توجهني للخير فعندما اتخذت قرارا بارتداء الحجاب أنا ومجموعة من صديقاتي كانت كل صديقة منا تسأل والدتها وبالفعل اخذ رأيها في كل شيء حتى إنني لا أذهب لشراء الملابس إلا معها حتى أخذ رأيها في الملابس ،وهذا شيء طبيعي ولكن ليس بالضرورة ان يكون كل الأبناء على هذه الشاكلة ،لكنها مسألة تعود منذ الصغر..

وتقول نسرين: الصداقة خارج الأسرة شيء مهم جدا فهي متنفس طبيعي جدا للمشكلات والهموم التي قد تكون نابعة من أفراد الأسرة نفسها وقد يرغب الشخص في الشكوى لأحد ما خارج نطاق الأسرة بدافع حرصه على عدم حدوث مشاكل بينه وبين أحد أفراد أسرته.

الأسرة التي تحتوي أبناءها داخلها بالشكل الطبيعي هي التي تدفعهم للبحث عن الصداقات الخارجية .

إن الجو الأسري الذي يصاحبه ويدعمه الارتباط الوجداني المبني على الحب والاحترام يساعد على تنمية الأبناء بشكل سوي متوازن ،وعلى هذا نرى ان العلاقات السوية بالأب والأم والأشقاء داخل الأسرة ضرورية ومهمة لاعتبارات كثيرة واكتساب الخبرات ،أما الصداقات الخارجية للشباب أو الفتيات ،فهذا يرجع إلى انشغال الأب والأم أو عدم فهمهما لمراحل النمو النفسي للأبناء، فكل مرحلة لها سماتها الخاصة ،والواجب على الآباء تفهمها والتعامل معها بدون حساسية أو قهر أو تدليل فاسد أو فرض حماية حتى لا يلجأ الشباب للبحث عن قدوة خارجية قد لا تفيده. وبذلك نجد أن الدور الأكبر في استقطاب الأبناء يرجع للأب والأم حيث يجب أن يكونا المرجعية الأولى لبناء الأسرة وذلك عن طريق المعاملة الطيبة والعطف وتفهم مشكلات الأبناء مهما كانت بسيطة أو تافهة ،وعدم مقارنة الأبناء ببعضهم.

  كتب بتأريخ :  الأحد 05-09-2010     عدد القراء :  2548       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced