هذا العراقُ.... أين أنتم منه؟!*
بقلم : ئاشتي
العودة الى صفحة المقالات

يمتص الانتظار كل لحظات تفاؤلك، رغم محاولاتك إيقاد شعلة الأمل في روحك بكل أدوات وأفعال الترجي، رامياً خلف ظهرك كل عقم وجفاف السنوات السبع، أو ربما محاولة للدخول في متاهة النسيان، لاسيما والزمن في عراقنا قد فقد أحد أركان ثلاثيته، (أقرأ: الماضي)، لهذا أضحى التفاؤل موجة تائهة في بحر بدون شطآن، ونما في روحك عراق الوهم ثانية، (كم كان عراقُ الوهم جميلاً)، حتى حسبت أنك تعود ثانية إلى نهاية السبعينات من القرن الماضي، حيث سيف الجلاد مسلول، وحيث الحرية هاربة نحو فضاء معتم.
يمتص الانتظار كل لحظات تفاؤلك، وأنت الغارق حد الهذيان بحب العراق، نخيلا ورافدين، جبالا وأشجار بلوط، لغات وتقاليد، ويمتزج انتماؤك الشيوعي بتواضع الحب في عيون الأطفال، فيرتبك التمايز عندك، بين عراقية شيوعيتك وشيوعية عراقيتك، وكأن التوالد بينهما متداخل، فتروح تبحث عن هذا الإصرار القابع في خلاياك حد التناسخ، كي ترتوي أكثر في حب عراقك، فلا تجد غير انتمائك الشيوعي، وفرح الحب في عيون الأطفال.
يمتص الانتظار كل لحظات تفاؤلك، وأنت تدري بأن أبناء عراقك يعيشون تحت سماء من صهد، وهم بانتظار تشكيل الحكومة!! ويشربون الماء المالح الساخن، وهم بانتظار تشكيل الحكومة!! ويقتلون بالمجان بفعل التزاحم على الكراسي، وهم بانتظار تشكيل الحكومة!! ويدفنون قتلاهم بصمت القبور، وهم بانتظار تشكيل الحكومة!! يلعق أبناء عراقك ظلمة المنافي في بلدان الشتات، وكأن العراق تشظى إلى جزر في بحار العالم، وهم ينتظرون تشكيل الحكومة!!يبحثون عن عمل في مجالات البطالة، وهم ينتظرون تشكيل الحكومة!! والحكومة غارقة في تشكيل مشاكلها، وكأن العراق لعبتها التي تتسلى بها، خارج أطار الزمن، والمنطق، والضمير.
يمتص الانتظار كل لحظات تفاؤلك، إن كانت هناك لحظات لهذا التفاؤل، مادام البعض يريد إعادة تشكيل العراق على مقاساته هو. ومادام البعض يريد أن يشرب من ضرع العراق حد التقيؤ. ومادام البعض يريد أن يكون العراق حلالا زلالا له وحده. متناسين أن العراق هو عراق الجواهري والسياب وسعدي يوسف والنواب، مثلما هو عراق عبدالله كوران وبلند الحيدري، ونازك الملائكة وفتاة الجسر، هذا العراق عراقنا.
نعم هذا العراق.. فأين أنتم منه إلى الآن؟؟

  كتب بتأريخ :  الأربعاء 08-09-2010     عدد القراء :  2258       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced