من المسؤول عن معالجة انتشار المتسولات في مدينة الناصرية ؟
التسول ظاهرة استفحلت بشكل ملفت للنظر وبطرق إخراجية مبتكرة عندما تخرج إلى دوامك صباحا تلاحظ مشاهد درامية لا مثيل لها لكسب عواطف الناس سيما وإننا نبحث عن كلمة طيبة نود استقبالها صباحا لبدء يومنا بهدوء واطمئنان لقد كتبت الصحافة مواضيع لا تحصى في هذا الصدد من اجل إيجاد حل لهذه الظاهرة غير الحضارية والتي لا تمت إلى عراقة وأصالة أبناء شعبنا لكون بلدهم من أغنى بلدان العالم ... فقد أصبحت الكرة في ملعب الحكومات المحلية وعليها اتخاذ التدابير والإجراءات اللازمة لحل هذه المشكلة ... وأردنا من خلال هذا التقرير أن نسلط الضوء على المرأة في هذا الجانب لكونها هي أصل المجتمع ونبحث في أروقة المنظمات الإنسانية التي أصبح عددها لا يحصى أين هي الأخرى من هذه الحالات التي أسست لأجلها ؟ وأين رجال الدين ؟ وأين أموال بيت المسلمين ؟ .. .. لو تكاتفت كل هذه الجهود ألم نجد حل لهذه الظاهرة التي تحط من قيمة وكرامة الإنسان والمرأة بالذات ..تجولنا ورصدنا بعض هذه الحالات رغم صدق بعضهم لكن علينا أن نطرح ما لاحظناه عسى أن يتحرك الضمير لمعالجة هذه الأزمة التي تنهش المواطن العراقي وخاصة المرأة ... فبادرتهن بالسؤال التالي ...
س/ ماهي الأسباب التي دعتك لامتهان هكذا مهنة ؟ الم تراجعي منظمات إنسانية او أحزاب أو الرعاية الاجتماعية ؟-
المواطنة ( خ.ش ) أنا أرملة من سوق الشيوخ وتساعدني الناس على عيشة أطفالي البالغ عددهم 9 بنات واسكن نزل مع إحدى العوائل ، فقمت بطرق أبواب بعض المنظمات والأحزاب ولكني لم أجد من يساعدني وأخيرا راجعت دائرة الرعاية الاجتماعية حيث اخذوا مني هوية الأحوال الشخصية ولحد الآن دون جدوى .
- اما المواطنة ( ل .ج ) من اهالي الديوانية تسكن الناصرية تقول .. انا متزوجة ولدي عائلة مكونة من خمسة اطفال وزوج ضرير وليس عندي معيل غير الصدقات فنسكن في احدى الصرايف وظروفنا صعبة جدا فليس لنا غير التسول لكي نعيش .
- اما ( س .ع ) اجابتني قائلة : متزوجة ولدي اربعة اطفال وبنت واحدة والبيت الذي اسكنه ايجار حالتي ضعيفة ولايوجد من يساعدني والان اعتمد على الناس .
- واخيرا كان حديثنا مع المواطنة ( ح.ح ) حيث اكدت لنا قائلة : انا ارملة وام لاربعة بنات واسكن في بيت ايجار ولامعيل عندي غيري ولم اجد من يساعدني فاضطررت ان اقوم بالتسول لغرض حصولي على لقمة العيش .
واثناء تجوالنا ولاعطاء الموضوع حقه كان لنا اللقاء مع عدد من المواطنين والتقينا بالسيد عادل الجابري مسؤول منظمات المجتمع المدني في ذي قار وسألناه عن رايه في هذه الظاهرة ؟ وهل هناك من حلول للتخلص منها وعن دورهم كمنظمات مجتمع مدني للحد من هذه الظاهرة ؟
"انا اعتقد ان هذا مرض اجتماعي خاصة في محافظة ذي قار وبقية المحافظات وعلى الدولة ان تقوم باعتقال هؤلاء صراحة وليثبت انه فعلا ما يملك راتب هذا فعلا تحسن حالته المعاشية وتخصص له مخصصات او طريق الرعاية الاجتماعية او عن طريق وزارة العمل والشؤون الاجتماعية وبصراحة الاحظ كل المنتفعين من شبكة الحماية الاجتماعية هم موظفين او يمتهنون مهن حرة لذلك يجب ان يكون القانون حاد مع هذه المسألة لانها ظاهرة خطيرة ونلاحظ حاليا اشخاص غرباء على المحافظة وانعكاساتها خطيرة على الناصرية ان تصل الى هذه المرحلة وبعدين هذه الظاهرة ممكن توظفها الجهات الاجنبية المعادية للعملية السياسية لذلك ننصح الدولة لرعاية هؤلاء والتقصي عن ظروفهم والتعاون مع الدوائر المعنية بالتقاعد وبقية الدوائر بحيث يتأكدون انهم لا يملكون اي راتب واذا لم يملك على الدولة ان تعطيه راتب وبعد ذلك اذا مارس هذه المهنة ثانية ممكن ان تعتقله وتغرمه مبالغ ضخمة .
اما دورنا كمنظمات مجتمع مدني نحن نرفض هذه الظاهرة الخطيرة اما المعالجات على الرعاية الاجتماعية فتح دور للمسنين تحت رعاية الدولة وذوي الاحتياجات الخاصة صارت شغلتهم يم المحافظ على وزارة العمل والشؤون الاجتماعية فعلى المحافظات ان تهتم بهذا الجانب وبعد ذلك تتخذ اجراءات قانونية صارمة "
كما التقينا مع السيد رمضان جليل مزهر ( صاحب محل عوينات طبية ) وكان سؤالنا له حول رايه بهذه الظاهرة و لماذا ازدادت هذه الظاهرة بعد التغيير ؟ والحلول من وجهة نظره ؟
"هي ظاهرة غير صحية لكن الناس وضعها تعبان .. مع الاسف ظاهرة تستفحل بهذا البلد الذي يملك ثروات هائلة بس هي ظروف الحروب المر بيها البلد ولا اعتقد شيء تغير ذاك التغيير بعدين ماكو انسان يتقبل يمد يدها خاصة المرأة العراقية عدها كرامة عدها غيره يمكن سنوات الحرب والحصار الفترة هاي تحملت ما تحملت اما اذا ما اضطرت فاكيد عدها جهال بس بعضهم صار عدهم طبع او طبيعه لذلك نلاحظها بالشارع نايمة هي وجهالها اما الحلول هي مثلا الحل القدمته الدولة "الرعاية الاجتماعية " بس اكثر الناس اليّ بيها تراهم تجار واصحاب محلات لكن هذه الناس المحتاجة تلقى اوراقها مهملة ويراجع ويراجع الي ان ييأس وبعدين يتركها طبعا وهذا هو الفساد الاداري بالرعاية الاجتماعية ومنتشره بكل الدوائر وما لاتوجد دائرة مابيها فساد اداري " .
والتقينا بالسيد فؤاد المصور ( صاحب محل تصوير ) ..
"ظاهرة التسول هي ظاهرة اصلا ما تليق بالبلد وما اعتقد ان الرعاية الاجتماعية اذا متوفرة بيها كل الشروط ما تصرف راتب فاكيد اذا صار عندها راتب اكيد راح تكتفي حاجتها من الرعاية وهي ظاهرة مخزية واكثرها الان اطفال وبنات شابات تمتهن هذه المهنه فاكثر المتسولين تراه غير مريض ولا عاجز شي بحيث يستاهل مساعدة تشوفه بكامل صحته بس يتسول قد تكون طبيعة اعتاد عليها يجب على الدوله ان تكافح هذه الظاهرة فالدوله ممكن تنجز عن طريق الرعاية عن طريق الحاسبات وتعمم الاسماء على جميع دوائر الدولة وان تعمل على مبدا المحاسبة ان كان يستلم راتب يعاقب ويسحب منه جميع الرواتب التي استلمها .
بعدها حملنا هموم المتسولات مع المقترحات لنطرق باب رئيسة لجنة المراة والطفل في مجلس محافظة ذي قار السيدة " منى حسن الصافي " للوقوف على اسباب هذه الظاهرة ومعالجتها .
س/ ممكن نتعرف على حلولكم لهذه الظاهرة .. وما اسبابها ؟
نرى ظاهرة التسول للاسف موجودة في عموم البلد .. وقد شكلت الامانة العامة لمجلس الوزراء لجنة مركزية " لجنة الحد من التسول والتشرد "وعلى ضوء هذه اللجنة تم توصية كبيرة الى محافظات العراق لتشكيل لجان وفعلا تم تشكيل لجنة الحد من التسول والتشرد في المحافظة وكان عمل اللجنة بداية حول القيام بحملة اعلامية واسعة من خلال شبكات الانترنيت والصحف المحلية والاذاعات المحلية والمساجد وخطباء الجمعة لبيان مخاطر هذه الظاهرة السلبية الخطرة التي يجرمها القانون ويحاسب عليها ويعد اطلاق هذه الحملة الاعلامية ثم نزول أفراد من اللجنة من قبلنا وبصحبة بعض الباحثين الاجتماعيين من قسم ذوي الاحتياجات الخاصة للنزول الي الساحة العامة وتقاطع الطرق حيث يتجمع المستولين في هذه الاماكن وتم اعطاء كارت يسمى (كارت دعوة ) يفهم به المتسول لكي يراجع قسم ذوي الاحتياجات الخاصة لكي يجري لهم دراسة حاله ويأخذ تعهد خطي عليه ومن ثم يتم درج اسمه ضمن قوائم المتسولين لكي يصرف له راتب وتم صرف لحد الان قائمة بعدد (91 ) متسول وتوجد قائمه بعدد (46) متسول .
س/ ولكن نلاحظ ازدياد اعداد المتسولين يوما بعد اخر .. اين معالجاتكم ؟
لازالت الحمله مستمرة لشمول المتسولين بإعانة شبكة الحماية الاجتماعية ولكن المشكله التي تواجه اللجنة هي ان شمول المتسولين باعانة شبكة الحماية الاجتماعية لا يوجد تخصيص خاص لهذه الشريحة حيث تم شمولهم حسب ما يتم حذف واستبدال من العاطلين عن العمل التي يعمل عليها حاليا من قبل المجالس البلدية ويتم شمول المتسولين بعد ان يلغى راتب العاطل غير المستحق لهذه الاعانة وهذه العملية تكون بطيئة حيث يفترض ان يكون لهم تخصيص خاص بهم وهذه المقترحات تم المطالبة بها من اللجنة المركزية .
س/ اين تكمن المشكلة في عرقلة هكذا موضوع مهم وفيه جوانب انسانية ؟
المشكلة في الامانة العامة لمجلس الوزراء وايضا تم طلب ان يكون مبلغ الاعانة اكبر من الذي يعطى حاليا وقد وعد الوفد الذي زار المحافظة واشاد بعمل اللجنة بانه سوف ينظر في هذه المقترحات والمعوقات التي رافقت العمل .
ختاما نتقدم بالشكر الجزيل لكم ونتمنى لكم الموفقية .
كتب بتأريخ : الخميس 09-09-2010
عدد القراء : 4691
عدد التعليقات : 0