هما وسيلتان من وسائل غسيل الدماغ والتي يمارسها العديد من الافراد والجماعات او القادة والمنظمات من اجل ازاحة كلما ترسخ في الدماغ من موروث او تقليد او حتى المكتسب من المعارف والحقائق المادية والمعنوية من اجل حقن وتزويد المخ بأراء او معلومات صحيحة وغير صحيحة او باطلة وذلك عن طريق الايحاء بالحركات او المشاهد او المظاهر او الظواهر الطبيعية والمفتعلة وذلك من اجل الهيمنة والتسلط او كسب واحتواء اعدادا بشرية يجدها ممارس هذه الاساليب مفيدة له او لمعتقده او لوجهة نظره 00 وهي ذات تاثير فعال في عقول البشر اذا ما علمنا بان الدماغ هو ذاكرة مثل ذاكرة الكومبيوتر بامكاننا مسح وتسجيل ما نريده من معرفة ومعلومات تنعكس بالتالي حتى على افعال الانسان وتصرفاته واسلوب حياته 00 وهي لربما قوة خارقة اقوى من أي سلاح فتاك 0 وبالطبع يمارس هذا الفعل أي الايحاء والتلقين لاغراض محددة تختلف بحسب اهداف الملقن والغرض من تلقين الراي او المعلومة وتكييفها بالشكل الذي تدخل في دماغ المتلقي مهما كانت سخافة هذه المعلومة وعدم واقعيتها او حتى عدم منطقيتها فيقع الانسان اسير هواجسها ورهبتها وتأثيرها الذي غالبا ما يكون وهميا لكنه يصدقها بل ويتخيلها داخل دماغه كانها حقيقة فعلا 00 وهي أي هذه الوسائل خطرة جدا كالسوس تنخر في اجساد البشر وتذيبه حتى تفقده في النهاية ادميته وشخصيته وتتقمص في داخله شخصية لاعلاقة له بها فيصبح غريبا حتى عن ذاته تحت تأثير هذا الايحاء والتلقين المدمر 00فيفتقد الارادة جزئيا وفي بعض الاحيان كليا ويصبح عبدا مسيرا تحت رحمة الملقن 00 وينفذ كل ما يطلب منه من دون قدرته على التفكير ويغدو كالمنوم تنويما مغناطيسيا تماما يتحرك بامر المنوم ويتكلم بامر منه 0 ونحن نعلم تماما ما للتنويم المغناطيسي من قدرات قد تبدو للعيان خارقة في بعض الاحيان فعملية الايحاء والتلقين هي بالضبط عملية تنويم مغناطيسي ولكن على مراحل ولامد قد يطول بعض الشيء 0 بل قد يستطيع هذا المنوم ان يجعل المنوم حتى التكلم عن نفسه باعترافات قد لايريد البوح بها وهو صاح وهذه القضية موجودة في الشرائح المسيحية ففي الكنيسة مكان يمكن لكل من ارتكب خطيئة ان يعترف للقساوسة عن ما اقترفه ذكرا كان ام انثى وخاصة الاناث فتغتسل جميع الذنوب بعد الاعتراف وتعتبر مثل التوبة النصوح في الدين الاسلامي اذ بالامكان للمسلم ان يتوب على ما فعل من جرائم وذنوب فتمحى جميع ذنوبه ويغدو نظيفا من كل ذنب عظيم 00 ونحن لسنا في مجال الغور في التنويم المغناطيسي الذي حير الناس في ماهيته ولكنه ايضا يمارس فيه الايحاء والتلقين ويصبح الانسان اسير هؤلاء الاشخاص المريدين الذين يتحدثون فيبهرون السامع والمشاهد ويجعلوه مذهولا بما يقولون فيصبحون ادوات مسيرة ينفذون كل ما يؤمرون به دون تردد او تفكير مهما يحتمل هذا الفعل من مخاطر تجاه القانون او السلطة او اية قوة مضادة لهم وهذا ما كان مثلا يفعله القادة السياسيون مع الكوادر في العمل السري عندما كانوا يسلمونهم المناشير ويأمرونهم بتوزيعها في الشوارع والطرقات مع ما كان يحف هذا العمل من مخاطر ملاحقة السلطات لهم دون ان يتمكن المنتسب ان يعترض او يناقش حيث كانوا يقولون له نفذ ثم ناقش وبالطبع هو سوف لن يجد الوقت للمناقشة بعد ان يلقى القبض عليه ويتيه في غياهب السجون او يتلقى رصاصة طائشة تقضي عليه 00 والنماذج كثيرة في كل المحافل والطوائف والتنظيمات وهي لاتعدو سوى خدع كي يرمون الاخرين الى التهلكة ويصعدون هم على اكتاف الضحايا وينعمون 00 وقد يكون كل ما يحدث من مصائب اليوم من تخريب ودمار ليس سوى نموذج اخر او نماذج مما ذكرناه من اية جهة يصدر اوتوجه من هذه المسميات التي امتلأ العراق بها وابتلى بها 00 واساليب الايحاء كثيرة ومتنوعة فالايحاء كما قلنا هو الكلام الغير مباشر او الحركات المثيرة والحماس والصراخ بل حتى البكاء لجلب العطف واثارة الناس وهو اسلوب الخطباء من القادة والمرشدين فتجدهم تارة يصيحون ويصرخون وفجأة ينقلبون ليتباكون على الضحايا الابرياء وعلى الحق المهدور والظلم المستشري ( يالهم من شرفاء مخلصون ونجباء مصدقون وسوف تنقرض التماسيح ويبقون ) فهم يحرضون على القتل ويبكون 0فقد يقصوا قصص الاولين خاصة من الرموز التي يمجدها المجتمع الذي يتحدث اليه والذين ضحوا بدمائهم ونالوا الفوز العظيم من الحرية والسعادة 0 ونالوا شرف التضحية في سبيل الشعب و الوطن 00 ويجب ان يكون الخطيب او المتحدث لبق جهوري الصوت وذو نبرات مؤثرة وذو مظهرمحتشم ووقور او زي يتناسب مع من يتحدث اليهم 0 وله القدرة على تحريك الايدي بما ينسجم وحديثة فكلها فنون واساليب تلعب دورا في الاقناع خاصة في المجتمعات المتخلفة 0 ولا تخلوا بالطبع هذه الخطب من الاحاديث من عبارات التهديد والوعيد لمن لايصدقها او يلتزم بها 0 وهم لايحنثون بوعودهم فكثيرا ما يكون لهؤلاء تابعين ينفذون تهديداتهم ان شعروا بان من يتحدثون لهم لايصغون اليهم او ينصاع لهم او ان هناك من يثير الشكوك في كلامهم فلديهم رجالهم ومسلحيهم كما لديهم الياتهم الجاهزة كي يلصقوها بمعارضيهم حتى اذا نفذوا قضائهم فيهم لايجدوا من يأسف عليهم 00 ومن الوسائل المتبعة في الايحاء والتلقين المحاضرات والندوات والمجالس الخاصة والعامة السرية والعلنية وبعض المنشأت الاجتماعية حيث ينبري المتحدثون بطرح وجهات نظرهم التي كثيرا ما يدعموها بادلة وبراهين هي نفسها موضع شكوك وتسائل فيستشهدوا بقول احد المفكرين او الرموز من القدامى والمستحدثين وكانها ثوابت لايمكن تخطأتها مع ان كل اؤلائك الرموز والمفكرين هم بشر قد يصيبوا ويخطئون فالاستشهاد بهم لاقناع الاخرين لايمكن التسليم به بالمطلق واعتباره ثابت كوني 00
كتب بتأريخ : الإثنين 20-09-2010
عدد القراء : 3066
عدد التعليقات : 0