قد يستغرب و يقول البعض ما علاقة النافورة بالشلغم ولكن بعد ان يقرأؤ هذه المقالة سوف يجد ون العلاقة وثيقة بينهما بل انهما من جنس واحد 0 فلولا الشلغم ما شيدت النافورة في هذا الزمان زمن الغرائب والعجائب 00 ففي الخمسينات من القرن الماضي وفي العهد الملكي اصدرت الحكومة العراقية امرا بتسعير الشلغم ونحن نعلم بان الشلغم مادة غذائية من الخضر التي تنتشر في العراق والتي يصنع منها الطرشي وهي خضرة رخيصة لاقيمة لهاغذائيا وغير مهمة بالنسبة للناس في الوقت الذي كان هناك العشرات من المواد التي تستحق التسعير وخفض اثمانها لم تتطرق لها الحكومة انذاك اضافة لنقص الخدمات وانعدام العديد من الضروريات التي كان يجب ان تهتم بهاحكومة نوري السعيد بدلا من اهتمامها بتسعير الشلغم 00 وقد سخر الناس من هذا الاجراء التافه فبادر العديد من المواطنين الخبثاء يرسلون البرقيات المتوالية الى الاذاعة والتلفزيون كتبوا فيها ( تسعيركم الشلغم اثلج صدورنا سيروا على بركة الله ) ويقول المثل ( ما اشبه اليوم بالبارحة ) فان ما يحدث في العديد من المحافظات ما يتطلب ارسال البرقيات لمباركة المسؤولين على المشاريع المهمة التي ينجزونها من صبغ الارصفة وانشاء الحدائق وزرع الورود وكأن العراق لم يعد بحاجة إلا لوسائل الترفيه والزينة وخاصة النافورات كي ترش على اجسادهم الماء البارد في الصيف الحار ويستمتعون انظارهم بالمناظر الخلابة والزهور الفواحة 00 فان النافورة التي انشأت في منطقة الغابات في الموصل بمبلغ جاوز الخمسة وتسعين مليون دولار ولم تكتمل تستحق ان ترسل لها البرقيات المكثفة نهنيء القائمين على انشائها لنقول لهم انشائكم النافورة اثلج صدورنا بمائها العذب الزلال سيروا على بركة الله 00 فهي اولا لاتكلف مثل هذا المبلغ الكبير ثم اليس كان من الاجدر ان يبنى بثمنها مدرسة او مستوصف او دور صغيرة ولو من غرفة واحدة لالاف المواطنين الذي لايجدون لهم مأوى ولا حتى جدران اربع يسترون بها عوائلهم بدلا من النافورة 00 والتي لم يستفد من انشائها سوى المقاول ( شهريار ) ذو الحظ السعيد والعقل الرشيد الذي يعرف من اين تؤكل الكتف وقد سكتت شهرزاد في الصباح عن الكلام المباح 00 !!!
كتب بتأريخ : الثلاثاء 12-10-2010
عدد القراء : 2822
عدد التعليقات : 0