سيدة النجاة".. الاقتحام الصعب زاد من ألم ساعات الجحيم وفرح جوبه بغضب
نشر بواسطة: Adminstrator
الأربعاء 03-11-2010
 
   
بغداد(آكانيوز)
حينما غادرت ليلى توما بطي، إلى كنيسة "سيدة النجاة" مساء الأحد، بمعية زوجها وولديها فادي وبطرس، لم تتخيل أنها ستعود وحيدة إلى المنزل وهي مثقلة بجراح نفسية نتيجة قتل أسرتها أمام ناظريها، وأخرى جسدية أصيبت بها لحظة اقتحام الكنيسة من قبل القوات الأمنية
ليلى التي كانت إحدى الرهائن المحتجزين في كنيسة "سيدة النجاة" والتي تتوسط العاصمة بغداد في منطقة الكرادة، ترقد بين الوعي والغيبوبة في مستشفى ابن سينا في المنطقة الخضراء مع ثمانية جرحى آخرين وصلوا إلى المستشفى ذاته بعد انتهاء عملية الاقتحام وهي تقلب ناظريها بين باقي الجرحى علها تجد صورة زوجها وطفليها معهم، لكنها تعود وتتذكر تلك اللحظات المريرة التي فقدتهم فيها أثناء الاحتجاز.
وتقول في حديثها لوكالة كردستان للأنباء(آكانيوز) "كل شيء تم بسرعة، فقدت زوجي وولدي برصاص مسلح جامح وجه سلاحه باتجاه المصلين واخذ يرميهم دون رحمة حيث فارق زوجي وولدي الحياة في اللحظة ذاتها، وبقيت أنا أعاني جحيما استمر لأكثر من ثلاث ساعات".
وتقول إن "المسلحين دخلوا من الباب الخلفي للكنيسة، والمصلين لم يشعروا بوجودهم، إلا بعد وصولهم إلى قاعة الصلاة، وكانوا يحملون حقائب مليئة بالأسلحة والمتفجرات، حيث غابت مجموعة منهم فيما بقي اثنان لحراسة الرهائن، وكان الآخرون يتحركون لتحصين المكان ومنع القوات الأمنية من الدخول".
أما ليليان سعيد فتحدثت بألم عن فقدانها شقيقها الأكبر وزوجته داخل الكنيسة، فيما أصيبت هي بجراح في ساقيها ويدها نقلت على أثرها إلى المستشفى.
وتقول "كان احد المسلحين يتحدث اللهجة العراقية أما البقية فتحدثوا بلغة عربية فصحى، وكانوا ينوون تفخيخ الكنيسة وتفجيرها في حال اقتحام القوات الأمنية للمكان، أما نحن فلم يكن أمامنا سوى الطاعة والاستسلام للقدر".
وتقول إن "احد الآباء نصح المسلحين بالتوبة إلى الرب فتلقى بضع رصاصات أنهت حياته وحياة بعض المحتجزين".
وتضيف "لم أتوقع أن أبقى على قيد الحياة بعد كل ما حصل، فالموت كان قريبا مني لكن رحمة الرب أدركتني".
وتؤكد ليليان أن "لحظة اقتحام الكنيسة كانت صعبة للغاية فالرهائن كانوا مستسلمين لنيران الطرفين سواء كانوا مسلحي القاعدة أم القوات الأمنية العراقية والأميركية التي اقتحمت المكان، فالساقطون لحظة الاقتحام من الضحايا أكثر من الذين سقطوا في بداية الاقتحام".
واهم ما يثير ليليان تلك المواقف الباردة التي قوبل بها الحادث، فلا حداد عام في البلاد، ولا تحرك إنساني لاستيعاب الفاجعة، فبعد انتهاء العملية بدا الأمر وكأنه انتصار ناجز للقوات الأمنية، أما الضحايا فتم نسيانهم.
وليست ليليان وحدها الغاضبة من هذا الأمر، إذ أن الغضب المسيحي من المواقف الباردة ظهر في سرادق العزاء التي انتشرت في عدد من شوارع الكرادة، فالألم الذي كان باديا على الوجوه الخائفة من غد أكثر مرارة دفع الكثيرين منهم إلى رفض الحديث عن الواقعة والاكتفاء بالنحيب والبكاء على الأحبة الذين فقدوهم في لحظات.
وفي المقابل خضعت المستشفيات التي استقبلت الجرحى إلى رقابة أمنية مشددة، وكأن من يقيم عليها لا يريد لتلك الوجوه الشاحبة والأجساد التي فقدت مقاومتها للحزن أن تبوح بما دار داخل أروقة الكنيسة، أو أن تحكي شيئا عن الساعات العصيبة والاقتحام الأصعب.
أما الكنيسة التي شهدت على ساعات مؤلمة وحرجة فتم إغلاقها طوال يوم الاثنين من قبل القوات الأمنية التي تحركت لمسح المكان واستخراج بعض العبوات والمتفجرات التي زرعها المسلحون أثناء تواجدهم في المكان، الأمر الذي قد يعيق القداس الموحد الذي سيقام حدادا على أرواح الضحايا، والذي سيحضره بعض ذويهم ومنهم ليلى توما التي لا زالت تسمع ضحكات بطرس وفادي في فناء الكنيسة وصوت زوجها وهو يطلب منهم بان يكونوا عقلاء ويدخلوا بهدوء إلى المكان.
وكان رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي، أمر بتشكيل لجنة تحقيقة عليا بحادثة سيدة النجاة، ممهلاً اللجنة 48 ساعة لتقديم تقريرها، بحسب مصدر أمني مسؤول في الداخلية العراقية.
وشنت القوات الأمنية العراقية بمساندة من الجيش الأميركي أمس الأول، هجوما أسمته "عملية لتحرير الرهائن" في كنيسة سيدة النجاة التي سيطر عليها مسلحون مجهولون لثلاث ساعات، فقتلت ثمانية من المسلحين التسعة، فيما فجر المسلح التاسع نفسه قبل أن تقتحم القوات الأمنية مبنى الكنيسة.
لكن عملية "التحرير" هذه عدت من قبل بعض الأوساط "استخفافاً بأرواح الرهائن"، لأنها أدت إلى مقتل العشرات من المحتجزين داخل الكنيسة، إذ قامت القوات العراقية بتنفيذ العملية على الرغم من تهديدات المسلحين بأنهم سيقتلون كافة الرهائن لو اقتحمت هذه القوات الكنيسة.
وكشف وزير الدولة لشؤون الأمن الوطني شيروان الوائلي أمس، عن قيامه في وقت سابق بتزويد القوات الأمنية في بغداد بمعلومات تشير إلى نية تنظيم القاعدة شن هجمات على الكنائس في بغداد، وبين أن تلك القوات لم تتعامل مع المعلومات بجدية، في وقت أكدت قيادة عمليات بغداد استلامها لتلك المعلومات.
وكان مصدر مسؤول في الشرطة العراقية قال أمس لـ(آكانيوز) إن الحصيلة النهائية لعملية اقتحام واحتجاز رهائن كنيسة "سيدة النجاة" أول أمس وسط بغداد بلغت 105 أشخاص بين قتيل وجريح غالبيتهم من الرهائن

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced