أقيم في ستوكهولم، السبت 24 آذار/ مارس، معرضاً تحت عنوان “عالم على الماء” جسد ذكريات من رحلة الى أهوار العراق، تحدث فيه كل من بيتر مونسون وإيفا ميردال الباحثة الأقدم في متاحف ثقافات العالم.

تعكس الصور في المعرض فترة محددّة في الماضي – لكن المعرض يُظهر أيضاً موقع التراث العالمي الجديد ضمن منظور زمنيّ بعيد الأمد.

وعن رحلة من الأمل الى القلق والهروب، واعتماد المنطقة بشكل كامل على توّفر موارد المياه.

عالمة الآثار والباحثة إيفا ميردال تحدثت عن الثقة الجديدة بالمستقبل في منطقة الأهوار وقتئذ – ولكن أيضاً عن التجفيف والتهديد. الى جانب هذا تم عرض نشرة صوتية في المتحف حول كيف تصبح أقدم المدن في العالم تراثاً عالمياً.

أقيم المعرض في متحف البحر المتوسط ويستمر حتى 13 كانون الثاني/يناير 2019.

منطقة الأهوار الواسعة في جنوب العراق أدرجتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) كموقع للتراث العالمي. في فترة ما بين ثمانينات القرن الماضي والعقد الأول من قرننا الحالي كانت هذه الطبيعة المتفرّدة على وشك الاندثار. في الصالات الداخلية لمتحف البحر المتوسط تُعرَضُ مجموعة من الصور الجميلة التي التقطها بيتر مونسون، إثناء رحلته الى هذه المنطقة 1978.

حاملاً حقيبة الظهر، وآلة تصوير ولفافتين من أفلام التصوير، قضى بيتر ثلاثة أيام كاملة في أهوار جنوب العراق في ربيع عام 1978. وكان الشابّ بيتر يحلم بهذه الزيارة منذ أن قرأ كتاب عرب الأهوار للمؤلف ويلفريد ثيسيجر.

تُعرض الآن مجموعة مُختارة من صور مونسون الفوتوغرافية في متحف البحر المتوسط.

وكتب بيتر عن رحلته يقول: “تمنيت هذا المساء من أعماق قلبي أن تكوني معي حقاً لتشاهدي ما أرى. وصلت الى الجبايش ويالها من جميلة أخّاذة! أكواخ من القصب ولا شيء غيره، وجاموس الماء والمشاحيف.

ولكن مع ذلك فالتغيّير يسير في هيئة بعض البيوت المبنية من الآجر والمزّودة بالكهرباء.

المشهد الطبيعي أرض مستوية يغمرها الماء في كلّ مكان حيث الأكواخ (الصرائف) تنتشر على شكل جُزر صغيرة في الماء (جبايش).

أغاني الطيور تخترق الصمت. وربما أيضاً أصوات حيوانات أخرى. وأظنّ أنها قد تكون مثلاً الضفادع والعلاجيم.

ولكنّ من الصعب على شخص متخصص بالاقتصاد، مثلي، تفريق الأصوات عن بعضها البعض.